وثائق العربية المزعومة حول تورط روسيا وإيران في الأزمة السورية تزوير للحقائق وفبركة ليست بالجديدة

وثائق العربية المزعومة حول تورط روسيا وإيران في الأزمة السورية تزوير للحقائق وفبركة ليست بالجديدة

دام برس – متابعة : بهاء نصار خير

قبل عدة أيام شُغلت العربية وكما عادتها بمسألة وثائق مُسربة ادعت بأنها تُؤكد تورط روسيا وإيران في الأزمة السورية. وثائق ليس الأولى من نوعها التي تُطبل وتُزمر لها العربية كما عادتها. في دليل على تغطية خيبات الأمل التي يُعاني منها المُسلحون والمعارضة السياسية في الخارج التي تدعمهم. فالمعارضة الخارجية التي تطورت خلافاتهم السياسية إلى خلافات على الأموال وتقسيم الحصص فيما بينهم, يخرجون دائماً بأشياء تُغطي على فضائحهم بوثائق مُفبركة يُطلون بها علينا بين الفينة والأُخرى. كان آخرها وثائق سخروا لها من التغطية الإعلامية الكثير علها تُلحق جزءً مما يُخططون له من كذب وافتراء. وما إن ظهرت هذه الوثائق حتى يستطيع المطلع العادي أن يتبين صحتها من خطئها لما تحمله من إسلوب ركيك حتى في صياغتها. فإن كانت كما يقولون وثائق سرية جداً. فهل تُكتب الوثائق السرية بهذا الشكل؟ وفي فترة كهذه التي تمر بها سورية مع احتمال ولو كان بسيطاً لوقوعها بين يدي أطراف معارضة. فما هو سري لا يُكتب بتلك الطريقة المفضوحة. وما هو سري يُكتب بطريقة بأنه حتى لو افترضنا وقوعها بأيدي أطراف أخرى فلن تستفيد منها شيئاً. ولن تُشكل أي دليل ومستمسك. وقد ذكرت مصادر خاصة لصحيفة المنار المقدسية بأن الوثائق التي نشرتها قناة العربية وادعت بأنها صادرة عن أجهزة استخبارية سورية وتثبت مدى التورط الروسي والإيراني في الأزمة السورية، هي وثائق مزيفة والمعلومات التي وردت فيها معلومات مفبركة، وأضافت تلك المصادر أن ما نشرته قناة العربية السعودية هو امتداد لما نشرته صحيفة سعودية قبل عدة أسابيع عندما نسبت تصريحا مفبركا إلى نائب وزير الخارجية الروسي، وقامت بعد النفي الروسي بفبركة تسجيل ادعت انه يعود لنائب الوزير الروسي. وكشفت الدوائر عن أن دائرة مختصة تابعة للاستخبارات السعودية بقيادة بندر بن سلطان تدير حربا نفسية وإعلامية ضد النظام والمجتمع السوري، ومن بين أفرادها خبراء أجانب في هذا المجال، هي التي تقف وراء تلك المعلومات التي يتم تسريبها عبر وسائل الإعلام السعودية بين الحين والآخر. وترى الدوائر أن الهدف من هذه التلفيقات السعودية تسهيل مهمة الحكومة التركية برئاسة طيب اردوغان في تبرير استمرار تركيا في دعم المسلحين بهدف إسقاط النظام في سورية ومنح الذريعة المناسبة لحكومة حزب العدالة والتنمية للادعاء بأن حرب إسقاط النظام السوري هي حرب تركيا أيضاً، ومحاولة لتبرير هجمات تركية ضد الأراضي السورية.
الدوائر أشارت إلى أن أي دائرة تحليل استخباري مهما كانت متواضعة الكفاءة والخبرة، يمكنها أن تلمس وبوضوح زيف الوثائق التي ادعت "العربية" أنها حصلت عليها. لكن الشريحة المستهدفة من هذا "التلفيق" الإعلامي ليست دوائر استخبارية أو مؤسسات الدول التي وردت أسماؤها في تقرير "العربية" وإنما المواطن العادي في تركيا الذي بات يتساءل عن سبب هذا التورط غير المبرر في الأزمة السورية.
فحزب العدالة والتنمية يتمنى محيطا عربيا يسيطر عليه الإسلام السياسي، لان مثل هذا المحيط سيسهل عليه مهمته التي بدأها منذ سنوات وهي تحويل المجتمع التركي العلماني إلى مجتمع إسلامي يدعم تلقائيا حزب العدالة والتنمية الإسلامي في أية تحديات داخلية مستقبلية.
كل تلك الوثائق وما يُطلقون عليها بالمستمسكات المادية باتت تُشكل مدعاة للضحك عند من لديه عقل ومطلع تمام الاطلاع. فلو نظرنا إلى الصورة ككل ومن جميع الجهات لرئينا بأن ما يصفونه تدخلاً وتورطاً روسياً في الأزمة السورية قالوه سابقاً مراراً وتكراراً فما إن تُصرح روسيا بأنها ضد التدخل الأجنبي وأنها تقف إلى جانب سورية, حتى تبدأ زخات التصريحات من هنا وهناك على مسرح العربية والجزيرة. ولكن ما بات واضحاً لا يحتمل الشك هو الموقف الثابت من الأزمة السورية والذي تُبديه دول عرفت أين الحق وما الهدف من كل تلك الهجمة. وأيقنت بأن أي تغيير أو تبدل وتراخٍ في المواقف لهو باب صغير من الممكن أن يدخل منه أعداء الإنسانية لخلق ليبيا وعراق آخر ولكن هذه المرة على الأرض السورية التي ستبقى سوريةً لا تُدنسها أقدام الغرباء.

» وثائق الهاكرز تؤكد تورط «اسرائيل» وبعض الدول العربية بالحرب على سورية
» وثائق وكيليكس تكشف معظم أسرار الأزمة السورية
» المندوب الروسي لدى الناتو لا يستبعد ازدياد تورط الحلف في الأزمة السورية
» المندوب الروسي لدى الناتو لا يستبعد ازدياد تورط الحلف في الأزمة السورية
» هكذا فضحت صحيفة قطرية وثائق "العربية" التي تتهم المخابرات السورية بحريق فيلاجيو!