بين رسائل و عرائض الأمريكيين و حسم إيران في العراق .. واشنطن في تخبط و إرباك

[rtl]بين رسائل و عرائض الأمريكيين و حسم إيران في العراق .. واشنطن في تخبط و إرباك[/rtl]

بين رسائل و عرائض الأمريكيين و حسم إيران في العراق .. واشنطن في تخبط و إرباك Iiiii-20150312-172055

تقرير : رئبال مرهج

" إن رسالة أعضاء الكونغرس تدل على إنهيار الأخلاق السياسية في النظام الأمريكي " ، ها هو الرد الإيراني على رسالة الأعضاء الجمهوريين في الكونغرس يأتي سريعاً ، و هذه المرة من رأس الهرم السيد علي الخامنئي ، كاشفاً الخداع الذي يتبعه الطرف المقابل وعادته في الطعن من الخلف .
السيد علي الخامنئي و في رده الواثق كشف حجم نفاق و إرتباك السياسة الأمريكية التي تعاني من إنعدام خططها و تخبطها في إتخاذ القرارات السياسية الإستراتجية بعد فشلها السياسي والعسكري في إعادة رسم خرائط المنطقة كما تريد و تشتهي اللوبيات الإسرائيلية المتغلغلة داخل كبرى قوى الأحزاب السياسية المقررة في الولايات المتحدة الأمريكية
إذ يرى بعض المراقبين أن الرسالة التي وجهت من قبل بعض أعضاء الجمهوريين في الكونغرس إلى القيادة الإيرانية تكشف عن العلاقة بين هؤلاء الأعضاء و رئيس الحكومة الإسرائيلية " نتنياهو" و التعاون فيما بينهم للتدخل في سياسة الرئيس الأمريكي "أوباما" تجاه إيران ، كما ينظر لها بإعتبارها تضع الروابط السياسية بين نتنياهو والجمهوريين فوق العلاقات الثنائية بين إسرائيل والولايات المتحدة .
الديمقراطيون، عرَابو الإتفاق النووي المرتقب مع إيران ، إستنهضوا كل الهمم للدفاع عن قرارهم مستندين على العريضة التي وقعها أكثر من 160 ألف شخص على موقع البيت الأبيض تحثه على ملاحقة 47 من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين بتهمة الخيانة لأنهم وجهوا رسالة إلى القادة الإيرانيين و مشككين بإلتزام بلادهم بإتفاق نووي محتمل مع إيران .
أوباما الذي يسعى لتحقيق إنجاز ما يعطي حزبه دفعاً إضافياً قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة العام القادم ، وجد في العريضة سبباً مقنعاً لإدانة رسالة الجمهوريين التي جاوزت المائة ألف موقع و هو الرقم الذي عادةً يتجاوب مع مضمونه البيت الأبيض .
العريضة التي أعتبرت أن أعضاء مجلس الشيوخ وبينهم ثلاثة مرشحين محتملين إلى الرئاسة في 2016 إرتكبوا خيانة عبر إنتهاك قانون لوغان لعام "1799" والذي يمنع على المواطنين التفاوض مع حكومات أجنبية من دون تصريح ، كشفت عن كبر حجم التباين الداخلي في رسم إستراتيجية السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية و عمق الخلافات بين القوى السياسية الكبرى في واشنطن ،و ما تثيره من جدل لن ينتهي ربما قبل الإنتخابات الرئاسية القادمة ، التي يبدو أن أسلوب التعامل مع إيران و الإتفاقيات المتوقع إنجازها معها ، ستكون أحد أهم العوامل في تحديد نتائجها و مصيرها.
نجاح إيران و حلفاءها في شرق المتوسط ، في إتباع سياسة الحكمة و الصبر في يد و القوة في يد أخرى ، تسبب بخلافات داخلية و خارجية للسياسة الأمريكية ، لا بل كشف أيضاً عن عمق الإرتباك الأمريكي في التعامل مع القضايا والأزمات الخارجية و التي سببتها واشنطن بنفسها طيلة العقد الماضي .
ولا يتوقف تخبط واشنطن على صعوبة إقرار الإتفاق النهائي النووي مع إيران ، بل يتعداه إلى تناقض سياستها في زعمها محاربة الإرهاب الذي يمثله تنظيم داعش في سوريا و العراق ، فبعد تشكيلها الحلف الدولي و ترؤسها لقيادته في حربه "المفترضة" ضد داعش ، ها هو رئيس أركان القوات الأمريكية " مارتن ديمبسي " يكشف قلقه من دعم إيران لقوات الحشد الشعبي العراقية التي تقاتل التنظيم الإرهابي ، واذ به يعترف بنفاق الولايات المتحدة الأمريكية في تعاملها مع التنظيم ، بعد توارد الإنتصارات التي يحققها الجيش العراقي و القوات الحليفة له و بعد مشاركة أقوى الجنرالات الإيرانيين و دعم العشائر العربية "السنية " للقوات المشتركة ، الذي جاء مخالفاً لتوقعات و أمنيات "ديمبسي" من " استفزه " سرعة إنتصارات و تحرك القوات المشتركة في تحريرها للأراضي العراقية من براثن داعش الإرهاب .
ليبدو جلياً صدق الموقف الإيراني ووفاءها بوعودها و إلتزاماتها ، سواء الدولية منها بخصوص ملفها النووي أو في دعمها للحكومات العراقية و السورية في حربها ضد المجموعات الإرهابية ، بينما تكتفي واشنطن بالثرثرة من دون فعل ، فتقع فريسة نفاقها و إرتباكها السياسي ، ليندفع وزير خارجيتها جون كيري للتذرع في عدم قدرة أمريكا على إنهاء داعش بأن ذلك يتطلب تفويضاً جديداً لإستخدام القوة العسكرية ضد التنظيم، عله يعطي أوباما مصداقية أكثر بين حلفاءه و غطاء سياسي يساعده في تنفيذ وعوده .
مشروع التفويض الجديد الذي تمت مناقشته في مجلس الشيوخ الأمريكي يعطي صلاحية الحرب على داعش من دون أي قيود جغرافية حيث أكد كيري أن مدة الثلاث سنوات التي حددها المشروع ستضمن بالتأكيد هزيمة تنظيم داعش في العراق و سوريا .
فهل هذا المشروع الذي قدمته إدارة اوباما يأتي كإستغفاراً لها بعد كشف نفاقها في محاربة الإرهاب و محاولتها اللحاق بإيران التي طبقت الكلام بالفعل ؟ ، أم أنه تبرير جديد الهدف منه رفع حظوظ الحزب الديمقراطي في النجاح بالإنتخابات الرئاسية المقبلة بعد تعالي الأصوات المنتقدة لتباطؤ واشنطن في حربها ضد داعش ؟

» واشنطن بين إيران وإسرائيل – كتب ناصر قنديل
» بين مماطلة أمريكا و إبتزاز حلفاءها .. إيران تحسم في العراق
» رسائل أوباما الداعشية إلى العراق
» واشنطن ارسلت رسائل تهديد دموية لدمشق عبر وزيرة خارجيته
» إيران تهدد بضرب "داعش" داخل العراق