طائرة المقاومة.. الكارثة التي خرقت أحلام "الناتو" وأيقظت نتنياهو من أحلام اليقظة

طائرة المقاومة.. الكارثة التي خرقت أحلام "الناتو" وأيقظت نتنياهو من أحلام اليقظة


جهينة نيوز- كفاح نصر:

بعبارة واحدة يمكن القول إن ما كشفه سماحة السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله كارثة على الناتو والكيان الصهيوني، وتحتاج هذه الكارثة إلى أكثر من عام فقط لدراسة تداعياتها، فما كشفه الأمين العام لحزب الله وما سرّبه إعلام العدو، لا يمكن اختصاره بخرق كل تقنيات الغرب التي تحمي مفاعل ديمونة، بل هي أكثر من ذلك بكثير، هي اعتراف بأن إيران التي أسقطت طائرة التجسس الأمريكية دون سلاح، تقوم بتصوير كل نَفَس وكل حركة لقوات الناتو في محيط إيران، بل هي إعادة جدولة عمل جهاز الاستخبارات الأمريكية في دول الخليج والمنطقة.

خرق تقنيات العدو

على امتداد سواحل الكيان الصهيوني حيث أكثف الرادارات المنصوبة لحماية سبعة مفاعلات نووية حلّقت طائرة للمقاومة الإسلامية في لبنان، كل رادارات العدو الساحلية ورادارات بوارجه لم تكشف الطائرة التي كانت تصوّرهم، وكل منظومات الكيان الصهيوني لم تستطع رصد ما ترسله وتستقبله الطائرة كما فعل حزب الله قبيل كمين أنصارية، حين كان يستقبل صور طائرات تجسس الكيان الصهيوني، ومن ثم اخترقت الطائرة القبة الحديدية تلك القبة التي تباهى بها الكيان الصهيوني وقال إنها سترصد وتسقط صواريخ طولها متر واحد فعجزت عن رصد طائرة متوسطة الحجم، وأما اجتياز القبة الحديدية التي تعتبر فخر الصناعات الصهيونية والأمريكية والغربية فقد أصبح (مزحة) أمام الوصول إلى مقربة من مفاعل ديمونة، والفضيحة الكبرى أن الكيان الصهيوني اعترف بأنه رصد الطائرة بمنظومات بصرية وليست إلكترونية.

أسئلة مرعبة..؟

ماذا لو كان هناك أكثر من طائرة في الفضاء، وهل إسرائيل متأكدة من أن أجواءها كانت تحوي طائرة واحدة أم أن هناك أكثر من طائرة..؟ وهل وحدة الرصد البصري قادرة على رصد أكثر من هدف..؟؟ هل يحتاج الكيان الصهيوني لمئات أو آلاف وحدات الرصد البصري أم سيحتاج إلى جيش جديد للرصد البصري؟ ماذا ستقول واشنطن للكيان الصهيوني، بل ماذا سيقول حكام الكيان الصهيوني للشعب الصهيوني الذي كانوا (يحشون في رأسه) أوهام إسقاط صواريخ المقاومة، ويصفون القبة الحديدية بأنها قبة مدرعة ليتبيّن لاحقاً أن القبة الحديدية ليست سوى قبة من الأوهام!!.

وللناتو فيما حدث عبرة

والناتو يدرك تماماً مغزى كلام السيد حسن نصر الله، الذي تحدث عن إرسال الرسائل في الوقت المحدّد، وهو يدرك من كلام السيد نصر الله أن هذه الطائرة رسالة كما يدرك ذلك قادة الكيان الغاصب، ومعنى كلمة رسالة هو أن الطائرة كان بإمكانها العودة إلى قاعدتها سالمة ولكنها ذهبت بمحض إرادتها إلى أمام وحدة الرصد البصري وقالت لها أنا هنا، وربما كان عامل التلسكوب مشغولاً بفنجان قهوة (واضطرت الطائرة إلى تشغيل الأنوار العالية والمنخفضة حتى انتبه لها جنود الرصد البصري) وقالت لهم (الوووو أنهيت مهمتي الأولى وصوّرت ما أريد تصويره) وباقي المهمة الثانية وهي إيصال رسالة لمن يهمه الأمر "نحن نعلم عنكم أكثر مما تعلمون عن أنفسكم".

رسائل إلى من يهمه الأمر

أما الكتابة عن تداعيات تحليق الطائرة بدون طيار فوق أراضي فلسطين المحتلة، لا يمكن إيجازها بمقال بل تحتاج إلى أيام وأسابيع، وشرح الرسائل التي أوصلتها تحتاج إلى مؤلفات، ولكن إذا كان حزب الله بطائرة إيرانية تمّ الاستغناء عنها تمكن من كل الذي قام به، فماذا تكون قد فعلت إيران، يسأل مراقبون؟!

وأيضاً: كم مرة تساءل الغرب عن كيفية وصول المعلومات إلى إيران، وشكك بعشرات العملاء، كم عميل اتهم بالعمالة المزدوجة من قبل الأمريكيين، هل يوجد طائرة أمريكية في الخليج لا تملك إيران إحداثياتها، وكذلك يمكن السؤال: هل كانت طائرات إيرانية بدون طيار ترصد طائرة نائب رئيس هيئة الأركان في مطار كابول، كيف تمكنت المقاومة الأفغانية من رصد الطائرات الأمريكية وتدميرها على المدرجات بدقة عالية ومعها خزانات الوقود.

كما يتساءل مراقبون: هل يوجد جندي أمريكي في المنطقة لم يحصِ الإيرانيون عدد مرات الشهيق والزفير التي يقوم بها يومياً، هل يوجد أي قاعدة عسكرية أمريكية سرية في المنطقة، إذ كان الإيرانيون يتجولون في الأجواء بلا رقيب أو حسيب، ويسقطون طائرات أعدائهم بلا سلاح بل يسيطرون عليها، وينزلونها ويفككونها ويلتقطون صورها قبل الأمريكيين، لدرجة ظن الأمريكيون أن إيران تجسّست عليهم بطائرات أمريكية.

ويتساءل آخرون: هل أفاق أوباما من أحلام اليقظة، وهل سيستطيع نتنياهو تبرير ما حدث لشعبه وهل سيستمر بالحديث عن أحلام يقظة (لا يحلم بها إلا أمثاله الواهمون)..؟!!

نعم باختصار ما كشفه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كان تمزيق وتحطيم لكل أحلام الناتو وما حدث اليوم يشبه إلى حدّ بعيد نتائج عدوان تموز، فماذا سيقول فينوغراد عن هذه الهزيمة الجديدة..؟!.