اليوم الذي إنتصر فيه العبد الصالح…أحمد مطر – الخبر برس
في شباط عام 1979م أي منذ 36 عاماً كانت الدنيا غير هذه الدنيا.. خرج الأحرار والمستضعفين في بقعة مباركة من الأرض لينتفضوا على الظلم والإستبداد المتمثل بالشاه محمد رضا بهلوي، نعم.. إنها الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي غيرت بهذا التاريخ مجرى التاريخ وباتت أمثولة لكل أحرار الأرض.
الثورة الإسلامية في إيران كانت ثورة فريدة من نوعها بكل المقاييس وشكلت مفاجأة كبرى على مسرح الأحداث الدولية فهي ليست كالثورات المعروفة فهي لم تخرج من رحم أسبابٍ إعتيادية كالأزمات الإقتصادية، أو الهزائم العسكرية، أو عصيان الفلاحين، أو التمرد العسكري، وكأن شيئاً آخراً بعيدا كل البعد عن الأمور الطبيعية التي تُنشر في الصحف وتُذاع عبر الأثير وتُبث عبر الشاشات و”اللبيب من الإشارة يفهمُ”.
إذا أردنا الحديث عن الثورة الإسلامية في إيران بتفاصيلها، وعن مفجرها وقائدها روح الله الموسوي الخميني بما يمثل من كتلة إيمانية عرفانية فنحن بلا شك نحتاج الى بحر مداد لا ينضب، فثورة خرجت منذ 36 عاماً ولم تحيد عن المبادئ التي قامت عليها هي ثورة من السماء أرادها الله قبل البشر ليذخرها ليوم نحن فيه، يوم ينتصر فيه دمنا على سيوفهم، يوم يدافع فيه عباد الله الصالحين عن بيوتهم وأعراضهم، يوم يعتدي علينا الظالم فيه فننتصر.
فرار محمد رضا بهلوي
غادرت طائرة الشاه بهلوي باتجاه مصر، ودُمّرت خلال ساعات “كل رموز سلالة بهلوي”، وأُعلن حل البوليس السري (سافاك)، وأفرج عن السجناء السياسيين، ووعدت الحكومة، التي كان الشاه قد عين رئيساً لها قبل سفره، بانتخابات حرة وأمر الجيش بالسماح للمظاهرات الشعبية، ساعية لتحسين صورة الشاه لدى الجماهير المنتفضة.
بعد ان غادر الشاه محمد رضا بهلوي ايران، تسلم شاهبور بختيار رئاسة الحكومة واعلن عن تنفيذ إرادة الشعب الا ان الايرانيين كانوا قد حسموا خيارهم فهم يريدون آية الله الخميني قائدا لهم.
تحذيرات وتهديدات وجهت الى الإمام روح الله الخميني لعدم العودة إلا أن ذلك زاده اصرارا على العودة لربوع الوطن على الرغم من جميع المخاطر المحدقة والتهديدات بتصفيته خصوصاً أن الجيش والامن الشاهنشاهي كان ممسكا بالشارع وسط تظاهرات عارمة.
عودة الإمام روح الله الى إيران وأول إنشقاق في الجيش
في الاول من شباط وعند الساعة التاسعة وثلاثة وثلاثين دقيقة صباحا، حطت طائرة تابعة للخطوط الجويّة الفرنسية في مطار مهرباد وعلى متنها روح الله الموسوي الخميني وبعض القيادات التي كانت معه في المنفى.
الطائرة قدمت من من العاصمة الفرنسية باريس، وشكل وصول الامام الخميني مفاجاة للعالم ولحكومة الشاه التي هددت باسقاط الطائرة عند دخولها الاجواء الايرانية، الا ان ضباط سلاح الجو لم ينفذوا الأوامر وواكبوا طائرة الإمام الى المطار وهو ما شكل ضربة قوية لجهود تصفية الامام وسجل اول انشقاق كامل لقوة مسلحة حيث اعلن ضباط القوة الجوية الولاء للامام الخميني والثورة.
فور وصول الامام الخميني الى طهران كانت اضرحة الشهداء في بهشت زهراء أول محطة له ومنها اطلق خطابه الاول الذي وعد باسقاط حكومة بختيار وتشكيل حكومة يريدها الشعب، وبعدها عاش الايرانيون والقائد العائد عشرة ايام تحت حديد ونار حكومة الشاه حتى صباح الحادي عشر من شباط حيث اعلن بيان في الاذاعة الرسمية انتصار الثورة وسقوط الشاه وإنتصار العبد الصالح ومعه ملايين المؤمنين بالله ورسوله.
*كلمة الخبر برس