غوغاء و إفلاس سياسي- غالب قنديل



	غوغاء و إفلاس سياسي- غالب قنديل
	غوغاء و إفلاس سياسي غالب قنديل الأحداث التي شهدها يوم الأحد الدامي أظهرت مجموعة من الوقائع التي سيكون لها فعل وتأثير كبيران في الفترة القريبة القادمة. أولا: كشفت التطورات الميدانية حقيقة ارتكاز قيادة تيار المستقبل والقوات اللبنانية إلى خليط ميليشيوي يضم جماعات من المرتزقة المسلحين الذين قاموا بقطع الطرق في مختلف المناطق اللبنانية وشنوا اعتداءات واسعة النطاق على العابرين وعلى ممتلكات المواطنين وقد طغى هذا المشهد الغوغائي على سواه من الأحداث السياسية والأمنية . قطعت أوصال المناطق اللبنانية بالإطارات المشتعلة وبالحواجز المسلحة وانتشرت حالة من الرعب والخوف في كل مكان بينما واظب الجيش اللبناني على المعالجة الاحتوائية لهذا الاضطراب الأمني الخطير وهو أمر لا يصلح صيغة دائمة في التعامل . ثانيا: إن تعبير انفلات الشارع الذي وصفت به التحركات الميدانية ينطوي على كذب وخداع كبيرين فما جرى كان فعلا منظما لميليشيات المستقبل وجماعة ما يسمى بالجيش الحر التي تضم حشدا من المسلحين والإرهابيين السوريين الموجودين في كنف المستقبل . الاعتداء على الجيش وعلى قوى الأمن وتوقيف سيارات الركاب العابرة لطريقي الساحل والبقاع والاعتداء على الركاب الذين ألقي بعضهم من فوق جسر الأولي والمواكب المسلحة التي أرهبت طرابلس وسكانها ، ذلك كله لم يكن هياجا عفويا بل كان عملا منظما قاده وخطط له قادة تيار المستقبل وميليشياته وعصابة الجيش الحر والأرجح أن كل ذلك جرى بإشراف الخبير الميليشيوي الأبرز في 14 آذار سمير جعجع. ثالثا: الخطاب السياسي المذهبي والاستفزازي والكلام الصريح والمكشوف عن الدعوة إلى التقسيم الذي صدر عن بعض نواب المستقبل كمعين المرعبي وخالد الضاهر وعن بعض رجال الدين واقتحام السراي ذلك كله يدل على حالة من الهستيريا السياسية التي تحكمها عقدة العودة إلى الحكم ويعبر عنها مباشرة شعار إسقاط الحكومة و محاولة إرغام الرئيس ميقاتي عنوة على الخروج من السراي كما جاء في خطاب السنيورة المشحون و الموتور. شاهد معظم اللبنانيين بكل فجاجة كيف يسعى تيار المستقبل لأخذ البلد إلى الفتنة والى الفوضى عبر الخليط الميليشيوي والمنابر الإعلامية التي لعبت دورا خطيرا في التحريض والتعبئة منذ اغتيال اللواء وسام الحسن. المحرك الرئيسي في هذا المخطط هو شهوة السلطة التي تتوزع في اتجاهين : اختبار القدرة على إسقاط الحكومة في الشارع ، والقيام بما يدعوه زعماء المستقبل شد العصب المذهبي والسياسي من الآن استعدادا للانتخابات النيابية ، وفي الحالين فهي شهوة السلطة وليس سواها حتى لو خربوا البلد. رابعا: ما أظهرته الاتصالات الدبلوماسية أثار خيبة وتوترا كبيرين لدى قيادة المستقبل ورئيس القوات بعدما ثبت بكل وضوح أن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا تدعم استمرار حكومة الرئيس نجيب ميقاتي ، وترفض المغامرة بهز الاستقرار اللبناني لأي اعتبار كان وما زاد من الهستيريا هو ما تناقلته المعلومات في الكواليس عن اعتراف أميركي وغربي باستحالة إسقاط الرئيس بشار الأسد ، وعن التسليم التركي بذلك ، وخضوع أردوغان لهذه الحقيقة وهو ما يعني بالتالي تفكيك المنصة اللبنانية للحرب على سورية التي شكلت مصدر مال وارتزاق لكوادر وزعماء ونواب في المستقبل وفي عصابة ما يسمى بالجيش الحر الموجودة في لبنان من خلال تجارة الأسلحة والتهريب وإقامة المجموعات المحترفة للعمليات الإعلامية والتجسسية والإرهابية المرتبطة بالحرب على سورية بناء على الأوامر الأميركية السعودية

» القصف الامريكي سياسي - ناصر قنديل
» خروج «الجيش الحر» من تركيا: تمويه من أنقرة أم إفلاس سياسي؟ ...محمد نور الدين
» لا حل سياسي- ناصر قنديل
» عيد ميلاد سياسي - ناصر قنديل
» تقني وليس سياسي - ناصر قنديل