«إسرائيل» تنجو من كارثة أكبر في مزارع شبعايحيى دبوق – صحيفة الأخبار
لا تزال تداعيات عملية مزارع شبعا والمعادلات الجديدة التي ارستها المقاومة تتفاعل داخل القيادة السياسية والمؤسسة العسكرية الاسرائيلية، وفيما اعترفت اسرائيل بأن عدوان القنيطرة لم يعزّز الردع في مواجهة حزب الله، كشف تحقيق رسمي اجراه جيش العدو أن عدم تصفيح الآليات وسرعة خروج الجنود والضباط منها حالا دون كارثة حقيقية في عملية مزارع شبعا.
أقر وزير الامن الاسرائيلي موشيه يعلون بأن عملية الجولان لم تردع حزب الله عن مواصلة استعداداته لإقامة جبهة في مواجهة اسرائيل في هضبة الجولان. واوضح أن التقدير في اسرائيل بأن حزب الله سيحاول مواصلة جهوده في هذا المجال. ومع تأكيده أن عملية مزارع شبعا «باتت وراءنا»، اعترف بجدية الحزب في فرض معادلته، لافتاً الى أن «الاحداث ما زالت امامنا» مع ان الوضع هادئ حاليا.
وبرغم أن اعلان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عن سقوط قواعد الاشتباك السابقة أتى في سياق الرد على الاعتداءات الاسرائيلية، رأى يعلون أن «هذا الامر مرتبط بهم، وهم يحاولون انتاج معادلة اخرى».
في سياق متصل، كشف موقع «واللاه» العبري، نتائج تحقيق أجراه جيش العدو، وأفاد بأن الالية التي قتل فيها الجندي والضابط الاسرائيلي بصاروخ «كورنيت»، اطلقه حزب الله في مزارع شبعا قبل نحو 10 ايام، كان سيُقتل فيها 4 جنود لو أنها كانت مصفحة. وأوضح ان الصاروخ اخترق الالية من الجهة الاولى وخرج من الجهة الثانية وانفجر خارجها، مما أدى الى مقتل اثنين فيما جرح الاثنان الاخران اللذان كانا في المقعد الخلفي. ويقدر قادة الجيش، بحسب الموقع، بأن الصاروخ كان سيقتل بقية الضباط والجنود لو كانت الالية مصفحة، لأن القوة الانفجارية للصاروخ كانت ستبقى داخلها. ولفت الى أن سرعة خروج بقية الضباط من الاليات الاخرى منعت حصول كارثة أكبر بكثير مما حصل.
واضاف التقرير أن قائد الفرقة الـ91، العميد موني كاتس، المرابطة على الحدود مع لبنان، سيقدم نتائج التحقيق بشأن العملية الى قائد المنطقة الشمالية اللواء افيف كوخافي، التي ادت الى مقتل أمر السرية الرائد يوحاي كلنغل، والجندي الرقيب اول دور حاييم نيني. ونقل عن مصادر رفيعة في الجيش انه بعد أن يقدَّم التحقيق ونتائجه الى اللواء كوخافي، من الممكن أن يُطلب استكماله قبل نقله الى رئيس اركان الجيش بني غانتس. وسيجمل الاخير التحقيق ويتخذ قرارات تتصل بالادارة المهنية حول الحادثة. وبعد ذلك فقط سيجري تسليمه لعائلتي الجنديين القتيلين.
وفي ما يتعلق بعبور موكب الاليات التي استهدفها حزب الله في الطريق المكشوفة للصواريخ المضادة للدروع، لم ينته التحقيق حتى الان. وينقل التقرير عن جهات عسكرية تأكيدها ان شعبة الاستخبارات نقلت انذارا حول امكانية حصول عملية في المنطقة خلال مدى زمني قريب جدا، ردا على اغتيال عناصر حزب الله وضابط ايراني في القنيطرة، ولكن برغم ذلك، لم يُغلق الطريق الذي مرت عليه الاليات. وتعقيبا على التقرير، رأى الناطق باسم الجيش أنه «في نهاية التحقيق سيجري استخلاص العبر وبلورة الخلاصات المطلوبة». ويلفت التقرير الى أن قائد الكتيبة التابعة للواء جفعاتي، المقدم كوبي برآل، حصل على الموافقة، للسير في المسار الذي سلكه وتعرض فيه للهجوم، من قائد اللواء المناطقي 769 العقيد دان غولدفوس.
من جهة اخرى، كشف معلق الشؤون العسكرية في القناة العاشرة الون بن ديفيد ان اسرائيل درست، بعد عملية مزارع شبعا، افكارا كثيرة لرد محتمل وموزون، على ألّا يؤدي الى حرب، لكن الخوف من التدحرج نحو مواجهة واسعة حال دون ذلك. وأوضح أن صناع القرارات في تل ابيب هم خريجو عملية «الجرف الصامد»، تعلموا بلحمهم كم من السهل التدهور الى حرب، وأي منهم لم يكن يريد ذلك، وخاصة ان الحرب مع حزب الله في لبنان، ستكون قوتها أشد بمئة مرة من الحرب الاخيرة على قطاع غزة، وبالتالي كان من الافضل لصانعي القرار أن يكونوا أكثر حذرا.