بعد صمود الأسد... هل يحضّر جنبلاط للحظة تخلِّ جديدة؟

بعد صمود الأسد... هل يحضّر جنبلاط للحظة تخلِّ جديدة؟
2012-10-10 12:52:47

هي من المرات النادرة التي يكتفي فيها رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط بالحديث عن الشأن اللبناني في موقفه الأسبوعي لجريدة "الأنباء" التي تصدر عن الحزب التقدمي الإشتراكي دون التطرق إلى الموضوع السوري، أو أي من المواضيع العربية، والإقليمية ما طرح عدة تساؤلات حول أسباب إعتكاف النائب اللبناني عن تناول الموضوع السوري رغم التطورات السياسية، والميدانية التي تمر فيها دمشق.
جنبلاط الذي كان قد وجه إنتقادات غير مسبوقة إلى ميليشيا الجيش السوري الحر عقب إحتراق اسواق حلب القديمة معتبرا "ان المسؤول أيضاً عن إحراق مدينة حلب إضافة إلى النظام هو بعض الكتائب المستحدثة في المعارضة السورية،. والبعض أيضاً من تلك الكتائب والذين يدعمونهم قد لا يبالون بدورهم لتراث مدينة حلب وآثارها الحضارية والتاريخية القديمة" وصف في وقت سابق عناصر المجموعات المسلحة بالثوار الذين يسيرون وليس على صدرهم قميص، ووصل به الأمر إلى حد التنبؤ بأن هؤلاء سوف يحررون العالم بعد تحريرهم سورية".
مصادر مطلعة على مواقف جنبلاط الأخيرة أشارت لعربي برس إلى "ان الزعيم الإشتراكي ادرك في الفترة الأخيرة انه يسير وسط حقل الغام، لأنه لم يستعيد حتى الآن ثقة الأصدقاء القدامى رغم العشاء الباريسي الذي جمعه بزعيمهم، وحلفائه في الحكومة لم يعودوا يتخذوا مواقفه على محمل الجد بل اصبح حسابهم معه يتم بمبدأ القطعة، لذلك اصبح البيك الجنبلاطي وسطي الهوى مكرها رغم توقه الدائم إلى إتخاذ مواقف متطرفة لا تقبل التأويل".
المصادر تؤكد "أن خفوت حماسة جنبلاط في مواجهة النظام السوري يتعلق بأسباب محلية، وإقليمية، وعربية، فمحليا وجد الرجل ان الفريق الذي يناوئ النظام السوري لن يتردد في تحجيمه إنتخابيا إذا ما تمكن من تمرير مشروع الدوائر الصغرى للقانون الإنتخابي الذي طرحه، وبالتالي لا يزال هذا الفريق حاقد على إنعطافة جنبلاط الشهيرة التي تسببت بإسقاط حكومة رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، رغم كل المواقف التي إتخذها نائب الشوف ضد النظام السوري "مضيفة" رئيس جبهة النضال ما زال يعوّل على السير في قانون الستين، وهو ارسل اكثر من إشارة إلى حزب الله بأنه مستعد للسير في تحالف معه ، وإدارة ظهره لسعد الحريري لأنه على يقين ان أصوات المستقبل الإنتخابية في قضاء الشوف لن تصب في مصلحة رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب في أسوأ الإحتمالات".
الأوضاع الميدانية في سورية ساهمت ايضا في فرملة مسيرة جنبلاط بحسب المصادر "إذ ان الجيش العربي السوري ما زال قويا رغم مرور اكثر من سنة ونيف على بدء الأزمة، ويعمل على بسط سيطرته في اكثر المناطق سخونة، ولا يمكن التعويل على قدرة المعارضة على الصمود، وذلك نتيجة تفككها، وتشرذمها، كما لا يمكن إغفال التصاريح الأميركية التي طالبت قطر، والسعودية بوقف إمداد ميليشيا الجيش الحر بالسلاح"متابعة" الموقف التركي صدم جنبلاط كثيرا فمن كان يتابع كلام اردوغان عن الخطوط الحمراء كان يعتقد ان الرجل سيعمل على التحرش بالنظام السوري تمهيدا لفتح جبهة معه، إلا ان الأيام اثبتت ان السوريين بادروا إلى جس نبض الأتراك بإسقاطهم لمقاتلتين حربيتين، وقصفهم لمناطق التركية، ولم تأت افعال اردوغان على قدر كلامه، لا بل أن الرئيس السوري نجح في تكريس إنقسام عميق بين الحكومة التركية، والمعارضة التي يمثلها حزب الشعب الجمهوري".
يبقى موضوع زيارة المملكة العربية السعودية، وزيارة ملكها الشغل الشاغل لجنبلاط بحسب المصادر فعلى الرغم من إعلان التوبة لم تشرّع المملكة ابوابها لزعيم المختارة الذي على ما يبدو ملّ طول الإنتظار، وسيعيد بكل تأكيد دراسة حساباته فموضوع تأخير إستقبال الملك عبد الله لم يعد متعلقا بفترات النقاهة التي ياخذها الملك بين حين، وآخر، وإنما بأمور قد تساهم في إقلاق جنبلاط مستقبليا".
تختم المصادر بالقول "كحال الجميع جنبلاط ينتظر لإنجلاء غبار المعركة القائمة في سورية، فكل الإحتمالات واردة بما فيها لحظة تخل جديدة قد يبوح جنبلاط بسرّها إذا ما رأى ان النظام السوري يسير نحو حسم الأمور لصالحه".