الحياة المهنية للأخضر الإبراهيمي.. – اعداد: هبة بيرق

الحياة المهنية للأخضر الإبراهيمي.. – اعداد: هبة بيرق

الإبراهيمى.. خبرة دبلوماسية وسياسية كبيرة

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، تعيين الإبراهيمي مبعوثا امميا إلى سورية خلفا لكوفي عنان الذي اعتذر عن مواصلة المهمة ذاتها بسبب تعرضه لضغوطات عدم التعاون من الولايات المتحدة والدول الغربية بقصد افشال خطته الشهيرة ذات النقاط الست كمدخل لحل الأزمة السورية.

يوصف الإبراهيمي الدبلوماسي الجزائري صاحب الباع الطويل في المهمات المعقدة، بأنه شخص حازم يعرف ماذا يريد، فمن مهمة أممية في لبنان إلى أخرى في هايتي وغيرها في جنوب إفريقيا وصولا إلى أفغانستان والعراق.

يعتبرهذا الرجل سياسيا ودبلوماسيا محنكا، فقد عين وزيراً للخارجية الجزائرية بين عامي 1991-1993، كما كان مبعوثا للأمم المتحدة في العراق، وبين عامي 1994-1996 عين الإبراهيمي مبعوثاً أمميا إلى هايتي وجنوب إفريقيا واليمن وزائير، كما وكلف في السنوات الأخيرة من طرف الأمم المتحدة لحل تفاوضي في العديد من بؤر التوتر والتي كللت في العديد من الأزمات بنجاح، وبين عامي 1997 حتى عام 1999 كان مبعوثاً أمميا لأول مرة إلى أفغانستان.

والإبراهيمي عضو في لجنة الحكماء، وهي مجموعة مستقلة تضم عددا من زعماء العالم تأسست عام 2007 وتعمل من اجل السلام وحقوق الإنسان، وزار الإبراهيمي سوريا وقطاع غزة ومصر والأردن في تشرين الأول عام 2010، في إطار مهمة للجنة الحكماء للنهوض بالسلام في منطقة الشرق الأوسط.

بين عامي 1984 و1991، كان الإبراهيمي الامين العام المساعد للجامعة العربية، وهو الدور الذي حمله بين 1989 و1991 إلى لبنان كمبعوث خاص للجنة الثلاثية التي سعت إلى وضع حد للحرب الأهلية، كما كان سفير بلاده لدى القاهرة والخرطوم بين عامي 1963 و1970 ولدى بريطانيا بين عامي 1971 و1979، وسفيرا دائما في جامعة الدول العربية بين في الفترة من 1963 الى1970.

وبعد تعيينه مطلع 2004 مستشارا خاصا للامين العام للامم المتحدة مكلفا خصوصا تفادي النزاعات والعمل على حلها، اختير مبعوثا خاصا لعنان إلى العراق في الفترة الانتقالية التي تلت اجتياح عام 2003، ونسب إليه خلال مهمته العراقية انتقاده التعامل الأمريكي مع مرحلة مابعد الرئيس السابق صدام حسين، ولاسيما ماعرف بقانون "اجتثاث البعث".

أما المهمة الأحدث التي أوكلتها إليه الأمم المتحدة فكانت رئاسة فريق للخبراء عام 2008، كلف بإصدار توصيات لتحسين امن موظفي المنظمة الدولية في العالم.

وتعود اتصالات الإبراهيمي مع الأمم المتحدة إلى فترة ما بين العامين 1956 و1961 عندما كان مقيما في جاكرتا كممثل لجبهة التحرير الوطني الجزائرية في جنوب شرق آسيا.

تمتع الإبراهيمي بين أكتوبر 2001 وديسمبر 2004 بسلطة تامة على الجهود السياسية والإنسانية وإعادة الإعمار التي قامت بها الأمم المتحدة في أفغانستان، وخلال الاجتماعات التي عقدها مجلس الأمن حول أفغانستان، شرح الإبراهيمي وبشكل حازم، محدودية تحرك الأمم المتحدة.

وقد أوكلت إلى الإبراهيمي مراجعة عمليات حفظ السلام في العالم انطلاقا من كونه مساعد الأمين العام للمهمات الخاصة، وترأس الدبلوماسي الجزائري لجنة مستقلة أعدت عام 2000 "تقريرالإبراهيمي" الذي فند نقاط ضعف نظام حفظ السلام في العال م ورفعت توصيات لتطويره على المستويات السياسية والعملية والتنظيمية.

وجاءت مهمته "المستحيلة" كما وصفها البعض، وهي اختياره لخلافة عنان في سوريا التي تعتبر مهمة إضافية شديدة التعقيد للدبلوماسي المخضرم البالغ من العمر 78 عاما والذي يعود إلى الساحة الدولية كلما ساد الاعتقاد انه تقاعد، إلا أن المهمة التي وافق عليها تثير شكوكا لدى بعض الدبلوماسيين الغربيين في الأمم المتحدة، ويرى آخرين أن الأخضر الإبراهيميي قدم على مجازفة خطيرة بموافقته على خلافة كوفي عنان كمبعوث للأمم المتحدة والجامعة العربية في الأزمة السورية، لكن بالنسبة لهذا الدبلوماسي المحنك لاتوجد أزمة بلا أمل.

خلف الإبراهيمي عنان، واعلن انه سيواصل الإلتزام بمضمون النقاط الست وبيان جنيف بشان الأزمة السورية، لكنه لم يعلن بعد الآلية التي سميشي وفقها الأخضر للسير بمهمته إلى حيث انطلاق الحوار الوطني في سورية رغم مرور حوالي الشهر على تكليفه بالمهمة.

ويبدو أن الرجل حدد المدخل للبدء بمحاولات "النجاح" بالتعرف على مختلف تفاصيل الجغرافية السياسية في المنطقة وكذلك في العالم، يجول على جميع الدول ذات التاثير في الازمة السورية يلملم الاوراق ويجمع التأييد لمهمته من الجميع، فهو على ما يبدو على معرفة تامة بأن الطريق إلى حل ما لن يكون سالكا ان لم تشارك في تعبيده مختلف الدول المؤثرة، وهي بلا شك كثيرة اقليمية ودولية وتتباين وتختلف بل وتتعارض اجندات المصالح بينها.

في سورية الآن يلتقي بالمسؤولين، وكذلك بالمعارضة بصنوفها المختلفة.

انشأ مدخلا للبدء بما يشبه البروفا لتسوية قادمة وفق الحوار أو التفاوض، لا مشكلة لديه، فالاضحى في 2012 بالنسبة له مناسبة يجب ان يختبر من خلالها جميع الأطراف، وعند هذه النقطة لاتزال جهود الإبراهيمي الحريص على ما يبدو تحقيق نجاح ما يضاف الى أخريات متوفرة في خزائن المهمات لديه

» مخيم الزعتري والتسول الملكي ... بقلم: هبة بيرق
» رعب الجحيم" يشل اميركا" - هبة بيرق
» مليارات الأسد والفرائس الجديدة لغز الأيام القادمة ...بقلم : هبة بيرق
» ايران – العملة الصعبة...بقلم: هبة بيرق
» مظاهرة للمعلمين المصريين احتجاجا على سوء اوضاعهم المهنية والمعيشية