حرب سعودية ضد الامبراطورية الفارسية برأي الرياض / ايران: لن نتراجع عن موقفنا وسنحارب كل قوى اميركا والصهيونية

حرب سعودية ضد الامبراطورية الفارسية برأي الرياض /
ايران: لن نتراجع عن موقفنا وسنحارب كل قوى اميركا والصهيونية
13, 2012 - 07:21 PM
يبدو ان حرباً ايرانية – سعودية تجري فعلاً في الشرق الأوسط وفي العالم العربي، وان ايران والسعودية قررتا المواجهة نحو ان مخابرات ايران تعمل بكل قواتها وان مخابرات السعودية تعمل بكل قوتها، وان كل فريق قرر استنفار طاقاته الى اقصى الحدود. من علامات شدّة المعركة عودة الأمير بندر من الخارج وتسلمه بقوة رئاسة المجلس الوطني السعودي واطلاق شبكات المخابرات والتحرك السعودي والتمويل السعودي في الشرق الأوسط والعالم العربي.

وفي المقابل يتحرك الجنرال الايراني الجعفري قائد الحرس الثوري ليقول ان الحرس الثوري موجود في المنطقة كلها حتى في لبنان وسوريا ثم ينفي ذلك، عن طريق ناطق ايراني اخر، والمعركة مفتوحة على جبهات عديدة اهمها جبهة سوريا، قررت السعودية اسقاط النظام السوري ودفع الاموال وتمويل المسلحين ودعم المعارضة والتحالف مع تركيا والاردن، وحلف الناتو واميركا لاسقاط النظام السوري، معتبرة ان النظام السوري هو الحليف الاول لايران على البحر الابيض المتوسط واذا سقط هذا النظام فان سوريا ستتغير من حليف لايران الى حليف للسعودية. وستصبح سوريا عندها في تحالف قوي مع السعودية، وعند سقوط النظام السوري ترى السعودية ان حزب الله سيضعف في لبنان ولا يعود الشيعة يسيطرون على الساحة اللبنانية، بل يعود دور اساس للطائفة السنية في لبنان التي هي حليفة السعودية.

في المقابل، ترى ايران انها تقريباً وضعت يدها على القسم الأكبر من العراق، وتسيطر على حكومة نوري المالكي وعلى قدرات كثيرة في العراق، والمخابرات الايرانية والحرس الثوري الايراني منتشر في العراق بقوة جعل دولة عربية مثل العراق تقع تحت السيطرة الايرانية.

اما بالنسبة لسوريا، فان ايران وضعت ثقلها وهي ترسل اسلحة الى سوريا وربما ترسل مقاتلين لكن ترسل اسلحة بشكل مستمر جواً الى سوريا لدعم الجيش السوري تجاه وجه المعارضة المسلحة والجيش السوري الحر المدعوم من السعودية. وسوريا ساحة المعركة الاولى بين ايران والسعودية، فالسعودية قررت مخاصمة واسقاط الرئيس بشار الاسد مهما كلف الثمن، وايران قررت دعم نظام الرئيس بشار الاسد وهددت بتدخل عسكري واعلنت انها لن تقبل بسقوط نظام الرئيس بشار الاسد، وان ايران وكل طاقاتها هي بتصرف النظام السوري برئاسة الاسد.

تجري المعارك في سوريا والسعودية ودول اوروبا تعتقد مع تركيا ان النظام السوري سيسقط مع الوقت، وليس من الضروري فتح جبهات كبيرة منذ الان ضد النظام السوري، بل اعطاء الوقت المدى اللازم خلال ستة اشهر او سنة لاسقاط نظام الرئيس بشار الاسد.

اما في لبنان فيتواجه الايرانيون والسعودية بقوة عبر 8 و14 اذار، واستطاعت ايران مع حزب الله ابعاد مرشح السعودية سعد الحريري عن رئاسة الحكومة، وتأليف حكومة يسيطر عليها حزب الله، وبالتالي يكون لايران نفوذ كبير في لبنان. وبعدما كانت السعودية تسيطر على لبنان من خلال الاكثرية تحرك حزب الله وقلب المعادلة فجذب جنبلاط بالقوة الى معسكر تحالف مع 8 اذار لتأليف حكومة هي تحت اشراف حزب الله وتحالف مع ايران. وهكذا يدور الصراع بين ايران والسعودية على لبنان، لكن يبدو ان حزب الله ما زال الاقوى ويسيطر على الوضع، لكن تقوم السعودية بدعم فرع المعلومات لقوى الامن الداخلي بالتمويل والسلاح اضافة الى ان سلاحا كثيراً يأتي الى الاصوليين الاسلاميين من اهل السنة مما جعل اهل السنة تزداد قوتهم وظهر ذلك في حوادث شمال لبنان، في طرابلس وعكار والضنية والمنية، حيث اظهر اهل السنة انهم يسيطرون على الأرض، وبات هنالك توازن مناطق حيث شمال لبنان يسيطر عليه الاصوليون السنة، وحيث في جنوب لبنان يسيطر حزب الله وايران من خلال نفوذها على حزب الله.

السعودية تعتبر ان الحرب هي مع ولاية الفقيه والاهم انها مع الفارسية، والقوة الفارسية الايرانية، وان ايران خدعت الدول العربية، بقولها انها تدعم القوى الممانعة لاسرائيل، واستعملت ذلك للسيطرة على اجزاء كبيرة من العالم العربي. في حين تراجعت السعودية ودول عربية امام المدّ الايراني فقررت السعودية مواجهة ايران في الشرق الاوسط والعالم العربي، واعتبرت ان انتصار الاخوان المسلمين في دول عربية هو بداية الطريق لاعادة التوازن مع ايران.

قررت السعودية احياء مجلس التعاون الخليجي بقوة، وقامت بأول عمل عسكري ضد تحرك ايراني في البحرين هو درع الجزيرة، حيث اظهرت قوات الى هناك ومنعت الاضطرابات والمظاهرات وضربت مؤيدي ايران في البحرين. ومع ذلك عادت المخابرات الايرانية وانتشرت في البحرين لتعيد موجة الحرب في البحرين. ثم ان ايران تقيم قواعد لها في اليمن، عبر قواعد تنظيم القاعدة، وايران لها علاقة ممتازة مع تنظيم القاعدة الذين هربوا اثر احتلال اميركا لافغانستان وسجنتهم ايران لسنوات ثم طوعتهم لصالحها. وهم الان يعملون في اليمن اضافة الى دعم ايران الحوثيين، الذين هم في اليمن وعلى حدود السعودية، وتريد ايران زعزعة السعودية من خلال حركة القاعدة والحوثيين.

مقابل ذلك، فان السعودية تدعم اليمن وتنسق مع اميركا لارسال طائرات من دون طيار لضرب تنظيم القاعدة في اليمن، اضافة الى ان الجيش السعودي بات يأخذ الحيطة والحذر على الحدود ضد الحوثيين، بعدما جرت قبل سنتين معركة بين الحوثيين والجيش السعودي واستطاع الحوثيون الدخول الى السعودية، ولذلك فهذه المرة الجيش السعودي جهز نفسه لمعركة كبيرة ضد الحوثيين لضربهم ضربة قاضية تكون رداً لايران وتفهم ايران انها لا تستطيع اللعب على الحدود اليمنية السعودية.

مقابل ذلك، قامت السعودية بتوسيع مجلس التعاون الخليجي دون التنفيذ العملي بضمّ الأردن والمغرب الى مجلس التعاون الخليجي، وهذا يعني ان الجيش المغربي والجيش الاردني باتوا ضمن جيش مجلس التعاون الخليجي وقوة كبرى لجيش مجلس التعاون الخليجي، وهذا الامر هو ضد ايران مباشرة. فالمغرب هو ضد ايران، والاردن هو ضد ايران. وبالتالي، وجّهت السعودية ضربة قوية لايران بضم المغرب والاردن الى مجلس التعاون الخليجي، وهنا يمكن القول ان المخابرات السعودية تخطط بوجه المخطط الايراني وتنجح في اماكن وتفشل في اماكن، لكن الصورة العامة ان السعودية بدأت تستعيد دورها من ايران وتحاول مواجهة دولة ولاية الفقيه خاصة تضع السعودية الاولوية انها تريد محاربة امبراطورية فارسية جديدة هي ايران.

تدفع السعودية اموال لتمويل دول تقف ضد ايران، كذلك تقيم محاور اساسية منها محور مع مصر ضد ايران، كذلك بدأت اتصالات سعودية مع ليبيا ودول اخرى ليكونوا في صفوف الاخوان المسلمين وضد ايران، اما الاهم فهو ان ايران استطاعت فصل حركة حماس عن سوريا، وبالتالي كانت حركة حماص تخضع لنفوذ ايراني- سوري، فقامت السعودية مباشرة وعبر مصر باستيعاب حركة حماس لتقوم حركة حماس بتغيير موقفها فتصبح مع مصر والسعودية وليست مع سوريا وايران كما كانت في السابق.

انها أوسع حرب مخابرات وأوسع حرب أمم في الشرق الأوسط، والسعودية ليست راضية على وضع العراق ان يبقى هكذا، لكن الاميركيين هم الذين تركوا نوري المالكي رئيسا لحكومة العراق وابعدوا اياد العلاوي مرشح السعودية، وتشعر السعودية بخطر كبير من سيطرة ايران على العراق، حيث حكومة العراق تعمل تحت النفوذ الايراني، ثم هنالك آلاف وآلاف من الايرانيين ينتشرون في العراق كمخابرات وكرجال امن لتبقى السيطرة الايرانية موجودة في العراق ولا يتم السماح للقوى التي هي ضد ايران بأن تزداد قوة. وهنا يأتي الدور السعودي، والسعوديون يعتقدون ان المعركة الآن هي معركة سوريا، وعندما يسقط برأي السعوديين النظام السوري سيسقط النظام العراقي الموالي لايران تدريجياً بواسطة القبائل العربية.