توقيف شيخ سلفي لبناني ينذر بمواجهة قادمة بين المؤسسة العسكرية وهيئة علماء المسلمين في لبنان

توقيف شيخ سلفي لبناني ينذر بمواجهة قادمة بين المؤسسة العسكرية وهيئة علماء المسلمين في لبنان
2012-10-02 05:51:38

جواد الصايغ-عربي برس
يبدو أن هيئة علماء المسلمين في لبنان قد إنجرفت عن مسارها الدعوي تمهيدا للدخول في مواجهة مفتوحة مع المؤسسة العسكرية، وتحديدا مع مديرية الإستخبارات في الجيش اللبناني، بعد إقدام عناصر من الإستخبارات على إعتقال الشيخ حسن علي في بلدة كامد اللوز البقاعية.
وفي التفاصيل التي حصل عليها موقع عربي برس من مصادر متابعة للقضية ذكرت ان هيئة علماء المسلمين في لبنان التي يرأسها الشيخ حسن قاطرجي تعرضت لضربة معنوية كبيرة في البقاع، إثر إقدام الإستخبارات اللبنانية على إعتقال أحد أبرز رموز الهيئة في بلدة كامد اللوز"، مضيفة"ان الشيخ متهم بتهريب الأسلحة إلى سورية، والإتجار بها، ولولا وجود أدلة ثابتة على تورطه لما أقدمت مديرية الإستخبارات على دهم منزله، وتوقيفه".
المصادر أشارت إلى ان الشيخ قاطرجي عمل" فور سماعه بخبر توقيف الشيخ علي على إجراء إتصالات بمسؤولين كبار في الدولة اللبنانية من أجل الإفراج عن الشيخ المعتقل تحت طائلة التهديد بالخروج إلى الشارع، ولكنه طلبه لم يلق اذانا صاغية، فإكتفت الهيئة بإصدار بيان شديد اللهجة تضمن تهديدا بأن حادثة الإعتقال لن تمر مرور الكرام".
وأعلنت الهيئة في بيانها ﺭﻓﻀﻬﺎ "ﺭﻓﻀﹰﺎ ﺘﺎﻤﹰﺎ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺒﺎﻋﺘﻘﺎل ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺤﺴﻥ ﻋﻠﻲ ﻤﻥ ﺒﻠﺩﺓ ﻜﺎﻤﺩ ﺍﻟﻠﻭﺯ ﺍﻟﺒﻘﺎﻋﻴﺔ"، ﻤﺴﺘﻨﻜﺭﺓ "ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻬﺞ ﺍﻟﺭﺴﻤﻲ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻨﻲ ﺍﻟﻤﺘﻤﺎﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨ ﹼﻜﺭ ﻷﺒﺴﻁ ﺍﻷﺼﻭل ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﻀﺭﺓ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ، ﻭﺍﻟﻤﺼﺭ ﻓﻲ ﻤﺎ ﻴﺒﺩﻭ ﻋﻠﻰ ﻤﺤﺎﺒﺎﺓ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻷﺴﺩﻱ ﻭﻟﻭ ﻋﻠﻰ ﺤﺴﺎﺏ ﺃﻤﻥ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﻜﺭﺍﻤﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻨﻴﻴﻥ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ". ﻭﺍﻜﺩﺕ ﺍﻥ "ﻫﺫﺍ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎل ﺍﻟﺨﻁﻴﺭ ﻴﻤﺜل ﻤﻔﺘﺎﺤﹰﺎ ﻟﻠﺘﻭﺘﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﺜﻘﻴل"، "ﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻥ "ﺘﻌﻭﺩ ﻋﻥ ﺨﻁﺌﻬﺎ ﻓﻭﺭﹰﺍ ﻭﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﻋﻥ ﺍﻟﺨﻁﺄ ﻓﻀﻴﻠﺔ".
ﻭﻗﺎﻟﺕ "ﻨﺯﺩﺍﺩ ﻏﻀﺒﹰﺎ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻬﺞ ﻤﻊ ﺴﻤﺎﻋﻨﺎ ﺃﺯﻴﺯ ﺍﻟﻁﻴﺭﺍﻥ ﺍﻟﺤﺭﺒﻲ ﺍﻷﺴﺩﻱ ﻭﻫﻭ ﻴﺭﻤﻴﻨﺎ ﺒﻨﻴﺭﺍﻥ ﺤﻘﺩﻩ ﻓﻲ ﻋﺭﺴﺎل، ﻭﻤﻥ ﻫﺩﻴﺭ ﻤﺩﺍﻓﻌﻪ ﻭﻫﻲ ﺘﻠﻘﻲ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺒﺤﻤﻤﻬﺎ ﺍﻟﻐﺎﺩﺭﺓ ﻓﻲ ﻭﺍﺩﻱ ﺨﺎﻟﺩ، ﻭﻨﺘﺴﺎﺀل ﻫل ﺘﻌﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻁﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺴﻴﺎﺴﺘﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺘﺘﺨﺎﺫل ﻋﻥ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻤﻭﺍﻁﻨﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻋﺘﺩﺍﺀﺍﺕ ﺤﻠﻴﻔﻬﺎ ﺍﻷﺴﺩﻱ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻨﻔﺴﻪ ﺘﻤﺎﺭﺱ ﺍﻀﻁﻬﺎﺩﻫﻡ ﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﻤﺴﻭﻍ ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ ﺃﻭ ﺃﺨﻼﻗﻲ؟".
وﺍﻀﺎﻓﺕ: "ﺇﺫ ﺘﻘﺩﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﻘﺎل ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺤﺴﻥ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﻭﻏﺔ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﹰﺎ ﻭﻻ ﺃﺨﻼﻗﻴﹰﺎ، ﻭﺇﺫ ﺘﻌﺎﻤﻠﻪ ﻗﻭﺍﻫﺎ ﺍﻷﻤﻨﻴﺔ ﺒﻭﺤﺸﻴﺔ ﻓﺘﻘﻭﻡ ﺒﻀﺭﺒﻪ ﻭﺇﻫﺎﻨﺘﻪ ﻓﻲ ﻤﻨﺯﻟﻪ ﻭﺃﻤﺎﻡ ﺃﺴﺭﺘﻪ، ﻭﻫﻭ ﺃﻋﺯل، ﻓﺈﻨﻬﺎ ﺘﺭﺴل ﺭﺴﺎﻟﺔ ﺴﻭﺩﺍﺀ ﻤﻔﺎﺩﻫﺎ ﺃﻨﻬﺎ ﻻ ﺘﻘﻴﻡ ﻭﺯﻨﹰﺎ ﻟﺤﺭﻤﺔ ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻥ ﻭﻻ ﻟﻜﺭﺍﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ، ﻓﻬﻲ ﺘﻘﺘل ﺸﻴﺨﹰﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎل ﻭﺘﻬﻴﻥ ﺸﻴﺨﹰﺎ ﺁﺨﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻘﺎﻉ!". ﻭﺍﻜﺩﺕ "ﺍﻨﻨﺎ ﻟﻥ ﻨﺘﺭﻙ ﻟﻤﺨﺎﺒﺭﺍﺕ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﺃﻥ ﺘﻌﺘﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺃﻱ ﺒﻘﻌﺔ ﻤﻥ ﻟﺒﻨﺎﻥ، ﻭﻨﻀﻊ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻨﻜﺭﺍﺀ ﻀﻤﻥ ﺴﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻤﺭﺘﻜﺒﺔ ﺒﺤﻕ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺒﺩﺀﹰﺍ ﻤﻥ ﺍﻏﺘﻴﺎل ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎل ﺇﻟﻰ ﺍﻋﺘﻘﺎل ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺤﺴﻥ ﻋﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻘﺎﻉ ﻭﺍﻟﻠﺫﻴﻥ ﻋﺭﻓﺎ ﺒﻤﻭﺍﻗﻔﻬﻤﺎ ﺍﻟﺩﺍﻋﻤﺔ ﻟﻠﺸﻌﺏ ﺍﻟﺴﻭﺭﻱ ﻓﻲ ﺜﻭﺭﺘﻪ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻜﺔ". ﻭﺫﻜﺭﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻨﻴﺔ ﺒﺄﻥ "ﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺤﺭﻤﺔ ﻭﺤﺼﺎﻨﺔ ﻭﻤﺭﺠﻌﻴﺎﺕ ﺩﻴﻨﻴﺔ ﻴﺠﺏ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻴﺔ ﻗﻀﻴﺔ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﻬﻡ"، ﻤﺴﺘﻐﺭﺒﺔ "ﻤﺎ ﺘﻌﺘﻤﺩﻩ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻨﻴﺔ ﺘﺤﺕ ﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﻨﺄﻱ ﺒﺎﻟﻨﻔﺱ ﻤﻥ ﺘﻘﺼﻴﺭ ﻋﻥ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻤﻭﺍﻁﻨﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀﺍﺕ ﺸﺒﻪ ﺍﻟﻴﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﻬﺎ ﺠﻴﺵ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻷﺴﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻠﻨﺎ ﺨﺼﻭﺼﹰﺎ ﻓﻲ ﻤﻨﻁﻘﺘﻲ ﻋﺭﺴﺎل ﻭﻭﺍﺩﻱ ﺨﺎﻟﺩ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻴﺨﺸﻰ ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﺍﺴﺘﻤﺭﺕ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻟﻬﺎ ﺘﺩﺍﻋﻴﺎﺕ ﺸﻌﺒﻴﺔ ﻏﻴﺭ ﻤﺴﺒﻭﻗﺔ".
ﻭﺍﻋﺘﺒﺭﺕ ﺃﻥ "ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻨﻴﺔ ﺒﻔﻌﻠﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﻁﺌﺔ ﻫﺫﻩ ﺘﺘﻨﻜﺭ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻭﻋﻠﻤﺎﺌﻬﻡ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ، ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻨﺤﻥ ﻨﻭﺍﺼل ﺠﻬﻭﺩﻨﺎ ﻟﺤﻠﺤﻠﺔ ﻤﻠﻔﺎﺕ ﺍﻟﺘﻭﺘﻴﺭ ﻭﺍﻟﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺇﻗﻔﺎﻟﻬﺎ ﺒﺎﻟﺤﻜﻤﺔ ﻭﺍﻟﺼﺒﺭ، ﻭﻓﻲ ﻁﻠﻴﻌﺘﻬﺎ ﻤﻠﻑ ﺍﻟﻤﻭﻗﻭﻓﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺘﺠﺯﻴﻥ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺨﺎﺭﺠﻪ ﺘﻔﺎﺠﺌﻨﺎ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎل ﺍﻟﻅﺎﻟﻡ ﻭﺍﻟﻐﺎﺩﺭ لواحدٍ من إخواننا العلماء العاملين في البقاع".