معركة الدفاع عن سورية، قومية بامتياز
خاص "توب نيوز" - صابرين دياب
في عام 1952 و1953 حاول العدوالاسرائيلي ان يتلمس سبيلا الى الثورة المصرية بمختلف الوسائل, يظنها انقلابا عسكريا. ويظن بالفهم السطحي لتجربة مصر العربية سنة 1948 ان مصر من هذه التجربة قد تحول انظارها عن مكانها القومي, وتركز اهتمامها على ارضها الوطنية وحدها, وما كانت الثورة المصرية لترك اثرها في التاريخ لو نسيت للحظة واحدة وجودها الوطني لا قيمة له الا انه جزء من وجود قومي اكبر.
وهذا هو واقع سورية اليوم,التي تخوض معركة الامة باسرها فوجدت النخبة القومية نفسها مضطرة تلقائيا للدفاع عن ثورتها الحقيقية في سورية ضد اعدى اعداء الامة, ولعل نموذج ناصر قنديل في دفاعه المتين عن سورية منذ ان بدات ازمتها خير نموذج لدفاع الفكر القومي العربي عن مصالح الامة,,فحين تقرر النخبة العربية دخول حربها الثقافية والتوعوية لمواجهة الخطر الاسرائيلي على سبيل المثال,فانه يتعين عليها ان ترى بوضوح ابعاد المعركة وافاقها..وان تدرك انها تحتاج فيها الى ما هو اكثر مما يكفي لمواجهة "اسرائيل" وحدها,,انما تحتاج الى القوة القادرة على التصدي لمن وراء "اسرائيل", او على الاقل لاصابة فكرهم بالشلل, ويتصل بذلك على الفور ان مشكلة "اسرائيل" ليست هي مشكلة فلسطين وانما هي – بعد فلسطين – ابعد اثرا وخطرا, ان "اسرائيل" خطر توسعي حقيقي يخطط لدولة اكبر من حدود الدولة الحالية...يعمل ليوم تتحول فيه الشعوب العربية بين الفرات والنيل الى فلول من لاجئين,,من هنا فان المقاتل المصري او العراقي او السوري لا يحمل سلاحه يوما دفاعا عن اسرة فلسطينية لاجئة. وانما هو الى جانب ذلك يحمل السلاح دفاعا عن اسرته السورية او المصرية او العراقية.
وطن عربي واحد يواجه نفس المعركة, لانه يواجه نفس الخطر ويهدده نفس المصير اذا لان يوما في ارادته, او هان وهان عليه التاريخ والمستقبل, وفقد من يده فرصة حاضره استعدادا وتاهبا.
وعلى سبيل المثال ايضا, فان الوضوح الشامل الذي تحققه الان مرحلة التحول العربي العظيم وستتحقق به, مداثره بعد ذلك الى ربط العمل الوطني بالعمل القومي, ولم يكن ذلك – كما يتصور البعض – تاثير ضغط المرحلة الراهنة,,,ان الارتباط بين العمل الوطني والعمل القومي هو حقيقة الوجود العربي ذاته تاريخا, ومن هنا فهو حقيقته مصيرا..ولقد كانت التفرقة الطارئة في بعض مراحل الامة جسما غريبا مدسوسا في الكيان العربي الواحد, يصيبه بامراض الحساسية ومضاعفاتها.. وليس من شك ان التراكمات التي ترسبت وراء الحواجز الجديدة هي الان عقبة فعلية لكن ما هو اعمق منها واقوى هو الحقيقة الواحدة الاصلية...ولئن كانت التراكمات المترسبة تقتضي علاجا واعيا,,فان الهدف يبقى دائما كما هو بغير تحفظ ولا تردد ان الوجود الوطني لاي شعب عربي هو جزء من الوجود القومي للامة كلها..... وكما قال ناصر قنديل : "بهذا الوضوح القاطع وبغير احتمال للبس او تاويل".