حوار الأستاذ ناصر قنديل على قناة otv اللبنانية

حوار الأستاذ ناصر قنديل على قناة otv اللبنانية

أكد رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية في حواره على قناة otv اللبنانية أن الوقت الآن هو ليس وقت "الشماتة " في السياسة والمعارك الكبرى التي يجب أن تبقى فيها العين مفتوحة على العقل البارد ، لأن الشيء الخطير الآن هو انفلات الإرهاب من عقاله في أوروبا والذي سيكون له انعكاس على منطقتنا ....
مشيراً إلى أن الغرب الذي " شمت " فينا قد وصل إلى ماوصل إليه ، وإذا ما تُرك الغرب يتصرف بعشوائية في التفاعل مع الإرهاب سنصل إلى بيئة حاضنة للقاعدة وداعش أخطر من تلك التي أمتلكها المتطرفون في بلاد الشام ....
فأول / 24 / ساعة من أحداث باريس زادت نسبة التأييد لليمين المتطرف في فرنسا بنسبة 50% ، وبدأت دعوات التطهير العرقي وطرد المهاجرين وعزل الأحياء التي يسكنها ذوي الأصول الإسلامية ، التي إذا ما تحولت إلى مزاج عام وثقافي فأنها ستتحول إلى بيئة حاضنة كما حصل في أيام الرئيس "ساركوزي " ...
فأنا أتكلم من موقع المسؤولية عن كلامي كما قلت سابقاً أن فرنسا ستشهد أعمالاُ لاتقل وحشية عن التي تشهدها سورية والعراق ....
مضيفاً أن اليوم ستنشأ إمارات في أوروبا ترفع رايات القاعدة وداعش ويمارس فيها الإرهاب أكثر مما حصل في " الموصل " ....
مؤكداً أنه يجب التحديد لما يجري بالشعار والمشاعر ، فهي عوامل ليست ثانوية لما يجري من حرب عالمية من زاوية الإرهاب مسرحها العالم ، وليس العدو فيها جغرافياً إقليميا بدليل مايجري ، وأن الحرب عليه يجب أن تكون عالمية إذا كنا صادقين فيما نقول مع " هولاند " و " أوباماا " ،فإن أولوية العالم اليوم يجب أن تكون الحرب على الإرهاب وهذا مايستدعي نزاهة وشفافية واستقامة مع هذا الشعار .....
وأشار قنديل إلى أنه لايمكن اعتماد شعار الحرب على الإرهاب بدون تحديد المشاعر ، فالحرب هي حرب الدولة العلمانية ضد الدولة الدينية والمذهبية ، فدافع أيها الفرنسيون عن نموذجكم الحضاري في دولة علمانية مدنية لاتحكمها الديانات والمذاهب ، لكن مع القول من هو الحليف في الشرق ....
مؤكداً بشكل يقيني أنه لايمكن خوض حربين معاً ، فالشعوب بكل مساراتها لاتحتمل عداوتين وحقدين في آن واحد ، فأما نحن أمام تعبئة المشاعر باتجاه واحد
وأما تشتيت المشاعر لتصبح الحرب هي حرب تقنية ....
وأضاف قنديل أنه في نفس اليوم الذي تُضرب فيه باريس من قبل الإرهاب كانت تدعم المتطرفين لدخول " نبل والزهراء " وأن الرئيس الفرنسي كان يجلس في غرفة عمليات بانتظار تلقي أخبار سعيدة مع أخبار إلقاء القبض على منفذي عملية الصحيفة الفرنسية ، وهنا يجب اختيار أحد المنطقين بالحقائق، واختيار الحلفاء بنزاهة على أساس أولوية محاربة الارهاب ، فلايجوز خوض الحرب مع الحلفاء الذين يدعمون الارهاب ....
ولفت قنديل إلى أن بنك المعلومات الحقيقي يقول أن النظام السوري القادر والمهيأ على مدى أربع سنوات أستطاع تحصيل حوالي / 40/ ألف أسم في لوائح الإرهاب لايمكن أعطائها مجاناً للغرب بدون علاقات سياسية ....
معتبراً أن هناك حربين عالميتين أحدهما على سورية بالسلاح والمال والمسلحين والاعلام والمخابرات والإخوان والتي فشلت من قبل الغرب والإرهاب معاً ، والثانية هي على الإرهاب التي مازال الغرب يدعي محاربته ، فلا يتسع العالم لحربين عالميتين معاً ، مشيراُ إلى أن النصائح التي وجهت لأوباما هي بالحل السريع مع روسيا وإيران وسورية ومايجري على ساحة فلسطين ....
فقد رأى قنديل أن هذا هو قدر أوباما وأن مانشهده اليوم هو حروب إنكار تقرير " بيكر هاملتون " والذي عنوانه الاعتراف الأمريكي بالهزيمة وحدود القوة بتغيير السياسات ، والانخراط مع القوة الفاعلة التي تحكم الأرض لتركيب معادلة العالم الجديد ، والتي كان الرأي الأمريكي فيها بتجريب البدائل ....
مشيراً أن العام /2015 /م سنة مفصلية بالنسبة للأمريكي ، أما بذهابه إلى مجموعة الحروب المجنونة والانتحارية والتي سيفوز فيها الإرهاب ، وإما أن تكون هذه السنة سنة التسويات الشاملة لتبلور جبهة عالمية حقيقية في الحرب على الإرهاب عنوانها الدولة العلمانية في مواجهة الدولة الدينية المتعصبة ....
معتقداً أن الدولة السورية ترفض أي علاقة غربية أمنية بدون سياسة ، ولذلك توقف في عام /2014/م أي تنسيق سوري فرنسي ، الذي يحاول اليوم لعب لعبة التذاكي باستنهاض اليمين ومعه الشراكة التركية لتسليح النصرة في سورية والذي إذا استمر سنكون أمام حرب شوارع قريباً في فرنسا.....
منوها أننا سنشهد في حلول الربيع سفارتين أسبانية وإيطالية في دمشق ....
ورأى قنديل أن في سورية انتفاضة عسكرية يحاول القيام بها داعش والنصرة وماتبقى من الجيش الحر تحت إيقاع التهرب من استحقاق موسكو الذي يعمل بشكل طبيعي ، فالا ئتلاف والمجلس الوطني هو أمام حلان ، إما الإخوان المرفوض روسياً كما هو سورياً في أن يكون عنوان للمعارضة ، وأما مجموعة شخصيات ..
وأن الاتصال الروسي بمصر هو لتغير محور تشكيل المعارضة الناتج بتفاهم سوري روسي لجهة عدم الإتيان بالإخوان والقاعدة إلى المفاوضات مع الدولة السورية ، لأن الأمن الوطني المصري مستهدف من نفس الأطراف التي تستهدف الأمن الوطني في سورية .....
مضيفاً ان مستوى العلاقة المصرية الروسية مبني على أساسات وركائز بعيدة المدى ، ...
لافتاً أن مصر في الموضوع السوري مازالت ذات مواقف خجولة أمام الخط الأحمر السعودي تجاه سورية ، لكن لمصر خطها الأحمر الذي يقول لا للقاعدة والأخوان لاعتبارات في الأمن القومي المصري ، وهو ماجعل مصر تتبنى فك وتركيب المعارضة السورية ، وان الحرب الدائرة في سورية هي للقول بإن الذاهبين من المعارضة إلى موسكو لايملكون قدرة وقف النار ....
فالمطلوب روسياً الآن " ديكور " معارضة يقول أن الحرب على الإرهاب أولوية مع الاستعداد للتعامل مع الدولة السورية الحالية لتشكيل حكومة وحدة وطنية تقود الحرب على الإرهاب وتقف وراء الجيش العربي السوري ...
فسورية تعرف أن قدرها أن تقاتل داعش والنصرة ، وأن النظام في سورية لايضيع وقته في توقع نهاية الحرب بالحل السياسي ، فهو يقيناً يدرك أن الحرب على الأرهاب مستمر ، وأن حلفاء الحرب على سورية لايملكون إيقافها ، وأن الأمريكي يحتاج إلى ورقة حل سياسي من النوع الذي يحفظ ماء الوجه له .....
أما لبنانياً فقد أكد رئيس شبكة توب نيوز الإخبارية أن الرئيس "بري" لاعب أساسي في موضوع الرئاسة اللبنانية ، وأن الجوهري في كلامه هوأن السعودي والإيراني هما اللاعبان الأساسيان الذي من خلالهما يمكن أنتاج تسوية في لبنان ....
منوهاً أن لبنان ذاهب باتجاه التفاهم الكبير ، باستثناء بعض النقاط التي تحتاج إلى تظهير ليتحمل الحلفاء تبعاتها ونتائجها ....
وأن هناك تفاهم " سعودي ـ إيراني " حًكماً ، باستطراد التفاهم " الأمريكي ـ الإيراني " وهو ماسينعكس على لبنان .....
فالسؤال هو أن أولويات السعودي التي ليست لبنانية ، وأولويات الإيراني التي ليست لبنانية أيضاً ، ستسمح في التفاوض بتوقع حل قريب في لبنان ؟؟؟...
أم أن التفاوض سيصبح على الأولويات وهي مقاربة أنا كُنت من القريبين منها ..
فمقاربة الرئيس "بري" هي بشكل مختلف ، وهي توقعه بأن الجدار السميك السعودي الإيراني لن يكون سهلاً أختراقه بتفاهمات في الساحات الأخرى ، فهو يعتبر أن تهيئ لبنان للإيحاء والأغراء والإغواء سيجعله أسهل الساحات للتفاهم في المنطقة ، وأن الحوار بين المستقبل وحزب الله أبعد عمقاُ من مايصدر عن الجلسات الحوارية ، وهذا مامر به باختبارات تحققيه من مدى مكانته لكل من السعودية وإيران ، فمقاربة الرئيس بري هي تخفيف التوتر والاحتقان في الساحة اللبنانية ، ووضع منصات حوارية تشكل شبكة أمان تُعطي للخارج إشارة بأن لبنان جاهز لتلقي الريح المؤاتية لإنضاج الثمار ، وهو تفاؤل جديً ليس مبنياً على رهانات ...
مضيفا أن اللاعب الأساسي في ساحة الانتخاب هو " العماد عون" لأنه ممثل الكتلة النيابية المسيحية الأكبر ، وبنفس الوقت هو المرشح الأعمق والأعرق للاستحقاق الرئاسي ، لافتاً إلى أن صانع الحلول في المنطقة هو الأمريكي ، الذي هو أمام استرضاء لمن يستطيع منع الانتخابات ....
وهو مايحقق للجنرال " عون " التمسك بأنه الأقوى ، وهذا منبع رؤية ومقاربة الرئيس بري ، فالاتفاق مع "العماد عون " على جمهورية ، يُسهل التفاهم على رئيس وحقائب حاكمة في سير الدولة اللبنانية .....
مضيفاً أن المهلة الباقية هي إما شهر /أيار / القادم ، وهو موعد تبلور الحل السياسي الذي صرح عنه "كيري "، أو الانتظار إلى شهر أيلول وهي مهلة انتهاء المفاوضات " الإيرانية ـ الأمريكية " ...
ورأى قنديل أن " مسقط " ربما تكون عنوان لاتفاق دولي كبير يحوي في عمقه اتفاقا أكبر من " الطائف " ....
مشيراً إلى أن السعودية لاتملك " فيتو" بل هي لاتريد إنتاج رئيس في لبنان لأنها تدرك أن أحد أوراق التفاوض مع إيران هي أنتاج رئيس لبناني ، وأن اسم الوزير " سليمان فرنجية " هو احد الأسماء المطروحة بجدية في ملف الرئاسة ....
موضحا أن اللعبة هي إما العماد عون رئيساً مع تفاهمات محلية لإعطاء أدوار وصيغ للأطراف ، وإما صيغة شاملة يكون فيها الرئيس أحد الأسماء الأربع الكبار
منوهاً أن أسم العماد "عون" مازال مطروحاً بشكل رئيسي لتفادي الدخول في تفاصيل المتاهة اللبنانية ...
وأكد قنديل أن الوضع الحدودي غير مقلق إذا كان الوضع الداخلي غير متفاعل معها ، وأن الجيش اللبناني مع حزب الله قادر على امتصاص أي هجوم أستباقي للمجموعات الإرهابية المحاصرة في الجرود بفعل الثلج ، وأن ظروفنا بالتنسيق مع الجيش العربي السوري ستكون أفضل بالتأكيد ...
لافتا هناك خطيئة أرتكبها الوزيرين " درباس ـ المشنوق " في موضوع " الفيزا" التي فُرضت على المواطنين السوريين والتي تحكمها قوانين وأًطر واتفاقيات مع الدولة السورية ...
معتبراً أن القيادة السورية لاتريد التصعيد لأنها تدرك أن الحلفاء في لبنان قادرون على حماية ظهرها من أي محاولة للطعن ، وأن المسألة لو تعدت اللعبة الكلامي إلى الفعلي من قبل الأطراف التي شاركت بدعم وإيواء واستجلاب الإرهابيين ، واستقدام النازحين لاستجداء المال الخارجي ، لكان هناك قلق سوري من هذا الإجراء ...
مختتما أن سورية عاتبة على حلفائها لأنه لم يستدركوا هذا الأجراء الذي أدى إلى تشنج الرأي العام السوري تجاه اللبنانيين في وقت تشهد فيه علاقة البلدين ماتشهده من عمق خلال زمن طويل .

تحرير : فاديا مطر

» مقابلة الأستاذ ناصر قنديل على قناة الدنيا - 15/6/2012
» حديث الأستاذ ناصر قنديل للإخبارية السورية
» حديث الأستاذ ناصر قنديل للفضائية السورية
» عضو المجلس الوطني للإعلام و مدير وكالة أخبار الشرق الجديد الإلكترونية الأستاذ غالب قنديل في حواره على قناة توب نيوز.
» حوار حزب الله و السعودية - ناصر قنديل