بتنهد وايدي على خدي، تركيا وحيدة وحكومتها كارثة

بتنهد وايدي على خدي، تركيا وحيدة وحكومتها كارثة

اعتبر الكاتب اللبناني محمد نور الدين أن رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان فشل في بلوغ أهدافه من وراء التصعيد العسكري ضد سورية وبدل ذلك طغت صورة الرجل الذاهب إلى الحرب والنافخ في نار التوتير والمورط تركيا في المستنقع السوري على ما عداها في الداخل.

واوضح الكاتب في مقال له نشرته صحيفة السفير اللبنانية أن استنجاد اردوغان برئيس الأركان الجنرال نجدت أوزيل ليصد عنه الانتقادات المتزايدة كان واضحا ولاسيما عندما هدد اوزيل سورية.

وارجع الكاتب حديث اوزيل باسم اردوغان لأن الأخير كان له الفضل في تعيينه رئيسا للأركان قبل سنة بعدما خرج اوزيل على إجماع القيادة العسكرية ورفض الاستقالة معها فكانت المكافأة تعيينه رئيسا للأركان موضحا أن اوزيل حاول دعم خطوات اردوغان التصعيدية الأخيرة بعدما تبين انها لم تجد القبول لدى الرأي العام التركي فصب اردوغان جام غضبه على المعارضة التركية التي لا تزال تنجح في افشال خططه للذهاب إلى حرب مع سورية.

ورأى الكاتب أن تصريح اوزيل يأتي في سياق توفير دعم اكبر للمسلحين في سورية لإحداث تغيير ميداني على امتداد الحدود التركية السورية وخلق (مناطق عازلة) بحكم الأمر الواقع معتبرا أن انقرة تعتقد انه بقدر ما تصعد على الجبهة ستصل إلى هذه الأهداف مع استبعاد لانفجار كبير في ظل تأكيد قادة حلف شمال الأطلسي عدم التدخل العسكري في سورية.

كما انتقد صلاح الدين ديميرطاش رئيس حزب الديمقراطية والسلام الكردي والممثل في البرلمان بـ 35 نائبا اردوغان داعيا اياه لشرح لماذا يريد الحرب مع سورية ولأن يقول جملة مفيدة واحدة حول ضرورة السلام.

وتناوب الكتاب الأتراك القريبون والمعارضون لسياسة اردوغان على انتقاد التصعيد التركي ضد سورية فكتب محلل الشؤون الخارجية سامي كوهين في صحيفة ميللييت قائلا إن "تركيا هي البلد الأكثر انشغالا بسورية منذ بدء مشكلتها لكن نداءاتها لحل المشكلة لم تلق دعما فعليا من الأمم المتحدة ولا حلف شمال الأطلسي والاستراتيجية التركية في المنطقة لم تجد بعد ذلك الدعم الكافي من حلفائها فعندما بدأت المشكلات تظهر في وجهها وباتت تتحمل وحدها أعباء تدخلها في سورية حتى في الأحداث الحدودية الأخيرة اكتفى الأطلسي بدعوة سورية وتركيا معا إلى الاعتدال".

وأضاف كوهين انه من الواضح أن الغرب والمجتمع الدولي لا يريدان حربا بين تركيا وسورية وأن الواقع يقول إن تركيا تركت وحيدة.

في السياق ذاته تركز انتقاد الكتاب كذلك على وزير الخارجية أحمد داوود اوغلو شخصيا الذي كان مثار نقد لاذع من كمال كيليتشدار اوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض الذي وصفه بعدم الاتزان وانعدام الذكاء وانه احمق يريد توريط تركيا في سورية فتساءل محمد علي بيراند في صحيفة بوسطه عما إذا كان داوود اوغلو نجما أم كارثة على تركيا قائلا إن الرأي العام التركي يشهد نقاشا مثيرا والمعارضة وصحافتها تريان انه وزير الخارجية الأسوأ في تاريخ الجمهورية.

وقال بيراند لقد خرج علينا داوود اوغلو بصفر مشكلات فإذا كل المحيط معاد لنا وهو الشخص الذي سعى إلى تطبيق نظريات كتابه العمق الاستراتيجي فأغرق تركيا في مستنقع الشرق الأوسط وهو مثار جدل ليس فقط لدى المعارضة إذ أن أوساطا كثيرة داخل حزب العدالة والتنمية تشعر بالقلق.

وأضاف الكاتب أن المديح كان يغدق على داوود اوغلو لكن مع الربيع العربي الذي تحول شتاء أسود هبت العواصف وبدأت النظرة إلى الوزير تتغير بعد ان خسرت تركيا أرمينيا وإيران والعراق وسورية لكن في المحصلة يجب الا ننسى أن داوود اوغلو لم يقم بهذه السياسة الخارجية بمفرده ومن دون استشارة احد بل قادها مع رئيس الحكومة.

وبحسب نور الدين فأن المخاوف لم تقتصر على الشق العسكري والسياسي من التصعيد التركي بل إن مجرد استمرار الأزمة انعكس خسائر على الصعيد الاقتصادي وأولاها تصفير التجارة التركية مع سورية فقد نشرت صحيفة راديكال تقريرا عن ذلك قائلة إنه ليس واضحا ما اذا كانت تركيا ستدخل في حرب مع سورية لكن استمرار الأزمة سيضاعف من التأثيرات السلبية على الصادرات التي تشكل الشريان الحيوي للاقتصاد التركي.

ولفت التقرير الى انه بعدما كانت صادرات تركيا الى سورية عام 2010 تلامس الملياري دولار ها هي تقارب الآن نقطة الصفر مضيفة ان إشارات بدأت تعكس اتجاه العراق لاستخدام التجارة الخارجية ورقة في خلافه مع تركيا وهو ما سيلحق ضررا جديا بالصادرات التركية محذرا من تعرض المسيرة الاقتصادية في تركيا للتوقف.

ابراهيم: أردوغان يفتش عن مخارج بعد تورطه المكشوف في دعم وتهريب السلاح والمسلحين إلى سورية

في سياق متصل كشف الكاتب اللبناني محمد ابراهيم عن محاولات يقوم بها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لتغطية عجزه عن معالجة آثار تداعيات تدخل حكومته السافر في الأحداث السورية وتورطها المكشوف في دعم المجموعات الارهابية المسلحة وتهريب السلاح والمسلحين إلى الاراضي السورية.

وفي مقال نشرته صحيفة البناء اللبنانية بعنوان "أردوغان يفتش عن مخارج وواشنطن لا تريد التورط المباشر.. الإدارة الأميركية نصحت تركيا بعدم المغالاة في رد الفعل" أشار الكاتب الى تقارير دبلوماسية غربية تثبت أن اردوغان بدأ التفتيش عن مخرج لهذه الورطة التي باتت تحاصر سلطته في الداخل مع تنامي قوة المعارضة السياسية والشعبية التركية وارتفاع الأصوات ضد أي مغامرة عسكرية قد يقدم عليها ضد سورية.

وقال إن اردوغان اختار البرلمان التركي ليطلق تحذيراته الدونكيشوتية لسورية وقيادتها غير أن الرأي العام الداخلي والخارجي يدرك جيداً أنها مجرد فقاقيع لا تقدم أو تؤخر في المشهد التراجيدي لحكم حزب العدالة والتنمية وسياسته الخارجية.

ولفت الكاتب ابراهيم الى إشارات ومعلومات تؤكد حسب مصادر مطلعة أن مواقف رئيس الحكومة التركية تندرج في إطار المواقف الإعلامية والدعائية وخصوصاً في ضوء الردود والنصائح التي تلقاها من حلفائه في واشنطن وبعض الدول الغربية مشيرا إلى ان حديث الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوغ راسموسن عن وجود الخطط اللازمة لدى الحلف للدفاع عن تركيا هو مجرد جائزة ترضية لأردوغان من أجل رفع معنوياته ومعنويات حزبه الذي يتعرض لانتكاسات داخلية متلاحقة.

واضاف ابراهيم أن ثمة تقارير دبلوماسية تفيد بأن الولايات المتحدة الأميركية نصحت أردوغان بعد مقتل خمسة أتراك جراء سقوط قذيفة على إحدى القرى منذ أسبوع بعدم المغالاة في رد الفعل ما يؤكد بوضوح أن واشنطن لا ترغب بتصعيد عسكري وأنها تفضل اعتماد السياسة الحالية التي تتبعها والمتمثلة بدعم المجموعات الإرهابية المسلحة التي تتسلل عبر الحدود التركية إلى سورية.

وأكد الكاتب أن التقارير ذاتها تشير الى أن سياسة الحذر التي تعتمدها الإدارة الأميركية ناجمة عن أسباب عديدة منها صمود الجيش في سورية والتحول إلى الهجوم وهو ما ترجم على الأرض من خلال النجاحات التي حققها الجيش ضد المجموعات الإرهابية المسلحة في حلب وحمص وريف دمشق.

ولفت الكاتب الى أن المصادر المطلعة تؤكد أن الجميع بات يدرك أن الحملة على سورية لن تؤدي غرضها وإن صمود القيادة والجيش والشعب فرض معادلة أخرى على عكس مسعى واشنطن وأعوانها.

واضاف الكاتب أن كل التقارير والمعطيات تؤكد أن تفاقم الوضع في سورية وازدياد منسوب العنف هما نتيجة التسليح الممنهج للمعارضة السورية من قبل الدول المنخرطة في الهجمة على سورية ولاسيما السعودية وقطر وتركيا مشددا على أن سورية تملك أوراقاً عديدة لم تستخدمها بعد.

عودة: أحلام تركيا بالحرب ضد سورية تبددها الوقائع

في سياق آخر أكد الكاتب يونس عودة أن الثلاثي التركي المتورط في الدم السوري منذ اليوم الأول لاندلاع الأزمة في سورية رجب طيب أردوغان ومهندس سياسته الخارجية أحمد داود أوغلو ومنافسه على الرئاسة عبد الله غل مازال يراهن على إمكانية الدفع إلى حرب مباشرة مع سورية ليس لأنهم باتوا فقط أسرى الحقد المتنامي بعد فشل خطة إسقاط الحكم السوري بل بسبب فقدان الرؤية المستقبلية لما يمكن أن يكون عليه دور تركيا في المنطقة.

وأشار الكاتب عودة في مقال بعنوان "أحلام تركيا بالحرب تبددها الوقائع" نشرته صحيفة الثبات اللبنانية اليوم الى الانتقادات والمعارضة الواسعة التي يواجهها اردوغان في تركيا جراء سعيه الى جر البلاد لحرب مع سورية .

وتابع الكاتب ان المتربعين حالياً على رأس حزب العدالة والتنمية ربطوا في الواقع مصيرهم السياسي بإسقاط الحكم في سورية انطلاقاً من اعتقاد واهم بأن المسألة لن تتعدى شهرا ًواحداً حتى يبزغ فجر أميركي أطلسي على المنطقة تكون تركيا الرأس فيه مشيرا الى ان نيات اردوغان فضحها ما جاهر به خلال مؤتمر حزبه الأخير حول "تجربة حكم يتوهم اردوغان واوغلو تعميمها على دول المنطقة".

وبين الكاتب انه انطلاقاً من هذا المفهوم غير الواقعي وغير الموضوعي كانت التصريحات التركية حول سورية مع بداية الأزمة وصولاً إلى يوم إسقاط الطائرة الحربية التركية الأمر الذي اعتبرته تركيا الفرصة التاريخية السانحة لجر حلف شمال الأطلسي الأب الروحي العسكري والسياسي لها إلى موقعة تعتقد أن نهايتها ستكون حتماً خشبة الإنقاذ لها لأن الحلف بمفهوم تركيا والمتعلقين بأذياله سينجحون في إسقاط الحكم بسورية عبر الحرب.

وأكد الكاتب عودة ان الحقائق على الأرض التي عبرت عنها قيادات الناتو مع القيادا ت العسكرية والأمنية الأميركية والإعلان الروسي بعدم السماح بأي عمل عسكري ضد سورية "أديا إلى غض النظر" عن خوض حرب دعت إليها تركيا بإصرار ودعم اسرائيلي واضح من خلال التصريحات التي واكبت تلك المرحلة.

واشار الى ان تركيا ومعها كل أعداء سورية استبدلت خطتها تلك بحرب السيارات المفخخة واستهداف الأماكن الرمزية للدولة السورية بالتوازي مع العمل على إفشال خطة كوفي عنان ذات النقاط الست مع تحريض الأدوات المسماة بالمعارضة على رفض الحوار تحت أي سقف من السقوف.

وأكد الكاتب ان الجهود التركية للتعجيل بالحرب على سورية ذهبت كلها أدراج الرياح أيضاً بفعل الإعلان السوري عن الاستعداد لمواجهة أي معتد والتفريق بين الحكومة التركية الفاقدة للأعصاب والشعب التركي الذي يرفض بأغلبيته التورط في حرب رغم كل محاولات التعبئة والتجييش التي ترتكبها حكومة أردوغان.

واضاف الكاتب عودة ان الحكومة التركية اعتقدت أن الفرصة سنحت من جديد لشن الحرب بعد سقوط قذيفة على قرية تركية وسعت من جديد لتوريط الحلفاء والأسياد ولاسيما بعد الفشل الذريع في الاستيلاء على حلب والذي استجلبت تركيا اليها مرتزقة إرهابيين من كل أصقاع الأرض وباعتراف أميركي بريطاني لكن الفشل المدوي هذا انعكس ببعض المواقف المتضامنة مع دعوات لضبط النفس من أقرب الحلفاء وعلى رأسهم الحلف الأطلسي والحليف الأقرب والأهم ألمانيا التي دعت أردوغان وحكومته إلى الاعتدال في التصرف.

واشار الكاتب الى ان حكومة أردوغان المفجوعة برد الفعل العالمي لم تكن قادرة على ضبط أعصابها مع شعورها بتحطم كبريائها أمام شعبها وأمام العالم الذي سارع إلى لجمها فسارعت إلى طلب إجازة من البرلمان بشن حرب فلم يمنحها سوى عبارة تشن بموجبها عمليات عسكرية خارج الأراضي التركية إذا اقتضى الأمر مع توضيح صريح من نائب أردوغان أن ذلك لا يعني التفويض بشن حرب.

وختم الكاتب بالقول ان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لم يتعظ من تجربتين خاضهما شخصياً وحاول عبرهما توريط تركيا في حروب مع سورية عله يتمكن من توريط حلفائه و أسياده في الغرب وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأميركية بالاشتراك مباشرة في الحرب على سورية حيث لم تشف كل الدماء السورية المسفوحة على مذبح الحقد التركي الخليجي الغربي غليل الثلاثي التركي غل.. أردوغان.. أوغلو.