إصابة قيادي بمليشيا الحر ومقتل داعية تكفيري بريف حلب ..وبالغوطة الشرقية الجيش يدك ..مواقع المسلحين -

مع توارد أنباء عن عمليات للجيش العربي السوري في ريف حلب أسفرت عن إصابة قيادي في ميليشيا الجيش الحر ومقتل شيخ معروف بفتاواه التكفيرية، استمرت الاشتباكات مع المجموعات المسلحة في أكثر من موقع في غوطة دمشق الشرقية، ودكت وحدات الجيش مواقع المسلحين بمختلف أنواع الأسلحة كما استخدمت سلاح الجو لقصف تجمعاتهم، ما ألحق بهم خسائر فادحة.

وفي التفاصيل، علمت «الوطن» من مصادر أهلية أن عمليات الجيش العربي السوري وبموجب معلومات استخباراتية حساسة طالت تجمعين لمسلحي حلب في الريف ضم الأول قيادي في ميليشيا الجيش الحر والثاني شيخ معروف بفتاواه التكفيرية بعد أن تسللا إلى المحافظة في مسعى لتوحيد ألوية الفصائل المسلحة المشتتة والمتناحرة وتقديم الدعم المسلح لهم.
وتحدثت الأنباء، التي لم يتسن لـ«الوطن» التأكد من صحتها من مصادر رسمية، عن إصابة القيادي في ميليشيا الجيش الحر بجروح بليغة منعته من الظهور في وسائل الإعلام المرئية في الأيام الأخيرة وعن مقتل الشيخ أو حرج حالته الصحية بعد الإصابة التي حالت دون إطلالته الفضائية أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
ووفق شهود عيان، تحدثوا لـ«الوطن» عبر الهاتف، فإن القيادي في ميليشيا الحر دخل عبر معبر السلامة في مدينة إعزاز قادماً من تركيا وقصد بلدة دارة عزة في 29 الشهر الفائت من خلال طريق حدودي التفافي داخل الأراضي السورية لحضور اجتماع ضم قادة 20 فصيلاً مسلحاً في محاولة لحل الخلافات وتقريب وجهات النظر فيما بينهم وتنسيق الجهود لإدارة معركة حلب بكفاءة عدا عن توزيع المعونات والمسروقات والاتفاق بشأن المقاتلين الأجانب الذين عزمت بعض الألوية على تصفيتهم.
وأفاد الشهود بأن غارة جوية، بناء على رصد دقيق لتحركاته من استطلاعات الجيش، دكت مكان الاجتماع مخلفة قتلى ومصابين يرجح أن يكون القيادي في ميليشيا الحر في عدادهم بدليل أنه متوار عن الظهور في أي من وسائل الإعلام منذ الغارة باستثناء تصريحين موجزين ويتيمين وربما مفبركين لجريدة عربية ولموقع إلكتروني بغية نفي إصابته.
أما الداعية التكفيري، والذي أفتى بجواز قتل مئة ألف من أبناء حلب في سبيل بسط المسلحين السيطرة عليها، فطاله أيضاً سلاح الجو في الجيش العربي السوري بغارة الأربعاء الماضي على بعد 2 كيلو متر من صوامع الحبوب قرب بلدة الخفسة على طريق عام حلب- الرقة بعد اجتماعه بقادة ألوية في مدينة منبج ومرافقته لشحنة أسلحة ضخمة تحت أكياس الطحين في 6 شاحنات مهداة إلى مسلحي حلب التي تسلل إلى ريفها من تركيا بهدف توحيد مراميهم وإقناعهم بنبذ خلافاتهم جانباً للحصول على الأسلحة عن طريق قطر والسعودية إثر تقارير إعلامية تحدثت عن توقف تدفقها عبر الحدود التركية بسبب التناحر والمشاجرات بين الفصائل على اقتسامها.
وتحدث الشهود من أبناء المنطقة عن فرض طوق أمني من المسلحين حول المكان الذي دمرت فيه القافلة، ما يدل على أن الداعية التكفيري إما مصاب بجروح خطيرة وبحالة حرجة وإما أنه قد فارق الحياة بدليل أن الصور أو مقاطع الفيديو «التذكارية» مع المسلحين لم تنشر أو تبث على قناته الفضائية أو على مواقع التواصل الاجتماعي، كما جرت العادة.
وأشارت المصادر إلى أن مساعي القيادي في ميليشيا الحر والداعية التكفيري لتوحيد ألوية مسلحي حلب في جبهة القتال باءت بالفشل لأن ولاءاتهم متنافرة ومصالحهم وأهدافهم متضاربة يصعب التوفيق بينها، الأمر الذي يبدو جلياً من خلال طريقة تعاطيهم مع مستجدات ساحة المعركة حتى إن التنسيق مع قيادة ميليشيا الجيش الحر في تركيا معدوم على الرغم من انضوائهم اسمياً تحت هذا المسمى، وهو ما أعرب عنه صراحة عبد القادر الصالح قائد «لواء التوحيد» الذي يشكل العمود الفقري لما يسمى «المجلس العسكري الثوري» في حلب في مقابلة عبر «السكايب» مع قناة الجزيرة القطرية أخيراً. من جهتها ذكرت وكالة «سانا» للأنباء أن وحدة من الجيش قضت على ستة مسلحين رماة قواذف آر بي جي وقناصين ودمرت مصنعاً للصواريخ اليدوية وسيارة نقل مصفحة بمن فيها من المسلحين وثلاث سيارات مزودة برشاشات دوشكا وسيارتي فان وتجمعاً لتدريب المسلحين في دوار الشعار. كما قضت وحدة من الجيش على عشرات المسلحين ودمرت خمس سيارات مزودة برشاشات دوشكا ومدفع هاون في خان الرسلان في كرم الجبل، في وقت تم إلقاء القبض على الإرهابي حميد مروان قصاب متزعم إحدى المجموعات المسلحة في حي السكري بعد إصابته بنيران وحدة من قواتنا المسلحة.
وفي غوطة دمشق الشرقية استمرت الاشتباكات مع المجموعات المسلحة في أكثر من موقع، ودك وحدات الجيش مواقع المسلحين بمختلف أنواع الأسلحة كما استخدمت سلاح الجو لقصف تجمعاتهم، ما ألحق بهم خسائر فادحة، وفق ما ذكرت مصادر أهلية لـ«الوطن».
وظلت المناطق الساخنة خلال الأيام الماضية في معظمها على حالها أي من محيط مدينتي دوما وحرستا والمزارع حولها باتجاه الشرق والجنوب أي من على محور دوما النشابية والبلدات الواقعة بينها مثل الشوفونية وأوتايا وحوش الصالحية وحزرما، وعلى المحور الآخر باتجاه عربين وجسرين ثم إلى مدينة المليحة ومن بعدها زبدين ودير العصافير وحتيتة التركمان وشبعا وحتى عقربا، وإلى الشرق من هذا الخط حول قرى بالا وبيت نايم وحرستا القنطرة وبزينة.
في حي الحجر الأسود تواصلت عودة الأهالي إلى منازلهم بعد تطهيره من المجموعات المسلحة رغم محاولات لمسلحين للتسلل إلى الحي ردتهم على أعقابهم عناصر الجيش المنتشرة على حواجز بمداخل الحي، بحسب ما ذكرت مصادر أهلية لـ«الوطن» أكدت أن الحياة بدأت تدب من جديد في أسواق وشوارع الحي، في حين ذكرت مصادر أهلية في حيي القدم والعسالي بدمشق أنه «سُمع أصوات اشتباكات بين ليل (أول) أمس».
كما تواصلت عودة الأهالي إلى قسمي التضامن الغربي والشرقي بعد تطهيره من المجموعات المسلحة، وإن سمع بين الحين والآخر أصوات إطلاق نار متقطع في القسم الشرقي من الحي.
وفي إطار ملاحقتها للمجموعات المسلحة صادرت الجهات المختصة كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة في منطقة خان الشيح والعباسية وزاكية بريف دمشق وقضت على عدد من المسلحين، وفق ما ذكرت «سانا».
وفي ريف الرقة دمرت وحدة من الجيش بحسب «سانا» سيارتين بمن فيهما وقضت على عدد من المسلحين بمدينة تل أبيض، في وقت صادرت وحدة من الجيش أربعة مدافع هاون وكميات كبيرة من الذخيرة وفككت 60 لغماً مضاداً للدبابات و18 عبوة ناسفة زرعتها المجموعات المسلحة على جوانب الطرقات في بلدة الكرك الشرقي بدرعا، في حين داهمت الجهات المختصة أحد أوكار المجموعات لمسلحة في قرية أبو بكر بريف الحسكة وألقت القبض على عدد من المسلحين وصادرت الأسلحة التي كانت بحوزتهم، في وقت قضت وحدة من الجيش على أربعة قناصين من جنسيات غير سورية بحي الموظفين في دير الزور.

سورية الآن - الوطن