القيادة القطرية ناقشت دور الحزب والمنظمات للإسراع بتجاوز الأزمة: ترسيخ مفهوم العمل التطوعي وتصليب الجبهة الداخلية

القيادة القطرية ناقشت دور الحزب والمنظمات للإسراع بتجاوز الأزمة: ترسيخ مفهوم العمل التطوعي وتصليب الجبهة الداخلية

الخميس, 11 تشرين الأول 2012 01:12
عقدت القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي اجتماعاً على مدى يومين متتاليين برئاسة الرفيق الأمين القطري المساعد للحزب حضره الرفاق أعضاء القيادة القطرية وبعض الرفاق الوزراء، والرفاق أمناء وأعضاء قيادات فروع الحزب، ورؤساء وقيادات المنظمات الشعبية والنقابات المهنية تمت خلاله مناقشة واقع العمل في المجالات التنظيمية والسياسية والاقتصادية، وتطورات الأوضاع الراهنة في سورية، ودور الحزب والمنظمات الشعبية والنقابات المهنية في معالجة المشكلات التي يواجهها المواطن، والإسهام في

تحفيز مؤسسات الدولة للقيام بواجبها والاضطلاع بدورها وتحمل المسؤوليات للنهوض بالواقع المعيشي والخدمي الذي يعيشه المواطن، ومعالجة الآثار السلبية الناجمة عن الجرائمالتي تقوم بها العصابات المسلحة، ومعالجة آثارها وإعادة إعمار ما خرّبه المسلحون.

ويكتسب هذا الاجتماع أهمية خاصة لأنه يأتي في ظرف سياسي تعيش فيه سورية ظروفاً وأحداثاً لم تكن معهودة من قبل تستهدف صمودها وثوابتها ودورها الوطني والقومي، وقد انعكس خلاله وعي والتزام مؤسسات الحزب والمنظمات والنقابات بمصالح الشعب ووحدته وبدور سورية وبأمنها واستقرارها.

وقد نوّه الرفاق المتحدثون بأهمية الحوار الوطني وترسيخ الوحدة الوطنية وتعزيز التلاحم بين مختلف فئات الشعب ومكوناته الاجتماعية والسياسية، وأكدوا في مداخلاتهم استعدادهم، قيادات وقواعد في الحزب والمنظمات والنقابات، للدفاع عن مصالح الشعب، وعن الممتلكات العامة والخاصة، والتصدي للمجموعات الإرهابية التي تعيث فساداً وتدميراً، وتعمل على تقويض مؤسسات الدولة، وتصديع بنية المجتمع ووحدة الشعب، وزرع الفتنة، بما يوفر الظروف الملائمةلتمرير المشاريع الاستعمارية الخارجية التي تستهدف سورية ومواقفها الوطنية والقومية ودورها المحوري في دعم المقاومة.

وتم خلال الاجتماع مناقشة العديد من التساؤلات والمقترحات والرؤى حول كيفية الخروج من الأزمة، ومواجهة المؤامرة وأدواتها ومن يقف خلفها ويساندها بالمال والسلاح. وجرى تقييم موضوعي للواقع، وللعلاقات العربية والدولية، ومواقف الدول والمنظمات والأحزاب والهيئات العربية والأجنبية التي تقف إلى جانب سورية، ودور الجاليات العربية السورية في تسليط الضوء برؤية وطنية وموضوعية على الوقائع والأحداث التي تجري في سورية.

ثم أجاب الرفيق الأمين القطري المساعد على تساؤلات الرفاق الحضور والمقترحات التي قُدّمت وسبل تنفيذها بما يعزز قدرة الدولة على إعادة الأمن والاستقرار والهدوء إلى البلاد، واستئناف مسيرة البناء وتعميق الإجراءات الإصلاحية التي تم اتخاذها، وتعميق دور الحزب والمنظمات على الساحة الشعبية، والتواصل بالفعاليات الشعبية والعمل على حل المشكلات التي يعاني منها المواطن.

وأكد الحضور أن الظروف التي تمر بها سورية اليوم تتطلب من الرفاق البعثيين كافة ممارسة وترسيخ مفهوم العمل التطوعي، وفتح قنوات الحوار والتواصل مع مختلف المكونات الاجتماعية والسياسية والحزبية، والتأكيد على القواسم المشتركة التي من شأنها تعزيز الوحدة الوطنية والمصالحة الشاملة لإنقاذ الوطن والمواطن، مشيرين إلى أهمية أن تعكف المؤسسات الحزبية والشعبية على وضع رؤاها موضع التنفيذ وفق منهج علمي وعملي واضح مع برنامج زمني محدد لتنفيذ كل ما تم التوصل إليه خلال الاجتماع.

وحول الوضع الاقتصادي قدم الرفيق رئيس مجلس الوزراء الدكتور وائل الحلقي عرضاً اقتصادياً خدمياً تناول فيه الوضع المعيشي للمواطن، وواقع عمل المؤسسات العامة والخاصة، والأضرار الجسيمة التي لحقت بالاقتصاد الوطني جراء العمليات التخريبية التي قام بها المسلحون، وجراء العقوبات الاقتصادية التي فرضت على سورية سواء منها العقوبات العربية أو الأجنبية، كما أوضح الإجراءات السريعة التي اتخذتها الحكومة لمواجهة الآثار الناجمة عن التخريب. وبيّن خطط عمل الحكومة على تجاوز المنعكسات السلبية واحتواء الضرر الحاصل، ووضع الخطط اللازمة لتدارك ما يمكن تداركه، وتوفير كافة احتياجات المواطنين ومستلزمات عمل مؤسسات القطاع العام والخاص، منوهاً بقدرة الاقتصاد السوري على الاستمرار في العمل وتوفير الاحتياجات اللازمة للمواطنين، ومعالجة الآثار التي خلفتها العقوبات والأعمال الإرهابية والتخريبية بالمزيد من الاعتماد على الذات.

وأكد أن القطاعات الاقتصادية والخدمية المختلفة تعمل بانتظام وبحيوية ونشاط وقدرة على معالجة مختلف الصعوبات والعقبات.

وفي ختام الاجتماع قدم الرفيق فاروق الشرع نائب رئيس الجمهورية عرضاً سياسياً تناول فيه المستجدات على الساحتين العربية والدولية ومواقف الدول من المؤامرة التي تتعرض لها سورية والتي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب وتركيا وبعض الدول العربية.

وقال إن المنطقة العربية تعيش اليوم ظروف الحرب الباردة من جديد والتي لاتزال آثارها السلبية تطال منطقة الشرق الأوسط، حيث تتقاطع مصالح الدول الكبرى ومن أهمها إمدادات النفط وأمن إسرائيل ولو على حساب أمن واستقرار دول المنطقة ومصالح شعوبها.

ودعا إلى تصليب الجبهة الداخلية وإطلاق آفاق الحوار الوطني وتعزيز المنعة الداخلية، مشيراً إلى الدور التاريخي الذي يمكن أن ينهض به حزب البعث العربي الاشتراكي بأهدافه وتوجهاته المعروفة وطنياً وقومياً، وضرورة تعزيز دور مؤسسات الحزب والدولة كقوة رائدة للحياة السياسية العامة في البلاد.

وتناول الرفيق الشرع الأبعاد التاريخية والواقعية للمؤامرة التي تستهدف سورية وموقعها الجيوسياسي المتميز، رافضاً سياسات الإملاء والتدخلات الخارجية التي تعبر عن صلف وعنجهية وغرور القوى التي تستهدف سورية شعباً ودولة ومؤسسات ورموزاً وطنية.

وقد عبّر الرفاق المجتمعون عن ثقتهم العالية بقدرة سورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد، وبتلاحم الجيش والشعب، على إحباط المؤامرة وتفكيك خططها، وضرب أدواتها وتجاوز الأزمة، مؤكدين القدرة على إعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع سورية.

وحيا المجتمعون في ختام الاجتماع جيشنا الباسل وقواتنا المسلحة، مشيدين بالتضحيات التي قدمتها المؤسسة العسكرية للحفاظ على أمن الوطن والمواطن، وعلى وحدة الأرض والشعب، لتبقى سورية دائماً وكما كانت، عنوان الصمود ومبعث الأمل لتحقيق مصالح الشعب وأهداف الأمة.