جنبلاط يرفض الاجتماع بجعجع

جنبلاط يرفض الاجتماع بجعجع

Monday, October 29, 2012 - 09:16 PM
تقرر ان تبقى الحكومة وتستمر، لكن مساعي جمعت جنبلاط بجعجع رفضها جنبلاط وقال ابقى في الحكومة ولو جعجع فيها لكن لا اريد الاجتماع بجعجع.

ترك استشهاد اللواء وسام الحسن فراغا كبيرا في 14 آذار، لا يستطيع احد ان يملأ هذا الفراغ من القوى السياسية، وكان الشهيد اللواء وسام الحسن التعاطي مع وليد جنبلاط والتعاطي مع كل القوى وحتى مع حزب الله لاستمرار علاقات الرئيس سعد الحريري مع الجميع. الا ان غياب الشهيد اللواء وسام الحسن ترك فراغاً بدأ يظهر بخلاف سعد الحريري ووليد جنبلاط وسيظهر اكثر واكثر مع الوقت في خلافات اخرى.

سمير جعجع شعر بضعف 14 آذار، فقرر الظهور يوم الاربعاء على تلفزيون المستقبل ليدافع عن 14 آذار، وليحاول ملء جزء من الفراغ الذي تركه اللواء الشهيد وسام الحسن، حيث ان الشهيد اللواء وسام الحسن كان يعطي توجيهات الى سمير جعجع بشأن السياسة، لا يعرفها جعجع لغيابه عن التقارير السياسية التي يملكها وسام الحسن والتقارير الامنية.

كذلك يظهر الليلة السفير جوني عبدو على برنامج "بموضوعية" بمحطة الـ "م.تي.في". التي يدعمها تيار المستقبل بقوة من كل النواحي ليدافع عن 14 آذار ولاستنهاض معنويات 14 آذار، اضافة الى ان اقرب شخص للشهيد اللواء وسام الحسن كان جوني عبدو، فالشهيد اللواء وسام الحسن كان يمضي اسبوعا في باريس لزيارة عائلته يمضي فيه الوقت الاكبر جلسات مع السفير جوني عبدو، وطبعا سيتكلم جوني عبدو عن الشهيد اللواء وسام الحسن.

الرئيس سعد الحريري مجروح وكلامه على "تويتر" عن جنبلاط يدل على موقف صلب، وواضح ان سعد الحريري قرر ان يكون صلبا في مواقفه ولا يراعي احد، خاصة بعد استشهاد اللواء الشهيد وسام الحسن، اضافة الى ان سياسة سعد الحريري هي سياسة مواجهة وليست سياسة مسايرة، وهو يقول والدي قام بمسايرة الجميع فقتلوه. اما انا فلن اساير على حساب قناعاتي واذا قتلوني على الاقل اكون قد ذهبت من هذه الدنيا وانا على قناعاتي ولم اساوم.

حركة 14 اذار في ارباك كبير، ومشكلتها انها لم تستطع اسقاط الحكومة، فحكومة الرئيس ميقاتي اجتازت الخط الاحمر، وهنالك ؟؟ كبيرة في البلاد هي طاولة الحوار او اجراء الحوار بين رئيس الجمهورية واطراف حتى بات هذا الموضوع مثل المهزلة بشأن طاولة الحوار، والخلاصة التي وصل اليها الجميع ان حكومة الرئيس ميقاتي مستمرة، واقوالا 14 اذار انها لاتعترف بشرعيتها كلام فارغ لا يعني بالمعنى الدستوري والسياسي شيئا ما، ولا ادري كيف اني سمعت من احد مندوبينا يقول ان 14 اذار لم تعترف بعد الان بـ8 آذار، وهذا الكلام سطحي جدا ولا قيمة له، لان النواب وصلوا الى مجلس النواب بانتخابات نيابية شرعية، وبالنسبة للحكومة نالت الثقة في المجلس النيابي، فعن أي شرعية يتحدثون انهم لا يعترفون بها؟

في المبدأ القانوني والعملي والدستوري عدم الاعتراف بالشرعية يعني اعلان العصيان المدني وهذا غير وارد، ولا تتحدث عنه 14 اذار، لذلك الكلام عن عدم الاعتراف بـ8 اذار كلام فارغ وسطحي ولا قيمة له، اما بالنسبة لحكومة الرئيس ميقاتي انطلقت وستبدأ بالتعيينات رغم ان هذه الحكومة هي غير منتجة، حتى ولو اصدرت بعض التعيينات الديبلوماسية او غيرها الا انها حكومة غير منتجة، وهي حكومة اقل من حكومة تصريف اعمال.

في الامور تغير شيء اساسي، بعد الهجوم على السراي، حصل دعم غربي للرئيس ميقاتي، وحصل خوف لدى الغرب من سيطرة الاصوليين والسلفيين على الشارع، اضافة الى ان القضاة الكبار في وزارة العدل اجتمعوا وبحثوا موضوع الهجوم على السراي، وحضر الاجتماع 8 قضاة هم اكبر قضاة مسؤولين في لبنان، وقرروا استدعاء نديم بطيش المذيع في المستقبل للتحقيق، مع العلم ان البعض اتهم جهات سياسية بأنها وراء الاستدعاء وهذا الامر ليس صحيحا، بل لان شاشة التلفزيون صوّرت أمراً لنديم بطيش باقتحام السراي واعمال العنف التي حصلت في الهجوم على السراي رفض مجلس القضاء الاعلى وكبار القضاة السكوت عن الموضوع ولا علاقة لـ8 اذار و14 اذار بقضية نديم بطيش.

الوضع الحالي هو ان الحكومة ستستمر حتى ايار موعد الانتخابات. ويبدو ان كونيللي سفيرة اميركا ابلغت هذا الامر الى ميقاتي، واكدته وزيرة خارجية اميركا كلينتون عندما تمنت للحكومة البقاء حتى الانتخابات النيابية، وفق اتصالها بالرئيس ميقاتي، ثم ان الفرنسيين اقاموا اتصالا مع الرئيس بري تمنوا عليه استمرار الحكومة، وعدم الفراغ، لكنهم طلبوا منه ان يتدخل لدى حزب الله كي لا يقوم بأعمال يؤثر فيها على الشارع، فابلغهم الرئيس بري ان حزب الله يلتزم الاستقرار الى اقصى الحدود.

الرئيس سليمان توصل الى نتيجة بأن الحوار لا قيمة له، والعماد عون التهى بالسفر الى كندا والعودة منها، وصراع الشيخ والبيك بين سعد الحريري ووليد جنبلاط يزداد ويرتفع، ويبدو ان سعد الحريري يريد دعم المعارضة السورية ضد نظام الرئيس بشار الاسد، اما جنبلاط فيريد معارضة نظام الرئيس بشار الاسد والدعوة الى اسقاطه لكنه التقط اشارة اميركية فرنسية اوروبية بعدم التدخل مباشرة في سوريا. وقد ظهر ذلك من خلال ارسال وفد من قبل جنبلاط الى سوريا، طالبا منهم البقاء في الجيش السوري وعلى اساس الوفد الدرزي الى سويداء تم توقيع اتفاق بين وجهاء درعا والسويداء على ان يمر الجنود الدروز بمنطقة درعا دون اعتراضهم مقابل عدم اعتراض اهالي السويداء لاهالي درعا.

اختلف سعد الحريري مع جنبلاط او الشيخ والبيك على مظهر المستقبل، فجنبلاط ذهب اميركا وفرنسيا وسعد الحريري ذهب سعوديا اكثر باتجاه المجلس الوطني السعودي، فجنبلاط يقول امام زواره ان النظام السوري لن يسقط في الوقت الراهن، مع انني اطالب باسقاطه، اما سعد الحريري فيقول انه يملك معلومات تقول بمجرد انتهاء الانتخابات الاميركية فان اسلحة متطورة ستصل الى المعارضة المسلحة في سوريا ويتم اسقاط نظام الرئيس بشار الاسد.

حلفاء سوريا في لبنان لا يبدون اي حركة ولا يظهرون حماسا ولا يتحركون، حتى باتوا لا يدافعون عن النظام في سوريا، وذلك من خلال متابعة تصريحاتهم وحركاتهم ومواقفهم، اما رأس الحربة في الهجوم على النظام السوري فهو سعد الحريري وسمير جعجع، باتفاق مع دول مجلس التعاون الخليجي، ولذلك فالوضع هو التالي: الحكومة باقية حتى ايار، 14 آذار اصيبت بصدمة كبرى جداً جداً، بغياب الشهيد اللواء وسام الحسن، الذي كان اهم ركن سياسي في 14 اذار وكان قادر ان يقنع جنبلاط بأمور كثيرة الى الرئيس سعد الحريري، وخسارة الشهيد اللواء وسام الحسن لا يستطيع احد التعويض عنه.

ومن الان وحتى الانتخابات ستحصل حوادث عدة وربما اغتيالات وانفجارات لكن الشيء الاكيد هو ان فرنسا واميركا واوروبا مصرة على اجراء انتخابات نيابية في ايار القادم، وهذا ما سيحصل.

» هل أسس ابن خلدون علم الاجتماع؟
» بدء الاجتماع التحضيري لمؤتمر "جنيف-2"
» مقدسي: تصريحات بان كي مون تتضمن نصف الحقيقة لما دار في الاجتماع
» تفاصيل الاجتماع السري لمخابرات 6 دول للتآمر على مصر
» اوغلو: التنصت على الاجتماع الأمني جريمة كبيرة بحق البلاد