كواليس حرب الغربيين و السعوديين على الإعلام المقاوم وعلى " رجال سورية "

كواليس حرب الغربيين و السعوديين على الإعلام المقاوم وعلى " رجال سورية "
2012-10-17 07:05:45

تتوالى أمامنا مشاهد الحرب الغربية السعودية على الشعب السوري، ولكن ما لا نراه بالعين المجردة هو الكواليس التي تجري الحرب وفقاً لشروطها وبإدارة رجال يلعبون في الخفاء أدواراً لا يعرفها إلا الراسخون في العلم ومن سنحت له فرصة لقاء العالمين بالأسرار والمشاركين في صنع التحدي لأرباب الإجرام.
في طهران التي زرتها جريحاً كثير من المعلومات لدى المسؤولين هناك عن الوضع السوري، معلومات تؤكد بأن المفاوضات الإيرانية الأوروبية لم تعد محصورة في النووي بل دخلت قضايا أخرى في ملعب الإبتزاز الغربي لإيران ومنها:
- القضية الفلسطينية ومباركة الجمهورية الإسلامية لإنتقال المقاومين هناك (حماس) من العمل المقاوم إلى المهادنة طويلة الأمد.
- التخلي عن تزويد المقاومة اللبنانية بالسلاح النوعي وبالتكنولوجيا.
- التخلي عن مساعدة الإقتصاد السوري والتخلي عن دعم الشعب السوري إعلامياً ومعنوياً.
- القبول بستاتيكو سياسي جديد في الشرق الأوسط يكون لدول الغرب ولبعض المرتزقة من أزلامهم يد طولى في رسم مستقبل الشعوب العربية التي ترى فيها طهران شعوباً شقيقة ترتبط معها برابطة الدين والتاريخ والمستقبل.
رفضت الجمهورية الإسلامية التخلي عن حقها في الملف النووي فجاءت العقوبات متتالية، ورفض الرئيس بشار الأسد في سورية التخلي عن خط المقاومة فكانت التحركات الشعبية المنظمة التي تحولت سريعاً بالترتيب الغربي وبالمال السعودي – القطري إلى حرب إرهابية لقتل أكبر عدد من السوريين ولتدمير أكبر عدد من المدن والأحياء السورية.
تدخل الأوروبيون في مفاوضاتهم التمهيدية مع الجانب الإيراني حتى في سياسات القنوات الإعلامية الإيرانية التي أقلقت الغربيين لأنها تنقل الحقيقة إلى كافة الشعوب وبعدة لغات منها الإنكليزية عبر قناة "برس تي في" التي نافست بسرعة وفي فترة وجيزة معظم القنوات الغربية في عقر دارهم، ولمّا رفضت الجمهورية الإسلامية إملاءات الغربيين على إعلامها منعوا قنواتها من استخدام الأقمار الصناعية الاوروبية في بث برامجها، وجاء ذلك بعد منع مماثل من قبل المؤسسات العربية التي تبث القنوات الإيرانية عبر باقاتها.
الإعلام الإيراني لن يكون شهيداً مغيباً وقناتي "برس تي في" و"العالم الإخبارية" دخلتا بيوت المواطنين في دنيا العرب وفي الغرب وسيجد القائمون عليهما ما يكفي من متسع فضائي لإعادة وصل ما انقطع مؤقتاً مع المشاهدين. لكن ما حصل مع القنوات الإيرانية في الكواليس ليس إلا عينة من الممارسات الأوروبية والغربية التي تضرب بعرض الحائط كل القوانين الدولية والمواثيق الخاصة بحرية التعبير وشريعة الأمم المتحدة لحقوق الانسان وللمساواة بين الدول.
ذلك التجني والاستكبار الغربي ضد القنوات الفضائية الإيرانية ليس كل شيء وللحديث صلة ولكن ما الذي يجري في كواليس التآمر الغربي الخليجي السعودي على سورية ؟

رجال سورية ونسائها: إغراء فتهديد فتشويه سمعة فاغتيال:

قبل أسبوع على وجه التقريب أعلن الإتحاد الأوروبي بعد اجتماع لوزراء الخارجية الأوروبيين عن حزمة جديدة من العقوبات على الجمهورية الإسلامية في إيران وعلى سورية تحمل الرقم " تسعة عشر" في سلم العقوبات التي يهدف من خلالها الإتحاد الأوروبي وسادته الأميركيين إلى تحقيق عدة أهداف منها:

- ابتزاز إيران في المواضيع السابقة الذكر.
- تشجيع المعارضين الإيرانيين على التخريب والإغتيال في الداخل الإيراني.
- فرض صعوبات داخلية على الشعب الإيراني لدفعه إلى الانصياع للحملات الإعلامية النفسية الغربية ضده.
- تحويل الوضع في سورية إلى وضع أكثر صعوبة على الشعب الذي بدا أنه في أكثريته الساحقة من الرافضين لعصابات المرتزقة الممولين والمسلحين والمدعومين من السعودية وقطر وتديرهم قوات الأطلسي ومنها القوات الأوروبية ميدانياً.
- المساعدة على انشقاق المسؤولين والشخصيات الإقتصادية والأمنية والعسكرية السورية ذات الوزن الثقيل.
هذه العقوبات يمكن فهمها من خلال الأسماء الواردة فيها فهل من المعقول مثلاً أن سيدة وربة منزل وأم لا تتعاطى السياسة ولا التجارة يوضع اسمها على قائمة العقوبات (السيدة انيسة مخلوف والدة الرئيس بشار الأسد) ثم يجري الآن وضع اسم زوجة السيد رامي مخلوف وهي أيضاً ربة منزل وأم لا تتعاطى لا السياسة ولا التجارة.
في إيران عوقبت شركات علمية وفي سورية كذلك ولكن تعالوا لنروي لكم قصة موثقة تتعلق بالسيد رامي مخلوف وعائلة السيد محمد مخلوف التي تمت بصلة قربى إلى الرئيس بشار الأسد.
السيد محمد مخلوف هو خال الرئيس الأسد وشقيق والدته السيدة الفاضلة "أنيسة مخلوف".
ورامي (رجل أعمال) وحافظ (ضابط في القوات المسلحة ثم نقلته قيادته إلى أمن الدولة) وإياد وإيهاب، هم من أقرباء الرئيس ولكنهم ليسوا أقرب إليه من أبناء عمومته من آل الأسد، وعلى رأسهم أبناء أشقاء والده المرحوم حافظ الأسد.
العدو الموضوعي والصديق العادل يعرفان عن الرئيس بشار الأسد قسوته على أقربائه إن أخطأوا، فقد تم الحكم على منذر الأسد ابن عم الرئيس اللزم منذ ٣ سنوات حكماً غيابياً بمدة ٥ سنوات سجناً و مازال الحكم موجوداً و سارياً، كذلك نمير الأسد فقد حكم عليه بالسجن المؤبد لإرتكابه عمليات سرقة. فهل كان سيقبل الرئيس بأخطاء أبناء خاله إذا لم يقبل بخطأ ابن عمه؟
ومن المعروف في سورية أن لجنة نيابية قضائية محاسبية تشكلت قبل سنوات لملاحقة الملفات المتعلقة بأعمال رامي مخلوف وقد وضع الرجل كل ما يملك بتصرف النيابة العامة بتوقيعه تفويضاً شاملاً مطلقاً مشروطاً بوجود مخالفة مالية واحدة لقانون التجارة والإستثمار أو الضرائب في سورية، وقد خرج يومها الرجل من سورية فقط بعد أن حقق أعدائه في الدولة وفي المجلس النيابي وفي مواقع قوية جداً في الدولة بكل ما يتعلق به ولم يقم الرئيس بحمايته بل ترك الأمور تجري في مجاريها، ومن ثم خرج رامي مخلوف من التحقيقات بكل سلاسة وكان عضواً في اللجنة التي حققت في مصدر أمواله النائب السابق والمعارض المتعاون مع الأميركيين منذ عقدين رياض سيف ولم يخرج عن تلك اللجنة سوى دحض للإتهامات.
وان كان يعيب البعض على رامي مخلوف ثروته الطائلة فإن العارفين بأوساط المال والأعمال يقولون أن ثروة رامي مخلوف لا تعادل سوى عشرة بالمئة من ثروة كثيرين من المقربين السابقين من النظام ومن بينهم مصطفى طلاس وأبنائه فراس ومناف الذي يعمل باسم ولده الطفل والفتى والشاب أحمد. وفضلاً عن مئات الأسماء والتي تبلغ الألف ملياردير في سورية ومئات منهم جنوا أموالهم من مشاريع بنات أفكارها من رامي وأرباحها ذهب أغلبها إلى أولئك الرأسماليين الذين ما إن وقعت الأزمة حتى فروا بأموالهم إلى الخليج وإلى أوروبا وأميركا وأما رامي مخلوف فقد صمد مع الصامدين ووضع كل ما يملك علناً وسراً في خدمة صمود سورية.
هذا فضلاً عن الاعترافات التي أدلى بها النائب الكويتي السابق ورجل الأعمال الكبير والمستثمر في سورية منذ عقود "الدكتورعبد الحميد دشتي" الذي أعلن في مقال نشرته صحيفة شباب مصر في شهر آذار من العام الماضي " أن بداية استثمار رامي مخلوف في الإتصالات وفي شركة سيريتل كانت بتمويل محفظة استثمارية كويتية وضع أصحابها ثرواتهم في سورية لمساعدة الحكم فيها على الإنتقال إلى الإستثمار الحر وذلك بعدما لاحظنا أن اسرائيليين وحلفاء لإسرائيل منهم نجيب ساويروس المصري أرادوا السيطرة عبر فراس طلاس على شركة اتصالات الخليوي في سورية فدخلنا نحن (الكويتيين على الخط عبر رامي مخلوف) وسيطرنا على الشركة وأخرجنا مندوبي اسرائيل منها وهما نجيب ساويروس ووكيله وشريكه في سورية فراس طلاس.

لماذا إذاً تتوالى العقوبات على رامي مخلوف ؟

بالنسبة للسيد محمد مخلوف فهو لم يعمل بالتجارة بل أسس مؤسسة التبغ من لا شيء و بقي مديراً لها حوالي ٢٠ سنة أصبحت خلالها المؤسسة الأولى بالمنطقة الرابحة و المصدرة لأوروبا سواء ورق التبغ أو الدخان بعد تصنيعه، ثم عمل مديراً للمصرف العقاري لمدة ١٥ عاماً و أصبح المصرف الأول في سوريا من حيث الإدارة والأتمتة بشهادة وفد الإتحاد الأوروبي، و منذ حوالي ١٥ عاماً تقاعد السيد محمد مخلوف وهو لا يتدخل لا في التجارة ولا في الأعمال ولا في السياسة ولم يُعرف أنه قابل الرئيس الأسد في غير المناسبات العائلية الخاصة وليس له أي دور سياسي إطلاقاً لا بالمشورة ولا بالتنفيذ وهو ثمانيني تقريباً و تفرغ للقراءة و العلم، حيث يحفظ القرآن والحديث ويتحدث بطلاقة الإنجليزية و الفرنسية.

وأما أصل ثروة رامي وخميرتها التي بدأ بها رحلته مع الأعمال فهي الأموال التي باع مقابلها أراضي شاسعة كانت تاريخياً لآل مخلوف والتي ورثها من أبيه عن أجداده.
فحين كان الناس يتعلمون في الكتّاب تحت السنديانة في القرى درس السيد محمد مخلوف هو وشقيقته السيدة أنيسة والدة الرئيس بشار الأسد في مدرسة الراهبات، و كان القسط آنذاك غالياً جداً، حيث ذكر باتريك سيل في كتابه "الأسد و الصراع على الشرق الأوسط" أن عائلة مخلوف معروفة غنية و عريقة ..... و أكمل بعد ذلك أن هذه الأسباب هي التي جعلت الرئيس الأسد يتزوج من آلِ مخلوف، ومن المعروف أن أحمد مخلوف ووالده ابراهيم كانا قد خصصا منزلهما لإستراحة المسافرين واستضافتهم في قرية بستان الباشا التي سميت على اسم عائلة الباشا مخلوف كما ورد في الوثائق التركية أيام الإحتلال العثماني ولدى مؤرخ سوري صديق بعض هذه الوثائق.
الخلاصة أن محمد مخلوف ورث عن أهله آلاف الدونمات وأنه كان غنيا أباً عن جد ولو استفاد ولده من النظام بشيء فهو بتحوله إلى ملجأ للهاربين من ابتزاز البروقراطيين والفاسدين والمتربصين بالمستثمرين الأجانب، وقد أدخل رامي مخلوف إلى سورية مليارات الدولارات من الإستثمارات العربية والإغترابية التي لم يكن لها هدف سياسي بعكس الكثير من الإختراقات الإقتصادية التي كان الهدف منها السيطرة على الإقتصاد السوري حتى يجري بيعه لشركات اسرائيلية وأميركية لها هدف سياسي هو التخريب ونهب الثروات السورية وإرسالها إلى الخارج فيما يعرف عنه باستراتيجية القاتل الاقتصادي.

» لافروف : المهم في وثيقة جنيف لايمكن فرض تسوية في سورية وعلى الأطراف الخارجية ممارسة نفوذها بقوة على الأطراف في سورية لبدء الحوار بين السوريين
» لافروف يدعو الشركاء الغربيين الى التمسك باتفاقيات جنيف حول سورية
» كواليس واشنطن: زعماء عرب حثوا أوباما على ضرب سورية
» أوباما في كواليس اسرائيل : سورية ليست ليبيا.. وجيشها قوي
» فيديو / قتلى جبهة النصرة في سورية الجزء الأول "القتلى السعوديين"