الأزمة السورية أثبتت أن تنظيم "القاعدة" ربيب الاستخبارات الأمريكية

الأزمة السورية أثبتت أن تنظيم "القاعدة" ربيب الاستخبارات الأمريكية

نُسبت لتنظيم القاعدة ثلاث عمليات كبرى على إثرها بنيت شهرته الإعلامية، والعمليات الثلاث تبيّن أن من نفذها كان أجهزة الاستخبارات الأمريكية والصهيونية، بدءاً من أحداث 11 أيلول مروراً بـ ضرب فرقاطة أمريكية في اليمن، ووصولاً إلى ضرب سفارتي الولايات المتحدة في دار السلام ونيروبي، علماً بأن تنظيم القاعدة بنى شهرته الإعلامية على هذه العمليات الثلاث والتي جميعها كانت نتائج التحقيقات تشير إلى تورط الاستخبارات الأمريكية والصهيونية بها، ولم ينفذ سواها أي عمليات خارج دائرة المصالح الأمريكية، من العبث بأمن الجزائر، ولاحقاً بعد سقوط النظام الموريتاني الموالي للكيان الصهيوني تم العبث بأمن موريتانيا، إلى القيام بإعادة توزيع السكان على أساس أثني وعرقي في العراق، إلى محاولة زرع الفتنة بين الأقباط والمسلمين في مصر، إلى تقسيم يوغسلافيا ونشر الإرهاب في القوقاز، وصولاً إلى الملف السوري، حيث أصبح تنظيم القاعدة علناً اليد الأمريكية لضرب الاستقرار في سورية، في حين تنعم القواعد الأمريكية في دول الخليج والأردن وتركيا بالأمن والأمان، وتنعم السفارات الإسرائيلية في المغرب ومصر والأردن وتركيا وقطر بالأمن والأمان أيضاً.

ففي العراق وتزامناً مع مشروع تقسيم العراق الذي قدم للكونغرس الأمريكي، كان تنظيم القاعدة يغيّر التركيبة السكانية للعراق ويعزل المسلمين عن بعضهم والعرب عن الأكراد، ويهجّر المسيحيين بواسطة السيارات المفخخة والانتحاريين، ويقتل العلماء المسلمين لترك فراغ ديني لعلماء الوهابية التكفيريين، وحتى بعض الجنود الأمريكيين الذين قتلهم تنظيم القاعدة يقال إنهم كانوا متهمين بتسريب صور لجرائم الجيش الأمريكي في العراق والمخابرات الأمريكية أرادت تصفيتهم.

في شمال إفريقيا لم يستهدف تنظيم القاعدة سوى الجزائر التي كانت ترفض الهيمنة الأمريكية، ولاحقاً موريتانيا بعد طرد السفارة الصهيونية، في حين أن المغرب الذي صدّر الكثير من المقاتلين إلى الجزائر كانت القواعد الأمريكية والمصالح الإسرائيلية تنعم فيه بالأمان.

وحتى في أوروبا كل ما نُسب لتنظيم القاعدة كانت فبركات أمنية لتمرير مشاريع قرارات تنتهك خصوصية الشعوب الأوروبية، كتقديم كل بيانات المسافرين من أوروبا للاستخبارات الأمريكية والتغطية على سجون واشنطن السرية وغيرها من الفضائح، فكل تاريخ تنظيم القاعدة يدل على أنه ليس أكثر من أداة قذرة تستعملها الاستخبارات الأمريكية لتمرير مصالح أمريكية وتشريعات تنتهك حقوق الإنسان.

واستعمال التفجيرات الإرهابية لتحقيق مصالح أمريكية لم يقتصر على تنظيم القاعدة، فمثلاً لتمرير مشروع القرار الأمريكي لمكافحة الإرهاب في السلطات التشريعية الأمريكية، اعتمدت الاستخبارات الأمريكية على تفجير أوكلاهوما الذي نسب للأمريكي (تيموثي ماك فايغ)، ولاحقاً أصبح قانون أمن الوطن وجرد الشعب الأمريكي من حقوقه الدستورية بعد أحداث 11 أيلول، فتفجير 11 أيلول كان سبباً في احتلال أفغانستان ولاحقاً العراق وسبباً لانتهاك الحقوق الدستورية للشعب الأمريكي نفسه!!.

وحتى ضرب القنصلية الأمريكية في بنغازي وهي العملية التي لم يتبناها تنظيم القاعدة، كانت صفعة مجهولة المصدر حصد تداعياتها باراك أوباما وحملته الانتخابية، وبالتالي لم تكن بعيدة عن دائرة الصراع الأمريكي الداخلي.

ورغم أن تنظيم القاعدة بكل ما قام به كان مكشوفاً على أنه أداة للاستخبارات الأمريكية، ولكن ضخامة الدعاية الغربية كانت تظهره على أنه عدو الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا الزواج غير الشرعي بين الاستخبارات الأمريكية وتنظيم القاعدة فُضح على الأراضي السورية.

نعم الصمود السوري أربك الأمريكيين وأدواتهم، وجعل الولايات المتحدة تتخبط ما بين إعلان العداء لتنظيم القاعدة على لسان المسؤولين من جهة ومن جهة ثانية التغطية السياسية لجرائم تنظيم القاعدة. حيث إن الولايات المتحدة الأمريكية التي شنت الحروب وقتلت مئات آلاف البشر بحجة مكافحة الإرهاب، انتقلت من التستر خلف تنظيم القاعدة إلى تغطية جرائمه علناً، وفي مجلس الأمن ترفض واشنطن إدانة كل التفجيرات التي يتبناها تنظيم القاعدة في سورية. وكل مشاريع القرارات التي قدمتها موسكو وعارضتها واشنطن كانت لتفجيرات تبناها تنظيم القاعدة، والأسوأ من ذلك هو قيام الإعلام الأصفر باتهام النظام في سورية بهذه العمليات، ومن ثم تقوم واشنطن برفض إدانة هذه العمليات الإجرامية!!.

» رئيس الاستخبارات الألمانية: تأثير تنظيم ’’القاعدة’’ يزداد بين صفوف المعارضين السوريين
» الخارجية الروسية: غياب التنسيق مع الحكومة السورية أوصل الأسلحة الأمريكية إلى تنظيم داعش الإرهابي
» تنظيم “القاعدة” يهدد باجتياح الأنبار وفتح الحدود العراقية – السورية
» إعتقال إثنين من تنظيم "القاعدة" يحملان الجنسية السورية شمال العراق
» حقيقة الخلافات بين تنظيم القاعدة وعصابات الجيش الحر..قيام القاعدة بالاعتداء على نساء المسلحين وخلافات على اقتسام المسروقات من منازل المدنيين