لماذا انتقل سعد الحريري من «لبنان أولاً» الى دولة أهل السنّة؟

لماذا انتقل سعد الحريري من «لبنان أولاً» الى دولة أهل السنّة؟

المحرر السياسي
انتقل الرئيس سعد الحريري من شعار لبنان أولاً الى دولة أهل السنّة، وتراجع عن الشعار الذي رفعه بعد 14 اذار قائلاً ان لبنان اولاً هو المصلحة الاساسية ولذلك قام الناس بالاعتقاد بأن سعد الحريري هو صادق ويقول الكلام ويلتزم به، وليس مثل غير السياسيين الذين يقولون تصريحات كل شهر أو شهرين ويقومون بتغيير آرائهم ومن بعدها يضيع الخط السياسي ولا يعود أحد يعرف الى اين تذهب سياسة هذا الزعيم او هذا القائد.
يبدو ان سعد الحريري قرر وضع كل ثقله بشأن دولة أهل السنّة وكلّف وسام الحسن عبر فرع المعلومات تنفيذ هذا المخطط فقام فرع المعلومات وموازنته الـ50 مليون دولار اضافة الى ان الاموال السعودية والقطرية والخليجية والاميركية هي في تصرف فرع المعلومات، وتحرك على جبهة باب التبانة وتحرك فرع المعلومات على جبهة الزاهرية والتل والملولة، وتحرك فرع المعلومات فأقام مراكز له في منطقة القبة، بشكل أصبح يسيطر على طرابلس أهل السنّة مباشرة ولكن الذي يدير الامور هو سعد الحريري بواسطة وسام الحسن المنفذ الاول للخطة على الأرض.
ثم انتقل الامر الى بيروت، فقام وسام الحسن وفرع المعلومات بتسليح أهل السنّة في بيروت ودفعهم نحو القتال والنزول الى الشوارع والسيطرة على منطقة الكولا الطريق الجديدة، المصيطبة ومناطق أخرى، بشكل جعل اهل السنّة في بيروت يسيطرون على العاصمة وهو امر لا ننكره عليهم لانهم من اهل بيروت، ولكن هل يجب ان يعمل سعد الحريري بشكل مذهبي ويركّز على أهل السنّة ويترك شعار لبنان أولاً؟ واذا كنا قد تحدثنا عن بيروت فلا ننسى ان عكار استنفر فيها سعد الحريري كل الطاقات السنية واهل السنّة كي يسيطر على الحدود مع سوريا ويرسل مقاتلين وأسلحة من شمال لبنان نحو سوريا للقتال هناك. وبذلك انتقل سعد الحريري من مبدأ لبنان أولاً الى اسقاط النظام السوري أولاً، وهذا مبدأ خطر، فان حزباً لا يستطيع أن يلعب دور اسقاط نظام، لانها لعبة أمم كبرى، ونرى بسهولة كيف ان روسيا وأميركا وبريطانيا وفرنسا والصين دخلت على الخط وتلعب دوراً كبيراً في الموضوع. لذلك فان قيام سعد الحريري مع فرع المعلومات بقيادة العميد وسام الحسن بتسليح أهل السنّة في الشمال وجعلهم يتسللون الى سوريا للقتال هناك، يؤدّي الى ادخال لبنان في حرب اقليمية والى نزاع مع سوريا لا لزوم له، لان المطلوب كان ان يعمل سعد الحريري على تهدئة الوضع في شمال لبنان وان يعمل فرع المعلومات بقيادة العميد وسام الحسن على ضبط حركة السلاح بدل تسليم السلاح وارسال السلاح وتعزيز الاصولية والسنية.
المبدأ الجديد الذي اعتمده سعد الحريري ويقوم بتنفيذه وسام الحسن على رأس فرع المعلومات هو الاصولية اولاً والسلفية اولاً وبعد ذلك، تأتي بقية الأمور. أما لبنان اولاً فقد نساه سعد الحريري ونسيَ الأمر ضابط مسؤول في قوى الامن الداخلي وهو رئيس جهاز الامن نسيَ مبدأ لبنان أولاً واصبح يعمل على ان الاصولية والسلفية اولا، والهدف واضح، يريد سعد الحريري ووسام الحسن مع المخابرات الخليجية والاميركية خلق حالة سنية كبيرة كي تواجه حزب الله والشيعة والهدف يأتي ضمن الحرب الايرانية الخليجية، فليس على سعد الحريري ان يقوم بهذه المغامرة ويدخل لبنان في حرب بين ايران والخليج، فلبنان ليس له طاقة حرب مع أهل الخليج، وليس له طاقة حرب مع ايران، ويجب ان يكون لبنان محايداً في هذا الصراع، وان يكون محايدا ولا يدخل في صراع السعودية وايران، لأن الحرب هي مالية ولبنان لا مال عنده بل عليه ديون بـ55 مليار دولار، ولان الحرب مذهبية بين السنّة والشيعة، او بين ايران والسعودية، فالسعودية هي دولة أهل السنّة، وايران دولة اسلامية شيعية فارسية. فلا يستطيع لبنان التدخل في هذه الحرب لانها ستنعكس حرباً بين السنّة والشيعة وجبهات كثيرة. وقد قام فرع المعلومات باشعال معركة بين جبل اكروم وبين اهل جعفر في جرد عكار، وذلك في اطار حرب شيعية - سنية يريد سعد الحريري ان يقول انا زعيم السنّة وأنا اقف مع السعودية والخليج وبالتالي امام مشاريع في السعودية واتلقى اموالاً من السعودية وأحصل على دعم من دول الخليج، وبالتالي يكون سعد الحريري قد الغى مبدأ لبنان أولاً ليضع مكانه سعد الحريري اولاً وفرع المعلومات أولاً. وعلى كل حال فرع المعلومات لم يعد فرعاً لبنانياً، بل اصبح فرع مذهبياً، ان فرع المعلومات هو فرع مذهبي يقوده ضابط سني متعصّب جداً اسمه وسام الحسن. يجب على سعد الحريري العودة الى الصدق، يجب عليه ان يعود الى مبدأ لبنان أولاً، وان لا نكون طرف في حرب ايران والسعودية، وان لا نكون في حرب مع سوريا، وطرف توقيف وزيرة، وتوقيف الوزير السابق ميشال سماحة، وتقديم اسم اللواء علي مملوك رئيس الامن القومي السوري، وكل ذلك يقوم به فرع المعلومات وسعد الحريري بأمر من المخابرات الاميركية والخليجية، وهذا يضرّ بمصلحة لبنان.
ان شعب لبنان اصبح فقيراً، ان شعب لبنان اصبح متوتراً، ان شعب لبنان يعيش حالات مشاكل دائمة وليس بحاجة الى ما يقوم به سعد الحريري والعميد وسام الحسن الآن. فهل يتوقف سعد الحريري وهل يتوقف فرع المعلومات بقيادة العميد وسام الحسن عن جعل لبنان دولة لأهل السنّة على حساب لبنان اولاً؟ ولذلك عليهم ان لا يقوموا بادخال لبنان في حرب سورية، وعليهم ان لا يرسلوا اسلحة واموال الى الحدود مع تركيا، وعليهم ان يتوقفوا عن ارسال شبّان ومقاتلين من الشمال الى سوريا للقتال مع المعارضة، لان لبنان غير قادر على تحمّل الحرب بين الجيش النظامي السوري والمعارضة السورية المسلحة.
ثم ننتقل الى صيدا والبقاع الغربي، وقد اصبح البقاع الغربي وصيدا مركزاً للأصولية بامتياز، وواضح ان العميد وسام الحسن عقد اتفاقاً مع الشيخ احمد الأسير وهو يدفع له شهرياً اموالاً مقابل ان يتحرك الشيخ أحمد الأسير تحت عنوان انه الشيخ الذي يطالب بحقوق أهل السنّة، وبذلك يكون وسام الحسن قد خلق حالة شيخ سنّي ضد الشيعة. وعندما نسمع تصريحات الشيخ احمد الأسير وقيامه بشتم سلاح المقاومة، وشتم السيد حسن نصرالله والرئيس بري، والاساءة اليهما وشتم الرئيس بشار الأسد ونظامه، نعرف تماماً ان الكلام ليس من عنده، بل ان هذا الكلام هو من عند وسام الحسن، بالتنسيق وبالطلب مع الخليج ومع المخابرات الاميركية.
لا بدّ من وقف هذا المخطط الخطير ووقف جعل لبنان بلداً مذهبياً، ووقف اعتبار ان قوة الزعيم هو في المذهب الذي ينتمي اليه، فسعد الحريري كان زعيماً وطنيا فأصبح زعيما سنيا يعمل على المذهب السني كي يكون قوياً وفي ذات الوقت يقوم بتحريك السنة في لبنان مع السنّة في سوريا، وهذا خطر كبير على لبنان، كما ان اشتراك سعد الحريري بتمويل المعارضة السورية، وكذلك قيام العميد وسام الحسن بتسليح وتجنيد الاصوليين والسلفيين في طرابلس وعكار والمنية والضنية وصيدا وبيروت والبقاع الغربي هو امر خطير جداً، لأنه لم يحصل في تاريخ لبنان، ولا في تاريخ اي اجهزة أمن، ان يقوم مدير مخابرات، او مدير فرع معلومات بلعب دور مذهبي لطائفته واعتبار اهل السنة هم الأساس، ووضع كل امكانيات جهاز المعلومات بتصرف خطة المذهب السني. في حين ان على العميد وسام الحسن ان يعود الى لبنانيته، ان يعود الى لبنان، ان يعود الى مؤسسة قوى الامن الداخلي، وأن يعمل ضمن القوانين وفي اطار سياسة الحكومة، لان الحكومة قالت انها ابتعدت عن المشكل السوري الداخلي، ولذلك فيجب على وسام الحسن ان ينفذ سياسة الحكومة وهو عدم اللعب مذهبياً وجمع أهل السنّة تحت عنوان تعصّب وتجميع شبكات من الأصوليين من آخر عكار حتى البقاع الغربي.
نقول لسعد الحريري ووسام الحسن، عليكما العودة الى لبنان، للتفكير بمصلحته. وقد اصبح الوضع لا يطاق لأن سعد الحريري جالس في السعودية وفي باريس ووسام الحسن جالس في الخليج واميركا وينفذان مخططاً صعباً وخطيراً ويؤدي بلبنان الى عدم الاستقرار ووقوع لبنان في خطر كبير. لذلك فوراً يجب ايقاف هذه اللعبة الخطيرة والمسيئة الى لبنان. فهل يستطيع سعد الحريري الخروج من المخطط الاميركي - الصهيوني - الخليجي؟ الجواب كلا لا يستطيع. وهل يستطيع العميد وسام الحسن الخروج من التزلّم بوكالة المخابرات الاميركية؟ والجواب كلا.
لذلك على حزب الله ان يخفف علاقته مع ايران الى حد كبير، وان يلعب دور الاستقرار الداخلي كي لا يبقى سعد الحريري يضع حجة ايران ويقوم بتخريب لبنان والتخلي عن لبنان اولاً، وابدال ذلك بأهل السنّة والسلفيين والأصوليين أولاً. ويجب توقف لعبة وسام الحسن الامنية عن توزيع الاموال الى السلفيين والاصوليين وتسليمهم اسلحة لان خطة وسام الحسن ان تحصل اشتباكات بين السنّة والشيعة في لبنان سيؤدي الى تدمير لبنان تدميراً كاملاً.