الشمال السوري.. من سارع أولاً بإعلان ساعة الصفر؟هشام الهبيشان -
بخبر متوقع اعلنت كل من وزراتي الخارجية الامريكية – التركية ,البدء بوضع أللمسات ألاخيرة لمشروع تدريب المعارضة السورية في معسكرات خاصة بتركيا والسعودية وقطر وبمرجعية أمريكية -فرنسية،والتي ستتم على ثلاث مراحل , ومن هنا نستطيع أن نقرأ بوضوح أن القوى الاقليمية والدولية وخصوصآ تركيا،، قد عادت من جديد لتمارس دورها في اعادة صياغة ورسم ملامح جديده لاهدافها واستراتيجياتها المستقبلية بهذه الحرب المفروضة على الدولة السورية بكل اركانها، وما هذا التطور ألاجزء من فصول سابقة، عملت عليها المخابرات والاستخبارات التركية منذ عدة سنوات فهي عملت على أنشاء وتغذية وتنظيم صفوف المجاميع المسلحة المعارضة للنظام السوري وخصوصآ بشمال وشمال غرب سورية، وقد كانت الحدود التركية المحاذية للحدود السورية شمالآ، هي المنفذ الوحيد لمقاتلي هذه المجاميع، فهذه الحدود المحاذية للحدود السورية كانت ومازالت المنفذ الاكبر لتجميع وتنظيم صفوف هذه المجاميع المسلحة على اختلاف مسمياتها في سورية، وكل ذلك كان يتم بدعم أستخباراتي ولوجستي أمريكي-تركي.
فبعد أن تيقن ألامريكان من حتمية توسع حلفهم الامريكي -العربي الذي نشأ حديثآ وبفترة زمنية قصيرة، لمحاربة تمدد تنظيم داعش، بدأت مبكرآ دوائر صنع القرار ألامريكي تبحث عن وجوه جديدة لهذا الحلف،، فبعد تأكيدات حكومية، فرنسية -بريطانية -كندية ، على الاشتراك بهذا الحلف لضرب تنظيم داعش بسورية ولكن بمراحل متقدمة وليس بهذه الفترة تحديدآ،، لزيادة الضغوط الحكومية على برلمانات هذه الدول لاعلان موافقتها على اشتراك دولها بالحرب بسورية،،ومن هنا فواشنطن الان تسعى لحشد اكبر عدد من الحلفاء بصفها بالمرحلة المقبلة لهذا الحلف،، وهي تعلم أن بنك أهدافها طويل بالمنطقة ،، فهو لايتوقف عند الحدود السورية بل سيتعداها ليعبر البحر الابيض المتوسط الى بحر قزوين وابعد من ذلك أيضآ،، ولهذا فمازال ساسة وجنرالات واشنطن يضغطون بقوه بهذه المرحلة على ساسة أنقرة تحديدآ لتوسيع حلفهم واشراك اطراف كثر فيه،، فهم ألأن يسعون قدر ألامكان على أبقاء أنفسهم بموقف الطرف الاقوى بهذا العالم،، وانهم هم القطب الاوحد بهذا العالم،، فاسقاط سوريا يعني محاصرة روسيا،، واسقاط قوى المقاومة اللبنانية و “بعض” الفلسطينية يعني محاصرة ايران،، ومن هذا الباب لنقس على باقي البلدان التي سيطولها بنك الأهداف الامريكي بمراحل متقدمة من مشروع امريكا الجديد بالعالم.
ومع زيادة مسار ضغوط ساسة وجنرالات واشنطن على أنقرة ,,وجدت أنقرة أن هذه الفرصة هي الفرصة ألانسب لتوسيع نفوذها ألاقليمي ,, فتركيا الدولة ألاقليمية الصاعدة و بقوة،، والساعية ألى زيادة تمدد مشروعها بالمنطقة،وجدت بمبادرة واشنطن نحوها ,,فرصة ثمينة لها لتوسيع مشروعها هي ألاخرى,, ومن هنا نقرأ بوضوح مدى أرتباط ألمشروع ألاستعماري ألامريكي -مع ألاجندات التركية بالمنطقة وحقيقة التفاهم المشترك لرؤية كل طرف منهما للواقع المستقبلي للمنطقة العربية، وخصوصآ للحالة السورية والعراقية ، وبألاخص للحرب “الغامضة”التي تدعي أمريكا وتركيا وبعض حلفائها بالمنطقة أنهم يقومون بها لضرب تمدد تنظيم داعش.
فالحرب التي تدور اليوم بسورية ماهي ألا فصل من فصول طويلة تستهدف أولآ اسقاط الدولة السورية، ومعها قوى المقاومة اللبنانية والفلسطينية كهدف اول في هذه الحرب التي تستهدف بجملة ما تستهدف بنك اهداف طويل المدى يضرب من الشرق العربي الى الشرق الروسي الى الشرق الاسيوي الى جنوب القاره الامريكية ،، فهذه الحرب التي تدور محاورها اليوم فوق ألأراضي السورية بحجج محاربة كيان “داعش الهلامي” ،، ماهي ألا أولى فصول هذه الحرب ألاممية ،، التي وصفها الرئيس الامريكي باراك اوباما،، بأنها حرب طويلة قد تستغرق عقد كامل بل واكثر،، لأن بها بنك اهداف ولن يكون الوصول الى هذه الاهداف هو شيء يسير،، ومن هنا نقرأ أن المعركة طويلة وتتعدى الحدود السورية.
فما وراء الكواليس في أنقرة يظهر ان هناك مشروع تركي قيد البحث يستهدف القيام بعمل عسكري أرعن أتجاه ألاراضي سورية وبحجج واهية ما هي الى نوافذ لدخول محتمل للجيش التركي الى الاراضي السورية،، وأقامة مناطق عازلة ومناطق حظر جوي بأقصى الشمال السوري،، وكل هذا سيتم بحجج اعادة الاجئين السوريين الى وطنهم وتوفير مناطق آمنة لهم، وهذا مايتم بحثه ألان باروقة صنع القرار الامريكي أيضآ ،، ومن المحتمل أن توافق الأداره الامريكية،وتحت ضغط جمهوريي الكونغرس رغم “لاءات” اوباما المتكررة ، على المشروع التركي بأقصى شمال سوريا وبعض الاجزاء الشمالية الشرقيه منها،، كما ستمنحها الحق باقامة مناطق عازلة ومناطق حظر جوي بأقصى الشمال السوري ايضآ،وكل هذا متوقع بمطلع الربع الثاني مذ هذا العام ، وكل ذلك مقابل أشتراك الاتراك بالحملة ضد كيان “داعش الهلامي” بسورية، والاستمرارمع الامريكان بحربهم الطويلة بالمنطقة.
أخيرآ.. نقرأ أن أنقرة بعثت بكل رسائلها لكل الاطراف وخصوصآ للدوله السورية، بأن ساعة الصفر للتدخل بسوريا قد اقتربت،، وأن الامريكان سوف يوفرون لهم المظلة الشرعية والعسكرية لكل ذلك،رغم حديث اردوغان المتكرر عن وجود خلاف بين النظام التركي والادارة الامريكية حول سورية ,,ولكن هذا لايخفي حقيقة التنسيق المشترك بين البلدين بالشأن السوري تحديدآ ,, وبمقابل كل ذلك ردت الدولة السورية بان ساعة الصفر قد اعلنت بالشمال السوري وبحلب تحديدآ ,,وان جميع مشاريع انقرة –واشنطن –باريس ,,سيتم وأدها بحلب ،ومن هنا فان المرحلة المقبلة ,تحمل العديد من التكهنات والتساؤلات حول تطور الاحداث على الجبهة الشمالية السورية ,,التي اصبحت ساحة مفتوحة لكل الاحتمالات ,,والاسابيع الثلاث المقبلة على الارجح سوف تحمل المزيد من الاحداث المتوقعة وغير المتوقعة ميدانيآ وسياسيآ على هذه الجبهة تحديدآ ……
(كاتب وناشط سياسي – الاردن)