رسائل سرية للبغدادي تكشف.. هكذا فاوضت الأردن «داعش» على الكساسبةلم تتكشف خيوط المقابلة المفاجئة التي خرج بها منظر “تيار السلفية الجهادية” في الأردن عاصم البرقاوي، المعروف بأبي محمد المقدسي، على شاشة تلفزيون محلي بعد إعلان الإفراج عنه رسمياً عنه بساعات قليلة يوم 5 شباط الجاري، وكشف فيها عن تفاوضه بشأن الطيار معاذ الكساسبة، الذي قتله تنظيم داعش حرقاً، إلّا في الأحاديث المغلقة لأنصار التيار الجهادي في الأردن مؤخرا، خاصة بعد فورة أنصار داعش ضد المقدسي عبر مواقع التواصل الاجتماعي ونشر مقاطع من تسجيلات صوتية توثق التفاوض حملت عنوان” كسر الصنم”.
ودون أيّ تردد، أكد قيادي مقرب من المقدسي ، صحة ما نشر من مقاطع صوتية مطلع الأسبوع الماضي، توثق سلسلة الاتصبكر البغداديالات التي أجريت للإفراج عن الكساسبة واستعادة ساجدة الريشاوي “كمصلحة شرعية،” كما ورد على لسانه.
ويقول القيادي المقرب من المقدسي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إنّ المقدسي أفرج عنه بالفعل قبل أسبوع من إعلان السلطات الأردنية رسميّاً ذلك، وتمّ نقله إلى غرفة عمليات تديرها أجهزة أمنية لإجراء الإتصالات مع داعش للتفاوض، وأن المقدسي كان “حريصاً على نجاح التبادل”، ويعتقد أنه تم الإفراج عنه لدوره في الوساطة. وكشف المقدسي في اللقاء المتلفز عن رسائل رفعها عبر وسطاء إلى أبو بكر البغدادي وأبو محمد العدناني.
وبالرجوع إلى التسجيلات، تشير بالفعل إلى أنّ المفاوضات قد استغرقت عدة أسابيع قبل أن تنتهي بخذلان المقدسي، رغم ما تضمنته من هجوم وتهكم على المقدسي واتهامه بالعمالة للمخابرات الأردنية والأميركية.
ويعزز التسجيل فرضية قتل “داعش” للكساسبة قبل بدء عملية التفاوض، حين يذكر المقدسي للوسيط المفاوض أن الأردن قد أعاد تطبيق عقوبة الإعدام قبل أسبوعين (وهو تاريخ 21 كانون الاول 2014) قائلاً إنّ “هذه الأخت أصبحت تنتظر دورها”، وان الله أرسل مفتاح هذه الأخت وهو بأيديكم” في إشارة إلى ساجدة الريشاوي.
وكان “تنظيم الدولة” أعلن قتل الكساسبة في 3 شباط الجاري، في الوقت الذي أكدت فيه السلطات الأردنية مقتله قبل شهر من هذا الموعد، إذ وقع بيد “داعش” في 24 كانون الأوّل من نهاية العام الماضي.
CNN