مناورات أميركية في مياه الخليج، ودول تشارك بسرية، فالبعض لازال يخجل من اقتران اسمه باسم الكيان الاسرائيلي فيما يجاهر البعض الآخر كالسعودية وقطر بخدمتهم لمصالح هذا الكيان ووحدة الهدف والمصير.
في السادس عشر من أيلول / سبتمبر بدأت عشرات الدول، في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، مناورات بحرية قابلة سواحل البحرين وتدريبات عسكرية ضخمة على إزالة الإلغام.
وتنطوي المناورات البحرية على سلسلة من التقنيات، بمشاركة السفن، والطائرات، والغواصات، وفرق الغوص المتخصصة في "التخلص من الذخائر المتفجرة"، وتمتد على نحو أسبوعين للتدرب على التقنيات المضادة للألغام.
ويقول الجيش الأمريكي ان هذه التدريبات "دفاعية" بشكل صارم، ولكن يصعب تجاهل استعراض القوة هذا، في ظل التهديدات الإيرانية لزرع ألغام في مضيق هرمز.
وقد روجت الولايات المتحدة لفكرة أن أكثر من 30 دولة تشارك في المناورات، لكن شبكة CNN علمت أنه حتى الآن، فإن ثلثي هذه الدول لا تريد أن تكون مشاركتها علنية، في حين سترسل نحو ست دول فقط سفنا من أجل هذه العملية.
وقد استنكرت اللجنة التنفيذية العليا لحماية الوطن ومجابهة التطبيع مشاركة قوات عسكرية من «الكيان الصهيوني» في المناورات الجارية في مياه الخليج العربي. وطالبت «مجابهة التطبيع» في بيان لها الدول العربية والإسلامية المشاركة في المناورة بالانسحاب إذا لم يتم استثناء «الكيان الصهيوني» من هذه المناورات. ونددت اللجنة في بيانها برضوخ أمريكا للضغوط الصهيونية بالاستجابة لمطلب اعتبار القدس بشقيها الشرقي والغربي عاصمة دولة الكيان الصهيوني خلافاً لكل القرارات الدولية السابقة. وطالب البيان الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بتحرك نشط للتراجع عن هذا القرار والتأكيد على أن القدس مدينة محتلة شأنها شأن الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة.
وعلى صعيد الهدف من هذه المناورات فالعنوان المعلن "مكافحة الألغام في مياه الخليج"، إلا أن مايدور في الخفاء يشير الى رغبة أميركية في إحكام قبضتها على قواعدها العسكرية و"السياسية" الحاكمة في الخليج
أفادت صحيفة THE WORLD TRIBUNE الأمريكية، أن المناورات التى تقودها الولايات المتحدة الأمريكية فى مياه الخليج، تهدف إلى ضمان التحكّم والسيطرة على منطقة الخليج تحسبًا لوقوع حرب مع إيران.
ويقر نائب رئيس تحرير صحيفة الرياض يوسف الكويليت أن قرار حكومته بيد الاميركي والاسرائيلي، متجاهلا طبول الحرب التي تقرعها العاصمة الرياض من خلال مقالات الكويليت وما يبثه إعلامها. وجاء في مقاله الذي تناول المناورات الاميركية الاسرائيلية الخليجية.
دعونا من التفسيرات التي تتحدث أن هذه الاجراءات احترازية أو ضغط مباشر على إيران، وأن العملية تجري وفق عمل روتيني، لكن اختيار التوقيت والمكان ينزعان إلى أن الرئيس أوباما يريد أن لا يصنف على الحمائم في المواقف الصعبة، وكما صرحت دوائر البيت الأبيض أن جميع الخيارات مفتوحة أمام امتلاك إيران السلاح النووي بما في ذلك التدخل العسكري، وإسرائيل التي طالما استغلت الظروف والفرص الأمريكية في الوقت الحرج، تدفع بكل قواها توجيه ضربة عسكرية لمنشآت إيران النووية، ومع أن أمريكا فضلت إعطاء الدبلوماسية حقها الكامل، فقد تصبح خياراتها ضيقة إذا ما لعب الزمن لصالح انتاج سلاح نووي إيراني وعندها لابد من المواجهة مهما كانت النتائج..
لا أحد يتكهن بما يدور بالأروقة السرية، ومع أن الدول المطلة على الخليج لا تتمنى أزمات كالتي حدثت في الحرب العراقية - الإيرانية، ولا احتلال الكويت، إلا أن القضية خارج إرادتها طالما الأمر يتعلق بمصالح وأمن دول عظمى، هي من تختار اتجاه سياساتها وتقرير ما تريد.
السلطات الايرانية لا تعير هذه المناورات اهمية خارج اطار الحرب النفسية، لكن دول الخليج المشاركة يرونها السبيل الوحيد لنجاتهم من مخاوفهم او بالاحرى نجاتهم من الايران/فوبيا، وفي المقابل تدرك الولايات المتحدة حجم خوفها الذي نقلته الى دول مجلس التعاون من الجار الايراني لتقدم لهم العلاج عبر الايحاء بجاهزية هذه الدول وتفوقها العسكري في أي مواجهة يزجهم بها الكيان الاسرائيلي، لكن الحقائق تشير إلى صفقات سلاح منزوعة الفاعلية بناء علي الشروط الاسرائيلية، فهل ستصمد هذه الاسلحة في ساحات حرب حقيقية بعيدا عن نجاحها في المناورات وألعاب الفيديو؟.