ذبح 70 عائلة شيعيّة لبنانيّة في الإماراترشا – (خاص) الخبر برس
«الإمارات ترحّل ٧٠ عائلة لبنانيّة، غالبيّتهم من الطائفة الشيعيّة بعد إعطاءهم مهلة ٢٤ ساعة لمغادرة البلاد».
هذا الخبر ليس بالجديد على الساحة اللبنانيّة، فقبل ٣ أعوام تمّ ترحيل عائلات لبنانيّة، وقد تواصلنا مع أحد المبعدين وقتها، ويدعى «ط.خ» الذي روى لنا كيف أبعد، حيث تمّ الاتصال به من قبل جوازات الشارقة وطلب منه الحضور وإحضار جوازه بتاريخ ٢٤-٣-٢٠١٢، ولكنّه لم يذهب في المرة الأولى، فاتصلوا به مجدّدًا وهددوه «إذا ما بتجي، نحنا منجيبك» عندها اضطرّ للذهاب وأحضر معه جوازه، فأعطوه مهلة أسبوع لمغادرة البلاد.
«ط.خ» كان قد أمضى ١٨ عامًا في الشارقة باحثًا عن رزقه، وكان يملك معمل رخام. غادر الشارقة تاركًا وراءه «شقاء عمره» وقد قدرت خسائره بحوالي مليون درهم، أي حوالي ٣٠٠ ألف دولار.
عائلة ثانية جنوبيّة تمّ ترحيلها، هي عائلة أم علي وزوجها وأولادها الأربعة؛ غادرت مدينة العين «أبو ظبي» بعد تلقّيها اتصالًا في شهر أيار ٢٠١٢، وإبلاغها بضرورة مغادرة البلاد بعد أسبوع، ومع أنّ العام الدراسي كان يشارف على الانتهاء، فقد رفض الأمن تمديد فترة البقاء أسبوعًا إلى حين انتهاء العام والحصول على إفادات مدرسيّة.
لقد أمضت عائلة أم علي ١٨ عامًا في الإمارات، عادوا جميعًا إلى لبنان تاركين جنى العمر، حتى تعويض الزوج الذي كان يعمل في مستشفى حكوميّ، لم يحصلوا عليه.
إذًا قرار الترحيل هذا ليس الأول، فقد تمّ ترحيل مئات العائلات ذات الغالبيّة الجنوبيّة، من دون أن تحرّك الدولة اللبنانيّة ساكنًا، أو حتى تتخذ موقفًا يرجع للدولة هيبتها، بعد أن نسيت دولة الإمارات أنّ هؤلاء المرحّلين هاجروا إليها قبل ١٨ عامًا حينما كان لبنان ينفض غبار الحرب الأهليّة، وبينما كانت معظم القرى الجنوبيّة تحت جبروت الاحتلال الإسرائيليّ، حيث أسسوا وأعطوا الإمارات ما أمكنهم من جهد وتعب وإنماء اقتصاديّ.
هذا الإبعاد القسريّ شكّل صدمة لهذه العائلات بعدما تركوا وطنهم، وراهنوا على مستقبل أفضل في دولة الإمارات، التي باتصال واحد ومن دون إعطاء مبررات أو أسباب طالبت برحيلهم عن أراضيها، ومن دون صرف أي تعويضات للعائلات التي أفنت سنين عمرها هناك.
السؤال الآن: هل ستتحرّك السلطات اللبنانيّة في إجراءات مشابهة لتعيد كرامة المواطن اللبنانيّ؟ وهل ستحصل الدولة عبر قنواتها الدبلوماسيّة على تعويضات لهذه العائلات؟!
(مقالات الخبر برس)