الإسلام ... عظمة الدين الذي لا يعرفه الإخوان والسلفيون

الإسلام ... عظمة الدين الذي لا يعرفه الإخوان والسلفيون

سأتخلى هذه المرة عن شهوتي في الكتابة رغما عني، لا لشيء إلا لأن في مصر حكام أصبحوا يكرهون الكلمة الصادقة والأصوات الحرة، فئة مصابة بسعار السلطة ولديها استعداد أن تبيع آخر مافي روحها من ضمير، حتى تتربع على عرش مصر. والله العظيم إن هذه التصرفات الهوجاء والحمقاء لا علاقة لها بالإسلام، الذي من حق أي شخص أن يختاره أو يرفضه، ومن حق أي إنسان أن يكون له الحق في اختياره والتعبير عنه لم يفكر الأخ مرسي والإخوة السلفيون في بدائل عن "الشحاتة" بشروط ربوية حرمها الإسلام. هذه كلمات جعفر بن أبي طالب أمام النجاشي، كلمات غضة طرية متعطرة بالمباديء والضمير، فقط أريدكم أن تقرؤوها مرة واتنين وتلاتة ... ثم انظروا إلى سلوك الإخوان والسلفيين ثم احكموا أنتم إلى أي دين ينتمون؟

كلمة جعفر بن أبي طالب إلى النجاشي:

يقول جعفر بن أبي طالب للنجاشي أيها الملك، كنا قومًا أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، يأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً نعرف نسبه وصدقه، وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنة، وأمرنا أن نعبد الله وحده, لا نشرك به شيئًا، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام. ثم عدد عليه أمور الإسلام.. ثم قال - فصدقناه وآمنا به، واتبعناه على ما جاء به. فعبدنا الله وحده, فلم نشرك به شيئًا، وحرمنا ما حرم علينا، وأحللنا ما أحل لنا، فعدا علينا قومنا، فعذبونا وفتنونا عن ديننا ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله، وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث، فلما قهرونا وظلمونا، وشقَّوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا, خرجنا إلى بلدك، واخترناك على من سواك، ورغبنا في جوارك، ورجونا ألا نظلم عندك أيها الملك. الرسول استنجد بملك الحبشة المسيحي رجل الضمير.
والإخوان بأمريكا بلد المصالح والاستغلال والحروب
جماعة مستضعفة عندما أحبت أن تستقوى استقوت برجل "الضمير" وليس برجل السلطة والسيادة، انتبهوا محمد ص لم يأمر أصحابه أن يذهبوا إلى كسرى أو قيصر بل بالعكس كان الرسول فيما بعد أرسل لهم رسل تدعوهم إلى الدين الجديد، ولكن قال لهم اذهبوا إلى النجاشي فالرعية لا تظلم عنده، وعندما سمع النجاشي كلامهم أمن عليه، وهل هناك رجل ضمير في العالم يستمع إلى هذا الكلام ولا يؤمن عليه؟ أستمع إلى هذا الكلام وأعجب على هذه السلوكيات ذاتها التي يمارسها للأسف المسلمون في بلادنا للملحدين، الاعتداء بالضرب والشتائم ووصلت إلى حد التعدي على الأهل.

الوليد ين عبد الملك وحسن البنا السلطة على حساب الدين

هناك موقف آخر من ملك دولة خلطت الدين بالسياسة لمصالحها وهي الدولة الأموية، وهي صفات مشابهة جدا لصفات حسن البنا، ولكن العرب قديما كانوا واضحين كحد السيف، فقد كان الوليد بن عبد الملك طويلا، كثير الشعر، وفقيه وناسك ويكتب الشعر ، مثل حسن البنا الذي ابتدأ حياته شاعرا ثم حرق ما كتب، وكان يلقب بن مروان بحمامة المسجد، وقد قيل لعبد الله بن عمر ، ابن ثاني خلفاء المسلمين وراوي أحاديث عن الرسول وشهير بتشدده الأخلاقي وزهده، من نسأل بعدكم؟ قال لهم بن عمر : إن لمروان ابنا فقيها فسلوه. هذا الرجل عبد الملك بن مروان عندما بويع للخلافة، في رواية شهيرة، كان يقرأ القرآن فأغلقه وقال: هذا آخر عهدي بك، وفي رواية أخرى قال:هذا فراق بيني وبينك.فأي السلوكين أقرب إلى أخلاق وفكر جماعة الإخوان والسلفيين؟ إنه لمن المخزي أن يستقوي الإسلاميون في مصر على أهلها بالأمريكان والصهاينة.في النهاية وجب أن أشهد شهادة ضمير أن الدين الإسلامي بعيد تماما عن السلوكيات المنحرفة والعقول المنغلقة للجماعات التي تستقوي بأمريكا وإسرائيل وتطلب ودهم، في حين تنتقد وأحيانا تسب وتهيج الناس على مسيحيي مصر وعلمانييها وملحديها، وأختم مقالي هذا بآية أعتقد أن الإخوان والسلفيين نسوها أو تناسوها
"دْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ".