المستنسخون في الولايات المتحدة الأمريكية والنسق السوري.... بقلم : المحامي محمد احمد الروسان
تتحدث المعلومات والمعطيات الجارية*, *أنّ الولايات المتحدة الأمريكية, وعلى مدى وعمق, خطوط علاقاتها العرضية والرأسية, مع حلفائها في المنطقة الشرق
الأوسطية, الملتهبة والمضطربة, وبفعل نفوذ وضغوط جماعات, المحافظين الجدد والأيباك,
في مفاصل صناعة القرارات السياسية, والدبلوماسية العدوانية التدخلية, والمخابراتية, والعسكرية, داخل مؤسسات الدولة الولاياتية الاتحادية الأمريكية, تسعى من أجل اعتماد مذهبية, أجندة سياسية خارجية أمريكية شرق أوسطية, تدخليه عدوانية تصعيديه, لجهة توظيف فرصة الاحتجاجات الجارية في المنطقة, من أجل بناء مشروع الشرق الأوسط الجديد - الذي أفشلته المقاومة الإسلامية في لبنان, في حرب تموز 2006 م والمقاومة العراقية - الذي سوف يحقق استقرار وسلام وأمن في المنطقة, لأنّه سوف يترتب على هذا الشرق الأوسطي الجديد, إعادة ترتيب جغرافياته, وما عليها من ديموغرافيات سكّانية, وفقاً لمواصفات جيوسياسية تقسيميه مستحدثة جديدة, وإدماج " إسرائيل" في بيئة المنطقة, وضمان أمن المصالح الأمريكية, لأنّ قوى الشر من زاوية محور واشنطن – تل أبيب ومن ارتبط به, والمتمثلة - أي قوى الشر - في سوريا, وحزب الله, وحماس, والجهاد الإسلامي, والمقاومات الشعبوية الأخرى, وفي الدولة الإيرانية, وكوريا الشمالية, سوف تذهب وتبقى قوى الخير, التي بشّرت بها *" الوصايا العشر"* * التلمودية.*
المحزن المفجع, في جلّ ما يجري في المنطقة, أنّ هناك ديناصورات عربية, تمتد من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين مروراً بالوسط, وبفعل عمليات التآكل العقلي,
وعمليات التعرية الفكرية والدماغية, تحولت إلى أساطين حشرات طائفية, عرقية اثنيه, تنادي وعبر الفضائيات العربية والعبرية والغربية: واسلاماه, واسلاماه
واسلاماه.
وفي تقديري, أنّ الدبلوماسية الأمريكية, أصبح يتشكل لها ادراكات جديدة عدوانية, تدعي أنّها واقعية, إزاء الأحداث في الساحات السياسية, في الشرق الأوسط وخاصة المنطقة العربية, وتعمل على تقديم الدعم المعنوي الخارجي, لكل عمليات التعبئة السلبية الفاعلة, والتي تستهدف ساحات خصوم محور واشنطن – تل
أبيب, لجهة الساحة السياسية السورية تحديداً, وعبر وسائل الميديا الأممية, وذات العلاقات الخفية مع المحافظين الجدد, ونسخهم الجديدة المستحدثة, ومع
الأيباك داخل مفاعيل ومؤسسات القرارات الأمريكية الشاملة, وعبر غرف عمليات دولية خارجية سوداء من فئة الخمس نجوم, تملك أذرع إعلامية مخابراتية أخرى, تسوّق لإسقاط الدولة السورية الحالية بنظامها ونسقها السياسي البنيوي, ولبعض وسائل الميديا العربية أدوار, بعضها ظاهر والآخر مخفي, حيث جلّها صار يلعب الدور الأكثر خطورة, لجهة إنتاج وإعادة إنتاج مخططات ومصطلحات, حملات بناء الذرائع, وتصعيدات لحملات مشبوهة ضد سوريا. المحافظون الجدد في الولايات المتحدة الأميركية, بنسختهم الجديدة المستحدثة, وعبر رموزهم *"المستنسخون"* على شاكلة: دينس روس, ديفيد ماكوفيسكي, ايليوت أبراهام, دانيلا بليتكيا وغيرهم, يزعمون بأنّ مشكلة السلام والمفاوضات في الشرق الأوسط, على المسار الفلسطيني تحديداً, لن يتم حلّها إلا إذا انهار النظام *"الإسلامي"* الحالي في إيران, وتقليم أظافر أذرعه في المنطقة, وهم بذلك يتقاطعون بل يتساوقون عبر تماثل كامل مع الموقف الإسرائيلي, حيث ترفض
إسرائيل مسألة الفصل بين ملف السلام في الشرق الأوسط وملف البرنامج النووي الإيراني.
تقول المعلومات, أنّ كل المؤشرات السياسية والأمنية, التي يتم رصدها استخبار يا, وبشكل منتظم وغير متحيز لأي جهة في المنطقة, تشي بشكل مثير ويحفّز على المتابعة إلى, جهود استثنائية وجبّارة تبذل من قبل محور واشنطن – تل أبيب, لإعادة ترسيم وتنميط معطيات الواقع, السياسي, والأمني, والاجتماعي الخاص,
بمنطقة الشرق الأوسط, ومع ذلك لم ينجح هذا المحور الشيطاني ذو الوظائف الفيروسية, في خلق وقائع جديدة على أرض العمل الميداني, وان كان دفع ويدفع إلى
مزيد من تسخين, الساحات السياسية الضعيفة, كساحات مخرجات لقضايا سياسية معقدة, لها علاقة وصلة بالديمغرافيا السكّانية, وأيضاً مزيد من تسخين الساحات القوية ومنها الساحة السورية الآن, سواءً أكانت محلية أم إقليمية كساحات, متلقية مستهلكة, لتهديدات وتلويحات لحروب و \ أو اشتباكات عسكرية هنا وهناك, لصالح الدولة العبرية, هكذا تذهب قراءات للحقائق الموضوعية في الشرق الأوسط, بحيث يعتبر بقاء سوريا قويّة وصلبة بمواقفها, مع وجود حزب الله واستمراره, بعقيدته العسكرية والأمنية والسياسية الحالية, عائق فعلي وكبير, لا بل بمثابة ترياق لسموم وفيروسات, محور واشنطن – تل أبيب وترسيماته, وتنميطاته للواقع السياسي للمنطقة, وحزب الله ريشة رسم وإحداث لمحور المقاومة والممانعة, التي تضع تنميطات وترسيمات خلاّقة ولمسات, فنيّه احترافية مهنية, نقيضة لترسيمات محور الشر والشيطان, على خارطة جديدة للشرق الساخن, لا تروق لأحد في العالم.
وتقول المعلومات, أنّ واشنطن وحلفائها في المنطقة, ومنهم بعض العربان, يهرّبون الأسلحة من لبنان والعراق وتركيا, إلى الداخل السوري المتحرك, من أجل زعزعة استقرار سوريا, وقتل المواطنين السوريين, لا بل يتم تدريب وتعبئة الأصوليين, وإرسالهم إلى سوريا استهدافاً لدمشق, وانّ الأيادي الشبح, تقوم بتهريب السلاح من لبنان إلى سوريا, وعبر استغلال مناطق الحدود السورية – اللبنانية, وهذا ما نشرته مؤخراً صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية وصحيفة التايمز الأمريكية قبل أشهر, وحيث اعتمدت الأخيرة على تقرير معهد ستراتفور الأستخباري الدولي. العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي, ترى انّ حماية الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط, يبدأ باستهداف دمشق, حيث استهداف الأخيرة, يضعف إيران وحزب الله وحماس والجهاد الإسلامي, واستهداف دمشق- الأسد, يتيح أمريكياً وإسرائيليا, استعادة تركيا إلى مكنونات خط علاقات واشنطن – تل أبيب, كواليس العلاقات السرية على خطوط طول وعرض, شبكات المخابرات الخاصة, بهذا المحور الفيروسي في المنطقة والعالم.
وترى واشنطن وتل أبيب, أنّ ما جرى في تونس ومصر وليبيا واليمن, هو مقدمات يجب استنساخها في سوريا, إيران, تركيا – لأعادتها إلى رشدها الأمريكي الإسرائيلي, الصين, وكوريا الشمالية، وسيصار إلى تطبيقها في السعودية وقطر وجلّ الساحات العربية الضعيفة والقويّة.
وكل ذلك يتم من خلال الأدوات والعمليات المخابراتية القذرة, والتي تشمل الأدوات الاقتصادية, عبر تقديم الدعم المالي لأعداء محور الممانعة والمقاومة,
وعبر الأدوات العسكرية تلويحاً وتهديداً مستمراً, بتفعيل الوسائط العسكرية, مع استخدامات الأدوات الإعلامية, ذات حملات بروباغندا اتصالية, ذات مهنية عالية
الدقة, كي يؤدي كل ذلك إلى خلق رأي عام عربي, واقليمي ودولي, معادي ومناهض لوجود الممانعة والمقاومة, ولكي تتماهى سوريا, مع رؤى وسياسات محور الخراب – محور شيطان الأنس والجن.
المذهبية الدبلوماسية العدوانية السوداء, الأمنية السياسية الأممية الأميركية الجديدة, ذات الأدوات الأنف ذكرها, ستوظف لخدمة الوسائل السياسية الشاملة,
لوضع خارطة طريق متعرجة لعمليات, الاستقطاب وإعادة الاصطفاف السياسي في سوريا, وفي المنطقة عامةً, كي يتم إعادة إنتاج مجتمع, تحالفات سياسية واسعة النطاق, لجهة المنطقة والداخل السوري ومحيطه, ضد المقاومات والممانعات, وضد كل من سوريا وإيران وتركيا بنسختها الجديدة.
من جانب آخر معلوماتي, لمخابرات إقليمية ودولية تفيد, أنّ إسرائيل نجحت حتّى الآن لجهة توظيف وتسخير, كل قدرات الدبلوماسية الأميركية والبريطانية
والفرنسية لاستهداف سوريا, مع دفع واشنطن للمشاركة الفعلية في, الترتيبات العسكرية الأميركية الجارية في منطقة الخليج وشواطئ إيران الجنوبية.
كما تذهب المعلومات, أنّه تم الاتفاق والتفاهم وضمن, محور واشنطن – تل أبيب ومن تحالف معه من دول المنطقة, على أن يتم ربط الرادارات الأميركية المنصوبة في مناطق الخليج بالرادارات العبرية, رغم الرفض الخليجي لذلك, الاّ أنّ واشنطن ضغطت باتجاه, ما تم التوافق عليه ضمن دوائر مؤسسات محور واشنطن –تل أبيب, كما تم الاتفاق والتفاهم على نشر غوّاصات نووية اسرائلية, ضمن مسار الأساطيل البحرية العسكرية الأميركية, الفاعلة والناشطة قبالة شواطئ جنوب لبنان, وشواطىء إيران الجنوبية.
انّ دبلوماسية الولايات المتحدة الأمريكية الخارجية, لجهة الشرق الأوسط خاصةً, في ظاهرها ناعمة حسنة بريئة, خلاّقة تعاونية رائعة, وفي باطنها تخفي السمّ
الزعاف في حية رقطاء, وما يمكن ملاحظته إزاء دبلوماسية واشنطن التالي:-
أنّها في ساحات خصومها تصعّد, وساحات حلفائها, تدفع باتجاه التهدئة والاحتواء إلى حين نضوج ظروف مصالحها لتصعّد فتنجز, كما أنّ الهدف الأمريكي في جانب منه, يهدف إلى إشاعة النموذج الديمقراطي الأمريكي, وذلك عبر تنوير الشعوب العربية في ساحات الخصوم وغيرها, ودفع المواطنين العرب, إلى جعل معظمهم موال, لسياسات العاصمة الأمريكية دي سي الخارجية, ومن أجل ذلك عملت أمريكا على وضع, أكثر من ثلاثمائة برنامج للتثقيف, وتحت شعار دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان, وتنمية المجتمعات, وتعمل على تنفيذها في الساحات العربية, في مجالات التربية والتعليم, والثقافة والأعلام, ورصدت الأموال اللازمة لتنفيذ ذلك, وعبر department of state فهي المسؤولة عن مثل هكذا برامج خارجية, كما تسعى واشنطن إلى إنشاء, أحزاب سياسية معارضة, تمهد لصناعة وإنتاج سياسيين جدد, وتشكيل منظمات غير حكومية شبابية ديمقراطية موالية لواشنطن.
وتتحدث معلومات دبلوماسية خارجية, أنّ واشنطن تسعى, إلى تشكيل لوبيات عربية خاصة قويّة, ضاغطة على الحكومات ومؤسسات القرار, داخل الدول العربية, من رجال أعمال عرب, ورجال قانون وسياسة, من الذين تخرجوا من الجامعات والمدارس والمعاهد الغربية, ودفعهم إلى تغيير القوانيين والتشريعات العربية, على أن تكون على طريقة العم سام الأمريكي – الطريقة الأمريكية المثلى, وإصلاح العلم والتربية, عن طريق البرامج الأمريكية, وفقاً للرؤية الأمريكية – المتطرفة بسم زعافها, مع توزيع ونشر الكتب الأمريكية, وفتح المدارس الأمريكية الخاصة, في مرحلتي التأسيسي, الابتدائي والإعدادي ثم الثانوي, مع دخولات منظمة وكبيرة, للفتيات العربيات كطلاب, ومدرسين في هذه المدارس, والهدف من كل ذلك, إنشاء جيل, بفكر أمريكي صرف, موال لواشنطن, وعبر الصداقات الخاصة, والعلاقات المخفية عن العامة, مع الأنظمة الحاكمة العربية, وعلى وجه التحديد في دول الملح والظمأ, تسعى أمريكا إلى تمهيد الطريقة, إلى نشوء أحزاب معارضة أو بديلة, ومنظمات غير حكومية, ومزيد من نقابات مختلفة, تدور على مشارف الرؤية الأمريكية, إن لم يكن في صلبها.
هذا وتشجع واشنطن الشباب العربي, للدخول في مثل هكذا أحزاب ومنظمات, مع وجود خطر كبير لدخول, أعضاء إرهابيون, وأصوليون ومتطرفون, إلى هذه الأحزاب والمنظمات غير الحكومية.
من ناحية ثانية, أنّ الكثير من المعارضين العرب, تم تدريبهم ورعايتهم وتأهيلهم وتوجيههم, في الولايات المتحدة الأمريكية, من بينهم صحفيين, رجال قانون,
مراقبين للانتخابات المحلية في بلدانهم, كل ذلك مع سعي حثيث لواشنطن, للتعاون مع النقابات المهنية, والحركات العمّالية في البلدان العربية.
وهناك برامج أمريكية, تنفذ عبر الخارجية الأمريكية, لتغيير النمط الشرقي التقليدي العربي, واستخدام النساء للضغط, على أبائهن وأزواجهن وأقربائهن, من
أجل الدخول في اللعبة السياسية المحلية, وجعلها بنمط ليبرالي على الطريقة الأمريكية, في ساحات نشوئهن وعيشهن, وهناك اهتمام كبير في تأهيل الفتيات
العربيات, من مستويات عائلية حاكمة في المجتمع, ومن النخب المثقفة عالية التعليم والانفتاح على الآخر, وعلى وجه التحديد في دول الملح والظمأ, حيث
هناك الكثير من النساء تم انتخابهن - تعينهن, في البرلمانات المحلية والهيئات الأخرى في كل من, تركيا, والأردن, ومصر, وسلطنة عمان, والبحرين, والكويت,
وقطر, والأمارات العربية المتحدة.
جلّ المنطقة العربية صارت ساحة, مرهونة لمفاعيل وتفاعلات غير مسؤولة, للسياسة الأمريكية الخارجية في الشرق الأوسط, وهذا من شأنه أن يؤدي إلى, انفجارات اجتماعية وسياسية, تتطور تلقائياً إلى صراعات دموية وحروب أهلية, ولا يمكن احتواء تداعيات ونتائج كارثية, للدبلوماسية الأمريكية العدوانية في المنطقة.
انّ المساعي الأمريكية لنشر الديمقراطية, وفقاً للنموذج السائد لديها, يؤدي إلى تدهور الأوضاع, ويؤدي حتماً إلى اصطدامات طائفية, اثنيه, عرقية دينية,
وتصعيدات في النزعات, الانفصالية القومية, والفرعية في القومية الواحدة في المجتمعات العربية, كما يؤدي إلى تنشيط العمليات الإرهابية على المستوى الأممي.
على الأنظمة الحاكمة المتبقية في البلدان العربية, وعلى القوى السياسية والاقتصادية, والاجتماعية والثقافية الليبرالية, الموالية لواشنطن وسياساتها,
يجب أن تفكر بتداعيات تعاملاتها مع أمريكا, على شعوبها الحيّة وعلى المنطقة, وخطر الشراكات السياسية والأمنية, السرية والعلنية مع الولايات المتحدة
الأمريكية أيضاً.
وعلى القوى الشعبوية السياسية, والاقتصادية, والفكرية, والثقافية والإعلامية العربية والإسلامية في المنطقة, أن تسعى إلى تشكيل سلّة أدوات فاعلة, من شأنها
أن تقود وتؤدي, إلى مقاومات وتصديات حادة, للأدوات الأمريكية في المجتمعات العربية الإسلامية, والسؤال هنا: هل يبعدنا ذلك, عن دائرة الصراع الداخلي –
الداخلي؟.
** المحامي محمد احمد الروسان**
**عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية **