التهديد من وسام الحسن لن يؤدّي الى خوفنا

التهديد من وسام الحسن لن يؤدّي الى خوفنا

أمس يوم الاربعاء عند الواحدة والنصف اتصل مجهول بلغة بدوية عربية، وهدد بأنه سيقتل شارل أيوب اذا لم تتوقف الحملة على الرئيس سعد الحريري ووسام الحسن، ونحن نقول ان التهديد لا يخيفنا، لكن علينا ان نستعرض الأمور ببساطة ومحبة وبجو لبناني أخوي، أراد وسام الحسن وسعد الحريري الاقتراب من "الديار" لانها على علاقة ممتازة مع سوريا، وكانت سوريا قوية، وعندما حصل ضعف النظام في سوريا، قطعوا العلاقة وهم أحرار، لكن المسألة ليست هنا، المسألة هي في اجتماع الرئيس الحريري مع الوزير ايالون الاسرائيلي واجتماع العميد وسام الحسن مع ضباط الموساد، وطبعاً الاجتماعات تحصل بسرية، معروف ان المخابرات ورؤساء الدول لا يستطيع احد الوصول اليهم، لكن الخبر ينتشر من شخص لشخص حتى من سائقي السيارات فيصل. فلماذا نقوم بالضرر تجاه الرئيس سعد الحريري اذا نصحناه ان غيره من ايام الشيخ بيار الجميل وقبله، من ايام مذكرات موشي شاريت جرّب العلاقة مع اسرائيل ووصل الى الحائط المسدود والى الخراب في لبنان. فهل في ذلك حملة على الرئيس سعد الحريري أم نصيحة اخوية ثم ان هناك ضابط يهمنا امره هو العميد وسام الحسن، وفي واشنطن شخصيات كبيرة لها علاقة وتتعاطى مع الجنرال باتريوس ومدير المخابرات الاميركية، فذكرت ان الامير بندر هو الذي قام بتأمين موعد للعميد وسام الحسن مع باتريوس مدير المخابرات الاميركية، وبالفعل ذهب وسام الحسن وعقد اتفاقا ونحن لسنا ضد بند من احد بنود الاتفاق وهو ان يقوم لبنان باعطاء معلومات عن الاصوليين في لبنان، رغم ان ذلك مهين ومعيب للبنان، فالمخابرات اللبنانية والجيش اللبناني يجب ان يواجهوا الاصولية الاسلامية، بدل ان يقوم ضابط من أهل السنة مثل وسام الحسن بتسليم المعلومات الى الاميركيين. لكن اعتراضنا الكبير على ان يقبل وسام الحسن بالاجتماع بضباط موساد بناء من طلب اميركي، وان يجري الاخراج ان لا يكون الاجتماع منفردا بل يكون الاجتماع اميركي ويحضره ضباط الموساد وفرع المعلومات في قوى الامن الداخلي الذي يرأسه العميد وسام الحسن.

وهنا نصيحة اخوية الى ضابط لبناني في سلك قوى الامن الداخلي ونقول له لا تفعل هذه الخطوة فانها جريمة كبرى ان تجتمع الى عدو لبنان اسرائيل فقط لان الرئيس سعد الحريري وانت تريدان محاربة نظام الرئيس بشار الاسد وحزب الله واسرائيل لها مصلحة في محاربة حزب الله، وبالنتيجة انتم لستم في قوة تستطيعون استعمال اسرائيل لصالحكم، بل يا عميد وسام الحسن ستستعملك اسرائيل لصالحها ضد حزب الله، وعندما تقع الفتنة السنية – الشيعية سوف تكون انت مسؤولا لانك تعاطيت مع العدو الاسرائيلي وقمت بحرب داخلية ضد حزب الله في لبنان. عندما حصلت حملة اعلامية بيننا وبين الحريري وغيره قال لهم الاستاذ في باريس لا تردوا على شارل ايوب بل اهملوا كل كلامه لانه سيسكت بعد اسبوع او اسبوعين او بعد سنة، فلا تعطوه اهمية، وبالفعل لم يحصل اي رد من الرئيس سعد الحريري او وسام الحسن باستثناء التهديد الذي وصلنا امس ويمكن لفرع المعلومات كشفه لان توقيته معروف يوم الاربعاء امس الساعة الواحدة والنصف وفرع المعلومات يقول ان داتا الاتصالات عنده كله، فقرروا عدم الرد صحافيا وقرروا الرد بالتهديدات، وابلغنا الذي هددنا انه سيقوم باغتيال شارل ايوب، ولديه مجموعة ولهجة الشخص بدوية عربية، اننا لا نشك بوسام الحسن وسعد الحريري في الموضوع، وربما هنالك من يريد ان يزيد الخلاف بيننا وبين سعد الحريري ووسام الحسن، ونحن لا نريد ذلك، فاستعمل التهديد كي نستنفر على الرئيس سعد الحريري والعميد وسام الحسن، لكن الذي قام بالتهديد بقي ربع ساعة يتكلم دفاعا عن فرع المعلومات بالتفاصيل وعن العميد وسام الحسن بالتفاصيل، وعن الرئيس سعد الحريري بالتفاصيل وكل كلامه يدل على انه واحد يتبع فرع المعلومات الذي يرأسه وسام الحسن، لان المعلومات التي ذكرها عن الحريري والحسن وفرع المعلومات لا يملكه شخص هو ضد الحريري ووسام الحسن وفرع المعلومات بل هو واحد منهم، فلماذا اللجوء الى هذا الاسلوب؟ ثم هنالك الرئيس اميل لحود، الذي في كل مرة يردّ علينا ويقول انه بطل المقاومة، ونحن لا نتحدث عن بطولة المقاومة ولسنا على خلاف معه بل أيدناه في دعم المقاومة، لا بل نحن ندعم المقاومة الى اقصى الحدود لكن عندما قلنا ما قلناه عن مرفأ بيروت رد الرئيس اميل لحود بعنف عليه، فسكتنا وقلنا لا نريد المشاجرة مع رئيس سابق للجمهورية، وامس اعلن الوزير غازي العريضي وزير الاشغال والنقل ان الهدر في مرفأ بيروت هو مليار و300 مليار دولار وهذا الامر لا يأتي من فراغ، كما وصلتنا تقارير صحافية جدية ومسؤولة عن نشاط اميل اميل لحود مع شخص نرفض ذكر اسمه وهو من الاثرياء ورجال الاعمال، واستولوا على ثروات مرفأ بيروت تحت عنوان ان الحريري أخذ سوليدير.

كانت معادلة الرئيس لحود والموظفين الامنيين والمدنيين حول الرئيس لحود انه طالما ان الرئيس الشهيد رفيق الحريري استولى على سوليدير وهي تساوي مئات المليارات فنحن ايضا سنسرق ونأخذ حصتنا، ويتبين انها حوالي اربعة مليارات دولار تمت سرقتها من الدولة من هؤلاء الموظفين الذين روابتهم هي ثلاثة الاف دولار واصبح الواحد منهم يملك عقارات واراض واموال نقدية بقيمة مئة مليون دولار وخمسين مليون دولار ومئتي مليون دولار، وهم معروفون ويعرفون انفسهم ويعرفون انهم سارقون، لكنهم يقولون اذا تحدث احد عنا بالسرقة فسنكشف كل ما عندنا من معلومات عن السرقة لدى الآخرين.

ما ذنب الديار وما ذنب الموقع التابع للديار اذا تكرر كلام الوزير غازي العريضي ثم قال عن تقرير رسمي كيف ان جبران باسيل رفع العجز مليار ونصف زيادة عن العجز الحاصل في شركة الكهرباء، وانه لديه شركة مشتركة مع نزار يونس، هل يمكن نحن ان نخترع خبر شركة نزار يونس مع جبران باسيل؟ وهل يمكن ان نخترع ان جبران باسيل قام بتلزيم نزار يونس بتوزيع الكهرباء في الشمال؟ الوزير جبران باسيل شخصيا لا ينكر الموضوع الا في الاعلام ولكن عندما يكون في البترون وفي وزارته يدرك كل من حوله انه يتعاطى التجارة مع نزار يونس في موضوع الكهرباء.

وهنا القصة جاءت لتقول ان شارل ايوب والديار يريدون الانتقام من العماد ميشال عون، فالقصة ليست كذلك نحن لا نريد شيء من العماد ميشال عون، لكن ميشال عون لا يقبل توجيه انتقاد الى الوزير جبران باسيل، والوزير جبران باسيل دخل الوزارة كصهر للعماد عون وكانت ثروته لا تزيد عن مئة الف دولار، واليوم اصبح من اصحاب الملايين، والسؤال الموجّه له، لجبران باسيل مثلا، ماذا يفعل وزير الاتصالات والهاتف في نيجيريا عندما يذهب الى هناك ويحصل معه حادث سير؟ وما هي العلاقات بين لبنان ونيجيريا لرؤية 6 من اكبر الاثرياء في نيجيريا من اللبنانيين لقبض الاموال وتحويلها الى مصارف سويسرية باسم عائلة العماد عون وخاصة جبران باسيل.

ما ذنبنا اذا كان الفساد مستشري في كل مكان، ونرى الزعماء السياسيين تزداد ثرواتهم بشكل غير معقول، ونحن نكرر مجددا بكل محبة وبكل تواضع وليس عن ضعف، نقول لهم البلاد لم تعد تتحمّل، وها هي لجنة التنسيق تعلن الاضراب ابتداء من اليوم، وذلك ناتج من ديون لبنان ومن عجز الموازنة ومن الوضع الاقتصادي السيء ومن عجز الحكومة والهدر القائم.

نحن ليس عندنا شيء ضد سعد الحريري وضد وسام الحسن وضد اميل لحود وضد ميشال عون وضد كل السياسيين دون استثناء لانهم فاسدين، دون ان نسمي اسما اسما ولكن اصبح الوضع لا يتحمل فالعجز لا يتحمل والسياسيين لديهم اموال في المصارف وثروات طائلة لا يهمهم، يركبون الطائرات او يسكنون قصورهم في لبنان ولديهم حرس خاص بهم ومن مجموعاتهم واما الشعب فيقع في الفقر ويصاب.

ليتهم يأخذون ما نقوله على هذا الاساس ولا يقومون بالتهديد ولا يقعون في الاخطاء وليتهم يوقفون السرقات والعمولات والنهب، فالدولة لم تعد تتحمّل، واذا كنا ذكرنا اسماء سياسيين الليلة، فلا يعني ان اسماء بقية السياسيين هي نظيفة، فمعروف ان اي وزير وأي نائب له مصالح اما مع دولة خارجية يقبض منها واما مع مصالح داخلية يسيطر عليها او في الحالتين، يسيطر على معامل ومصالح ومرافىء ويحصل على دعم من دولة خارجية. ولا تدفع الدول الخارجية الا من اجل ان يكون الشخص عميلاً لها ولمصالحها.

» وسام الحسن أين وكيف قتل؟ في مقتل وسام الحسن حئيئتهم غير الحقيقة.
» الاندبندنت: مكة تحت التهديد
» سوريا وتحويل التهديد إلى فرصة
» ثلاثيات التهديد وأحزمة الإستنزاف
» تحت التهديد : السعودية تتقدم نحو ايران قريبا .. - روزانا رمّال