الرستن تتحضر للثورة على المعارضة من أجل إستعادة مجدها الضائع

الرستن تتحضر للثورة على المعارضة من أجل إستعادة مجدها الضائع

لم ينم اهل مدينة الرستن المعارضين منهم منذ سماع خبر تنحية عبد الرزاق طلاس عن قيادة كتائب الفاروق، فالملازم اول المنشق يُنظر إليه على انه بطل افرزته الثورة السورية لم يتلكأ يوما عن اداء واجبه، ولكن كل ذلك لم يشفع له امام الهيئة السياسية لكتائب الفاروق التي أقالته بعد إعترافه امامها بتورطه في فيديو الفضيحة الجنسية، وادائه دور البطل فيه.
خبر تنحية طلاس، وتعيين ابو سايح الجنيدي مكانه تلقاه زملاء طلاس الثوريين في الرستن بكثير من الإمتعاض، فالرجل كان من اوائل المنشقين، إضافة إلى ان مدينته خرجت تهتف لدرعا في وقت مبكر من عمر الثورة، لذلك يعتبر السخط الذي يظهره معارضو المدينة مبررا، ويذهبون بعيدا في تحليلهم لقرار الهيئة السياسية لكتائب الفاروق معتبرين ان ما جرى يعتبر محاولة أولى لتحجيم دور مدينة الرستن في الثورة.
صاحب القضية عبد الرزاق طلاس لم يعد يعرف مكانه بعد قرار إقالته بحسب بعض معارفه الذين كانوا علاقة لصيقة به، "فهو كان على علم بما يجري التخطيط له، وحاول إيجاد مخرج يرضي الجميع إلا ان الهيئة السياسية كانت مصرة على تقديم رأسه إلى المقصلة، فحاول توجيه ضربة إستباقية عبر الإعلان عن تشكيل الفيلق الأول في خطوة هدفت إلى إعادة خلط الأوراق لكن سفن طلاس لم تجر وفق ما تشتهيه رياح القيادة".
يقول احد المتضامنين مع طلاس "معارضو الرستن الذين كانوا اول من حمل السلاح اصبحوا اليوم في مرمى نيران المتسلقين على ظهر الثورة، من هي الهيئة السياسية لتأخذ هكذا قرار، وأين كان أقطابها يوم دافع طلاس، وابناء الرستن عن احياء حمص ببسالة في وقت هرب فيه ابناء الحي الأصليين، وما هو الذنب الذي إرتكبه عبد الرزاق ليصار إلى محاولة تهميشه بهذه الصورة البشعة"، مضيفاً" هناك قيادات في الثورة تعمل وفق أجندات النظام السوري، وتحاول سحب البساط من تحت اقدام قائد كتيبة الفاروق خاصة، وعائلة طلاس، أبناء الرستن عامة".
الإنتقادات التي يوجهها معارضو الرستن لا تقف عند حدود الهيئة السياسية، بل تصل إلى الشيخ عدنان العرعور الذي يبدي ابناء الرستن عليه عتبا كبيرا لأنه لم يتحرك أقله حتى الوقت الحالي للتضامن مع إبنه المدلل كما كان يقول، فكما هو معروف يدين عبد الرزاق بالولاء إلى الشيخ العرعور، والأخير لم يحرك ساكنا بعد، ولم يبد اي تعليق سلبي، أو إيجابي على قرار إزاحة الملازم اول المنشق.
"الرستن تتحضر لإنتفاضة عارمة قد تطيح بمستقبل الثورة في حال لم تعد الهيئة السياسية لكتائب الفاروق عن قرارها" هذا بإختصار ما يشيره إليه أحد الناشطين الذي يعبر عن غضبه من التصرفات الكيدية التي ينتهجها بعض مدعي قيادة الثورة، فقد أثرنا الصمت يوم إنشق مناف طلاس على الكلام الذي قيل بحقنا من اننا إنتهازيين، ووصوليين، أما ان يصل الموضوع إلى حد المساس بعبد الرزاق فهذا امر إن سكتنا عنه، فلا نعرف ماذا يخبئون لنا غدا، سكتنا في الماضي خوفا على مصير الثورة، ولكننا اليوم لم نعد نآبه لشيء، أيعقل ان تهان كرامتنا ايام دولتنا، ونحن في ايام عز النظام كنا الصخرة الراسخة التي تتكسر عليها جميع المؤامرات".
بالمقابل يلفت أحد المعارضين من آل فرزات إلى ان الصراع الخفي بين آل طلاس، وآل سعد الدين على زعامة الجيش الحر في المنطقة الوسطى هو السبب الرئيسي في تنحية طلاس عن مهامه، فلا يخفى على احد ايضا التنافس بين عبد الرزاق طلاس، والعقيد قاسم سعد الدين الذي توجّه إليه أصابع الإتهام بالوقوف خلف قرار الهيئة السياسية لكتائب الفاروق، كما انه لعب دورا كبيرا في منع نشر خبر عزل طلاس من قيادة كتائب الفاروق على صفحة تنسيقية مدينة الرستن على موقع التواصل الإجتماعي(فايسبوك) من اجل عدم إظهار أي تعاطف مع قضية الملازم اول المنشق".

عربي برس--مفيد الديك