الأمم المتحدة ولغة أبي جهل !!

الأمم المتحدة ولغة أبي جهل !!

إن الربيع العربي المفصَّل في محلات بيع الأوطان قد تعثر مروره في الأجواء السورية ، لأن سورية محصنة ومنيعة في وجه التحولات الجيوسياسية التي أنتجتها الفوضى الخلاقة خصيصاً للدول المناهضة للسياسة الاستعمارية الأمريكية وخاصة على الساحة العربية خدمةً للمشروع الأمريكي - الصهيوني القديم المتجدد ، وبقدر ما يحمل هذا المشروع من تناقضات ومطبات جعلت الشعب السوري أكثر شعوب المنطقة حذراً من نتائجه التي تقود دول العالم إلى المجهول فيما لو كُتب له النجاح ، سيما وأن من يمسك بمفاتيح بواطنه أجهزة استخبارات مشهود لها اعتماد سياسة الأرض المحروقة لتمرير مشروعها الاستعماري ، وأدواتها لهذه الغاية تجار الأوطان والأديان والتاريخ والمستقبل الذين كل ما يهمهم هو قبض ثمن أفعالهم وخياناتهم ، والاستمتاع بملذات البطون وأشياءً أخرى ..

تحول الربيع السوري الفاشل إلى شتاء قارص في عواصم توزيع الأدوار والمناصب والأموال المسروقة أساساً من قوة شعوب تلك الدول ، فكان الملجأ إلى الأمم المتحدة التي اعتمدت مطية لعقود ماضية ، وكانت الأزمة السورية الضربة التي قصمت ظهر البعير الغربي ، وأحدثت تحولاً استراتيجياً في مجلس الأمن الذي شهد ثلاث " فيتوات مزدوجة " منعت تقسيم الكعكة بيسر ، وأحالت بين الماضي والحاضر ورسمت خطوطاً واضحة المعالم لمستقبل العمل الدولي ، لكن الأمين العام للأمم المتحدة لم يفق بعد من غفوته التي طالت ولم يجد من يوقظه على أنه ليس موظفاً لدى الإدارة الأمريكية وأنه أميناً لمنظمة دولية تُشارك في عضويتها دول الأرض قاطبةً ، وعليه أن يكون صادقاً في نقله للصورة ومخلصاً في عواطفه لشعوب العالم لا للأنظمة والإدارات ، وفي هذه المرة تحدث السيد الأمين عن الأزمة السورية وكأنه أحد عناصر الجيش "الكر " وليس كأمين عام للمنظمة الدولية !

لم نسمع في أحاديث الأسلاف ، ولم نقرأ في كتب الحكايات بأن مراقباً متزناً أو حكَماً عادلاً طلب من أحد الفريقين المتصارعين التوقف عن المواجهة لكي يتمكن الخصم من الفوز أو تجميع قواه المنهارة ليُقضي على خصمه من جديد ، هنا في سورية توجد دولة بمؤسساتها السيادية تواجه عصابات إرهابية مرتزقة جاءت لتخريب الدولة السورية تحت مسمى الجهاد ونصرة الإسلام ، جاؤوا بدعم وتسهيلات من دول بعينها تُناصب سورية العداء ، قتلوا الأطفال والنساء في مجازر وحشية شاهدها مراقبو الأمم المتحدة بأم أعينهم وكتبوا عنها ، اغتالوا العلماء ورجال الدين وحرقوا المحاصيل الزراعية والأحراش الطبيعية ، ولم يسلم منهم حتى عمال النظافة الذين يعملون لتنظيف البلد من نفايات التهديم والتخريب والانفجارت الوحشية التي قاموا بها ، وبعد أكثر من عام ونصف على الأخذ والرد والاجتماعات والمؤتمرات، يعود إلى أسماعنا كلام أبو جهل في حل الأزمة الذي يجب أن يبدأ بوقف إطلاق النار من جانب الجيش العربي السوري الوطني فقط !

ينظر السيد الأمين العام للأمم المتحدة إلى المشكلة على أنها مشاجرة بين أبناء حي صغير وعلى الجانب الأقدر أن يستوعب الأزمة ويسعى إلى حلها ، ولم ير بأن سورية تواجه حربأ كونية يُشارك فيها ثلاثة أرباع دول العالم الاستعماري وأتباعهم من وطاويط السياسة ، لذلك ضاعت مساحة الصواب لديه ، وفقد حسن التعبير عن قناعته وقناعة أي سياسي يملك من الحكمة قليلها ، لأن الجيش العربي السوري يقوم بواجبه الوطني والدستوري في تأمين حماية الوطن والمواطنين ، وعندما يضرب العصابات المسلحة بقوة ودون هوادة ، فهذا جزء من حق المجتمع عليه ، وكنا نتمنى على السيد "مون " أن يقول كلمة حق في هذه المعركة ، لا أن يرى نصف الفنجان فقط ، ونحن لا ننكر إدانة المجتمع الدولي ممثلاً بمجلس الأمن الدولي للتفجيرات الإرهابية في حلب وغيرها ، وهذا جانب من دوره في إدانة الإرهاب على أقل تقدير .

في هذه الظروف العالمية المعقدة والصعبة على كافة المستويات ، نرى أنه على المنظمة الدولية أن تنهض بمسؤولياتها ودورها المفترض على جناح السرعة لمحاصرة أزمة دولية كبيرة تلوح بوادرها من بوابة منطقة الشرق الأوسط ، ويمسك بمفاتيح النار رجالٌ موتورون يعملون كقراصنة عند أصحاب القرار الأمريكي ، وعلى الرغم من تعدد الجهات التي تعمل على صب الزيت على النار في هذه الأزمة ، يستطيع عقلاء العالم في السياسة العمل على منع انزلاق الأمور في المنطقة إلى نقطة اللاعودة لأن شظايا الانفجار إن حصل ستطال كافة العروش التي ترى نفسها في مأمن من نيرانه ، سيما وأن هناك قواعد مؤكدة في اللعبة تُشير بما لا يدع مجال للشك بأن نسبة نجاح الدول الداعمة لاشعال النار خدمةً للمشروع الأمرو – صهيوني المحمول على رياح الربيع العربي الافتراضي منخفضة جداً جداً ، وسيكون التغيير الحاصل بالنتيجة النهائية لصالح المشروع المقاوم للاستعمار وأدواته في المنطقة !!

» عاجل: الجمعية العامة للأمم المتحدة تصوت على منح فلسطين صفة دولة مراقب في الأمم المتحدة
» الاتحاد الأوروبي يدعم خطة الأمم المتحدة في حلب
» آل سعود وصمة عار على جبين الأمم المتحدة (1)
» تقرير سري لدى الأمم المتحدة : 43% من الضحايا في سوريا من
» بالصور: الأمم المتحدة نشأت في بيت دعارة!