استراتيجية الجيش الحر الجديدة ... للسيطرة!!

استراتيجية الجيش الحر الجديدة ... للسيطرة!!
2012-10-29 01:05:27

رغم الأحاديث الاعلامية المتكررة من قبل قيادة الجيش الحر وضباطه عن ادعائهم السيطرة على نسبة كبيرة من الأراضي قد تصل أحياناً إلى 75% من مجمل مساحة الأراضي السورية، قد تفاجئ بعد كل هذه الأحاديث والادعاءات وبعد مرور كل هذا الوقت حوالي عام ونصف على بدء الأزمة السورية وما جرى خلالها من معارك كبيرة وصغيرة بهدف السيطرة أو التحرير، قد تفاجئ بعد كل ذلك أن الجيش الحر وتحديداً قيادته العسكرية ليس لديه مفهوم واضح عن مصطلح "السيطرة" وأنه مؤخراً أجرى ما يشبه مراجعة لأدائه ونشاطه وأن هذه المراجعة قامت على أساس السؤال التالي:

هل ما يقوم به الجيش الحر حاليا" يرقى الى سيطرة فعلية على مدن و مناطق أم أنه لم يفعل ذلك بعد؟.
لا بد أن قيادة الجيش الحر شعرت بالإحراج الكبير جراء اضطرارها المتكرر لمرات عديدة إلى اتباع ما يسمى سياسة "الانسحاب التكتيكي" من المدن والمناطق التي أعلن سيطرته عليها وفاخر إعلامياً بهذه السيطرة ثم وجد نفسه مضطراً إلى تركها ومغادرتها والانسحاب منها بعد اقتحامها من قبل قوات الجيش السوري، وقد يكون المثال الأسرع لهذه الحالة ما جرى في مدن ريف دمشق عقب تفجير مكتب الأمن القومي ومقتل أربعة من كبار القادة العسكريين حيث توالت الانسحابات التكتيكية من قبل الجيش الحر تحت ضغط الحملة التي شنتها آنذاك قوات الجيش السوري على معاقله في تلك المدن.
وقد تكون العبارة التالية التي وردت في مراجعات الجيش الحر لها دلالتها الواضحة والصريحة بهذا الخصوص إذ تقول حرفياً:

((هل تكون السيطرة كما كان يفعل الجيش الحر من دخول مدن وقرى والاعلان أنه سيطر عليها؟ ..... الدخول الى داخل المدن والريف والتمركز فيها يؤدي الى محاصرة المقاتلين داخلها وانتهاء ذخيرتهم ثم .... انسحابهم)).
ولا يخفى أن هذه الخلاصة تتضمن إقراراً واضحاً من قبل قيادة الجيش الحر بأنها عاجزة عن إحكام السيطرة على المدن والقرى والمناطق ولا تستطيع الاحتفاظ بها لأنها سرعان ما تضطر إلى الانسحاب التكتيكي منها هذا الانسحاب الذي هو في الحقيقة ليس سوى انكسار عسكري وعدم قدرة على الاستمرار في المواجهة.
وهذا ما دفع بقيادة الجيش الحر إلى البحث عن استراتيجية جديدة تتجنب من خلالها تحميل نفسها عبء الدخول إلى المدن والمناطق والقرى لتحقيق مآرب وأهداف إعلامية أثبتت التجربة أنها لا تقدم ولا تؤخر وليس لها أي تأثير حقيقي على نتائج المعارك الدائرة على الأرض وليس في الفضاء الإعلامي. وبالتالي تجنيب نفسها الإحراج تلو الإحراج عند اضطرارها إلى الإعلان عن انسحابها تكتيكياً من هذه المدن والمناطق مما ترك تأثيراً سلبياً كبيراً على مصداقية الجيش الحر لدى أنصاره أولاً ولدى الأوساط الإقليمية والغربية التي تراهن عليه ثانياً، ولم يقتصر التأثير على المساس بالمصداقية وحسب بل إنه أدى في بعض الحالات إلى انقسامات واشتباكات حدثت بين فصائل الجيش الحر بعضها البعض بسبب تباين آرائها حول موضوع ضرورة الانسحاب من عدمه.
لذلك انتهت مراجعات الجيش الحر، حسبما أفادت مصادر من المجلس العسكري بدمشق، إلى اعتماد الخطة التالية لتحقيق السيطرة:
أولاً- تشكيل كتائب مسلحة في كل منطقة والتواصل بين الكتائب في المنطقة الواحدة للاتفاق على العمل تحت قيادة مشتركة واحدة.
ثانياً- حرب العصابات: وهي بحسب الخطة مرحلة تمهيدية تستمر حوالي الشهر تقوم الكتائب فيها بالعمل بشكل سري و دون إعلان عن مكانها..تقوم بعمليات للحصول على ذخيرة بكافة الطرق..وأهم شيء الهجوم على طرق إمدادات النظام و المراكز التي تحوي ذخيرة.

وبعد الحصول على ذخيرة ورجال مدرّبين جيدا" تبدأ مرحلة السيطرة.. ولكن كيف؟
ثالثاً – السيطرة: تكون السيطرة بالهجوم على المعسكرات والثكنات العسكرية المتواجدة في الريف من أجل الاستيلاء عليها. ونلاحظ هنا أن الهدف لم يعد السيطرة على المدن والقرى ولم يعد هناك من يذكر هدف "حماية المدنيين" الذين يتعرضون للقصف وهم يتظاهرون ضد النظام بصدورهم العارية!! بل الهدف هو الاستيلاء على الثكنات العسكرية وخاصة تلك التي تحتوي على كميات كبيرة من الأسلحة. والسيطرة على المناطق العسكرية بدورها تكون بمحاصرتها وقطع الامدادات عنها ثم قصفها ثم دخولها و الحصول على سلاحها ثم الانسحاب و أول المناطق العسكرية التي يجب السيطرة عليها هي تلك التي تقع بمناطق عالية كجبال و مرتفعات أو مناطق حدودية.
بعد ذلك يتم تأمين الذخيرة بسرعة والتواصل مع الكتائب الأخرى..وهكذا تترافق السيطرة على المناطق العسكرية مع محاصرة المطارات العسكرية و المدنية القريبة.. يتم بعد ذلك قصفها و تدمير مدارجها و محاصرة مطارات الهليكوبتر..يقوم المقاتلون بقطع الطرق في الريف بالسواتر الترابية و نشر قناصة و غير ذلك..
رابعاً -نفس الخطوات السابقة تتكرر حول المدينة مع التركيز على المطارات والمناطق المرتفعة (المناطق العسكرية حول جبل قاسيون بدمشق هي قوة النظام بدمشق)...كل المطارات والثكنات والمناطق العسكرية حول وداخل المدينة يجب الاستيلاء عليها يتم بعد ذلك تنفيذ عمليات عسكرية حول المقرات الأخرى داخل المدينة التي فيها تواجد عسكري..
خامساً- بعد تحقيق السيطرة على الثكنات العسكرية والمطارات الواردة في البنود السابقة يجري القيام بآخر شيء وهو بحسب الخطة الدخول إلى المناطق السكنية ومحاصرة المراكز الأمنية والتي ستسقط بسرعة حسب توقعات وتنبؤات واضعي الخطة.. كما يتم في كل منطقة يتم السيطرة عليها نصب مضادات طيران لإعاقة طيران العدو القادم من المدن الأخرى.. وهكذا تتم السيطرة الفعلية.
ويمكن إيراد بعض الملاحظات على هذه الاستراتيجية الجديدة التي تنطلق من مفهوم للسيطرة مغاير لما عهدناه خلال الشهور الماضية:
1-من الواضح أن هذه الاستراتيجية تقوم على أساس الهجوم مما ينفي مزاعم الجيش الحر بأنه يعمل وفق مبدأ الدفاع عن النفس.
2-تلاشى هدف "حماية المدنيين" في هذه الاستراتيجية وحلَّ محله هدف إسقاط الثكنات العسكرية مما يثير تساؤلات وشكوك حقيقية حول طبيعة الهدف الموكل إلى الجيش الحر تحقيقه لاسيما وأننا نراه يهاجم بعض الوحدات التي لا علاقة لها بالأحداث الجارية وأهمها وحدات الدفاع الجوي.
3-اختارت الاستراتيجية الطريق الأصعب لتحقيق ما تسميه "السيطرة الفعلية" إذ على من يناصر الجيش الحر أن ينتظر حتى يتمكن هذا الجيش من السيطرة على كافة الثكنات والوحدات العسكرية للجيش السوري المحيطة بالمدن والأرياف حتى يمني نفسه برؤية التطبيق العملي لمفهوم "السيطرة الفعلية".
4-لم تفسر لنا الاستراتيجية كيف يكون بمقدور الجيش الحر السيطرة على جميع الثكنات والوحدات العسكرية بكامل عديدها وعتادها، بينما كان عاجزاً في الكثير من التجارب عن فرض سيطرته على مخفر أو حاجز لا يتجاوز عديده العشرات من الجنود؟
5-أغفلت هذه الاستراتيجية ذكر من تسميهم أدبيات المعارضة بـ "الشبيحة" وهم في الواقع لجان شعبية مسلحة تهدف إلى حماية أحيائها ومناطقها الخاصة، حيث تشير بعض المعلومات الإعلامية أن عديد هذه اللجان في ريف دمشق وصل إلى أكثر من عشرين ألفاً من العناصر، وهم بذبك يشكلون جيشاً موازياً لا تقل قدرته عن قدرة عناصر الجيش الحر. فهل من المعقول ألا يدخل عديد هؤلاء في حسابات الجيش الحر وهو الذي طالما اتهمهم بلعب دور الداعم للنظام والمدافع عنه؟.

» رهان غربي على ميليشيا الجيش الحر للسيطرة على النفط
» شكل الخارطة الجديدة للمنطقة .. قراءة استراتيجية للسيد نون
» مجموعة سراي المختار الثقفي تتبنى خطف 10 عناصر من الجيش الحر ببيروت والبقاع: أي سوري يدعم الجيش الحر سيكون هدفا لنا
» مداخل الاصلاح الاداري والاقتصادي في الثقافة الغربية وفي الثقافة الصينية عبد الرحمن تيشوري شهادة عليا بالادارة شهادة عليا بالعلاقات الدولية 1 – استراتيجية الاصلاح الجزئي 2-استراتيجية الاصلاح الافقي 3- استراتيجية الاصلاح القطاعي 4- استراتيجية الاصلاح الشامل
» الجيش السوري يستعد للسيطرة على أعلى برج وسط جوبر