«داعش» ترتكب أكبر مجزرة في التاريخeفاطمة سباهي – (خـــاص) الخبر برس
بعد دخول مقاتلي الفتح (المكون من جبهة النصرة وحركة احرار الشام الإسلامية وجند الأقصى وفصائل اخرى) الى ادلب اقدموا على تدمير تمثال “إبراهيم هنانو” حيث قام المقاتلون برمي تمثاله على الأرض ومن ثم الدوس على رأسه، وذلك بحسب صور انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعية.
إبراهيم هنانو من مواليد بلدة كفر تخاريم في ريف محافظة إدلب غربي حلب، درس الحقوق في اسطنبول، وشارك في العديد من المؤتمرات والندوات المناوئة للفرنسيين، ويعتبر ابراهيم هنانو من أهم الرموز الوطنية في التاريخ السوري، حيث كان من قادة الثورة ضد الاحتلال الفرنسي، وشارك بمعارك عديدة ضد الفرنسيين، وشغل مناصب سياسية عدة في سوريا خلال حياته، كما تعرض للسجن وعدة عمليات إغتيال على يد القوات الفرنسية لنشاطاته الثورية والتحررية في سورية ضد الفرنسيين، ودوره البارز في تنمية الشعور الوطني وإبرازه لدى السوريين.
وكان تنظيم “داعش” ارتكب أولى جرائمه بحق التاريخ حينما دمر تمثالي الشاعر العباسي أبي تمام والموسيقار عثمان الموصلي بالجرافات.
وقام التنظيم بعد سيطرته على مدينة الموصل بتدمير ما يقارب 100 قطعة أثرية تضم وثائق نادرة تعود للحضارات البابلية والسورية والسومرية والعباسية وتم تهريب بعض المحتويات وبيعها وتم تدمير قلعة تاريخية هامة في العراق تسمى قلعة ” تل عفر” عبر تفخيخها ونسف معظم أبراجها وأسوارها القديمة، فضلا عن نبشها بحثا عن الآثار الموجودة في الموقع ونهبه.
وتقع ” تل عفر” على بعد 70 كيلومترا غرب مدينة الموصل مركز محافظة نينوى وهي بقايا مدينة آشورية قديمة كانت تسمى “عشتار” هذا وتم تفخيخ مرقد النبي يونس ونسفه بالكامل أمام جمع من الناس، وفي العام الماضي التقطت الاقمار الصناعية صورا لمدينة الصالحية تظهر اثار ثقوب جراء النهب والحفريات غير الشرعية التي قام بها تنظيم داعش، وتعد مدينة الصالحية من المدن القديمة التي تقع على ضفاف نهر الفرات في سوريا وتعتبر مدينة ماري التي تقع في الضفة الغربية من النهر من المناطق الاثرية التي تم نهبها من قبل داعش حيث يعتقد ان مدينة ماري التابعة لمحافظة دير الزور مأهولة بالسكان منذ القرن الخامس قبل الميلاد، كما تعرض موقع تل الشيخ حمد، المعروف بمدينة «كاتليمو» الآشورية، الذي تعرضت آثار الهيكل الآشوري للدمار.
وتم تدمير 3 مواقع مدرجة على لائحة التراث العالمي دمرت النسيج العمراني لمبانيها في قرى البرة وعين سبل وعين لاروس التي تعود إلى الفترة البيزنطية الواقعة في شمال سوريا.
أما مدينة بصرى، التي تعرف كذلك باسمها العثماني بصرى أسكي شام «الشام العتيقة»، والتي تعد من أغنى المواقع في الشرق الأوسط في ما يخص التنظيم المدني الروماني، فقد هلكت مبانيها من إرهاب “داعش” ولم تسلم المباني الدينية أيضاً، ففي دير صيدنايا البطريركي، الأقدم منه الذي يعود الى عام 574، وهو الذي يعتبر من أقدم الأديرة المسيحية المأهولة في العالم.
كما تضرر الجامع الأموي في درعا، وهو من أقدم المباني الإسلامية في سوريا، إذ جرى بناؤه في الأعوام الأولى للفتح الإسلامي بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب، وسرق تمثال ذهبي لإله آرامي الذي يعود الى القرن الثامن ق.م ويعدّ رمزاً من رموز سوريا.
لكل بلد خصائصه التاريخية، وما يختلف بينها هو الغنى في المواقع الأثرية من جهة، والحضارات التي سكنت كل بلد من جهة ثانية، تعرف سوريا بأرض الحضارات، فهي كانت معبراً منذ فترة ما قبل الاستيطان، الذي أظهرت الحفريات الأثرية أنه بدأ على أرضها الممتدة على ضفاف الفرات، وقد عرف الإنسان التطور في حياته ومسكنه في سوريا، ففيها أولى المدن في العالم وفيها ممالك وحضارات خاصة بها، من إبلا إلى ماري، ومن أوغاريت إلى تدمر وهكذا دخلت سوريا تاريخ البشرية من بابه العريض، كما أن امتدادها الجغرافي أعطاها غنى فريداً هو الآخر.
ففي سوريا مواقع سومرية، وأخرى آرامية وفينيقية ورومانية وبيزنطية، وهي في الأساس أرض الأمويين، وعليها ترك الصليبيون أكبر قلاعهم. حتى اليوم خسرت سوريا كل هذه الحضارات على يد الإرهاب المتطرف الإخواني الوهابي المدعوم من دول الخليج وامريكا واسرائيل دعما ماليا وعسكريا وتدريبا.
ارهابيون لا شفقة فيهم ولا رحمه في قلوبهم متطرفون لا يعرفون قيمة التاريخ ولا قيمة هذه الحضارة، ثقافتهم وحضارتهم وعقيدتهم هي القتل والتدمير والسرقة ولكن سوريا كانت وستبقى رغما عنهم ورغما عن أسيادهم عاصمة التاريخ عاصمة الثقافة عاصمة الحضارة.
(مقالات الخبر برس)