تخبط مملكة الحجاز في اليمن ... إلى مسقط در

[rtl]تخبط مملكة الحجاز في اليمن ... إلى مسقط در[/rtl]

تخبط مملكة الحجاز في اليمن ... إلى مسقط در %D9%8A%D9%85%D9%86-20150308-170618

تقرير : رئبال مرهج

لطالما كانت دولة اليمن الهاجس الأكبر للمملكة السعودية ، فعلى الرغم من إهتمام مملكة الحجاز ببلاد الشام كعمق و نفوذ إقليمي يحسب لها ، فإن إهتمامها باليمن ينبع من أهميتها إجتماعياً و إقتصادياً و جيو سياسياً في التأثير على حكم الأمراء في صحراء الحجاز
فدائماً ، تحاول السعودية منع أي قوة أجنبية من بناء قواعد تأثير لها في اليمن لأن من شأن ذلك أن يؤثر على الأحداث في اليمن وشبه الجزيرة العربية ككل وتفضل لو كانت كل الأنظمة في شبه الجزيرة ملكية وأن تكون علاقتها باليمن كعلاقتها بالإمارات الصغيرة على الخليج العربي .
ربما هذا ما يفسر التخبط الذي تعيشه المملكة هذه الأيام نتيجة سيطر أنصار الله الحوثي المدعومين من إيران على عاصمة اليمن صنعاء في الأشهر الأخيرة ، ففي رحلتها في إبتداع نقاط قوة تمكنها من الدخول في مواجهة مع إيران في اليمن ، قامت المملكة بدعم إعلان الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي في العدول عن الإستقالة و الفرار إلى عدن حيث أعلن منذ أيام قليلة إعتبارها عاصمة للبلاد .
الإعلان الذي سخر منه الحوثيون و أعتبروه غير ذو قيمة ولا شرعية له ، فقال "علي ابوحليقة " رئيس اللجنة الدستورية في مجلس النواب أن إعلان الرئيس عبدربه منصور هادي عدن عاصمة لليمن ليس له أي وجه دستوري وقانوني ، وأنه و في حال صح هذا القرار ، فأنه يتوجب محاكمة الرئيس هادي بتهمة الخيانة العظمى ، كون ذلك يعد خرقاً واضحاً للدستور ، الأمر الذي دفع رئاسة الجمهوية اليمنية بنفي ماتردد في بعض وسائل الإعلام من أن الرئيس المستقيل منصور هادي قد أعلن عدن عاصمة لليمن لأنه يعلم جيداً ان ذلك يتطلب تعديلاً دستورياً ، مبررين نشر القرار الملغى بأنه ردة فعل على الأصوات النشاز التى تدافع عن الحوثيين وميليشياته أثرسيطرتهم على العاصمة صنعاء .
المراقبون يربطون إنسحاب هادي و العدول عن قراره نتيجة الزيارة الاخيرة لوزير الخارجية الامريكي جون كيري الى السعودية و ما يحمله من نصوص الإتفاق النووي مع إيران و نصحه حكام المملكة بالحوار مع الحوثيين للوصول الى نتيجة إيجايبية توقف الفوضى في الخاصرة الجنوبية للمملكة ، خاصة مع تمدد نفوذ القاعدة في جنوب اليمن ، الأمر الذي دفع الولايات المتحدة الامريكية الى الإمتناع عن نقل سفارتها إلى عدن حيث ثقل الرئيس الفار منصور هادي .
و مع توارد أنباء عن فرار وزير الدفاع السابق اللواء محمود الصبيحي ووصوله إلى عدن قادماً من صنعاء ، تتوضح الخطة السعودية أكثر و ذلك بالإعتماد على بقايا ألوية الجيش و بعض القيادات منفردة لتشكيل قوة موازية للحوثيين للبدء في مواجهة قد لا تكون متكافئة .
و بناء على هذا الخيار تحاول المملكة تعزيز أوراقها بالتحالف مع القائد العسكري علي محسن الأحمر الذي يسعى لقيادة حرب في محافظات اليمن الجنوبية ضد محافظات الشمال وحركة أنصار الله معتمداً على نفوذه ضمن القبائل اليمنية ، الشئ الذي يتطابق مع سياسة السعودية الدائمة في اليمن التي تعمل على إضعاف الحكومة المركزية بأي شكل من الاشكال والإعتماد على مشايخ قبائل متنفذين لعرقلة مركزية الدولة و هذا ما اكده "غريغوري غوس " مدرس العلاقات الدولية في جامعة فرمونت بأن قال أن حكومة مركزية قوية في اليمن تعني إنهاء استقلالية القبائل وتمكين الحكومة من تحسين أنظمة الدخل وبالتالي قطع الاعتماد الإقتصادي على السعودية وهو ما لا تريده الرياض . فكيف اذا كانت القوة المركزية في صنعاء قد أصبحت بيد الحوثيين المقربون من إيران
المراقبون للوضع اليمني و تعقيداته يؤكدون أن محاولة السعودية الأخيرة ستمنى بالفشل ، حيث لم تستطع إلى الأن أن تشكل قوة مكافئة لقوة حركة أنصار الله و بالتالي فأن مصير تحركاتها هو التراجع و الذهاب إلى حوار مع الحوثيين في مسقط عاصمة إيران التفاوضية و ذلك من أجل تقسيم النفوذ حسب مراكز ثقل القوى الحقيقية في البلاد ، الأمر الذي سيلقى دعم المجتمع الدولي الذي يستعد و من بوابة الإتفاق النووي للإعتراف و الإقرار بقوة إيران و مدى نفوذها و إعتبارها الدولة الأقليمية الاقوى في المنطقة .

» مملكة بلا ملك ..وملك بلا مملكة .. ابن ملك السيفيليس.. بقلم نارام سرجون
» آل سعود من عزكم في ذل اليمن إلى ذلكم في عز اليمن
» محور المؤامرة على سورية في تخبط وارتباك
» من هو «حزب الله الحجاز» أو السعودي؟
» تخبط تركي وأميركي مع الفشل في سورية - غالب قنديل