لبنان في قلب العاصفة «زينة» (شاهد الصور)يواجه لبنان عاصفة جديدة أُطلق عليها اسم “زينة” وصلت اليوم الى الحوض الشرقي للبحر المتوسط، ومن المتوقع أن تشتد وتبلغ ذروتها على أن تنحسر ابتداءً من نهار الخميس، ويتخللها تساقط للثلوج قد يلامس الـ 600 متر، بحسب ما أفادت مصلحة الأرصاد الجوية في ادارة الطيران المدني.
وقد عطَّلت سرعة الرياح الملاحة في الموانئ وفصلت شبكات الكهرباء واقتلعت زينة الميلاد والأشجار والبيوت الزراعية البلاستيكية واللوحات الإعلانية. وفي الساعات المقبلة، تحمل العاصفة موجة من البرد والصقيعِ وسط تحذيرات للمواطنين بوجوب التزامِ التعليمات والإرشادات.
وتوقَّعت مصلحة الارصاد الجوية ان يكون الطقس اليوم ماطراً بغزارة مع رياحٍ شديدة تقارِب 110 كيلومترات بالساعة أحياناً، وأشارت إلى أن تساقط الثلوج يبدأ على ارتفاعِ 1300 متر، ويتدنى تدريجيّاً خلال الليل ليصل الى 800 متر شمالا، ويستمر الطقس العاصف غداً وبعده، وتلامس الثلوج الـ 500 متر ليلاً في المناطقِ الشمالية مع انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة.
وألحقت سرعة العاصفة أضرارا بالمساحات المزروعة والسهول لا سيما في البقاعين الغربي والأوسط، عدا اجتياحها للمنازل في المناطق الساحلية ومنها منطقة الجناح بيروت – لاسيما شاطئي السان سيمون والسان ميشال، حيث تسبب المد البحري وارتفاع الأمواج بخسارة الصيادين لمراكبهم التي ابتلعها البحر أو تحطمت بفعل قوة الرياح التي اقتلعت أيضا أسقف منازلهم. وفيما ناشد المتضررون الدولة الرأفة بحالهم تمكنّ صيادو السان سيمون في منطقة الجناح من انقاذ الصياد ربيع القادري من البحر، بعدما فُقد لساعة ونصف الساعة، وكان القادري قد تمسك بقاربه وتمّ سحبه من البحر، ولكنه أُصيب برضوض في جسمه.
وضربت الرياح العاتية محافظة عكار، حيث بلغت سرعتها في المناطق الساحلية والوسطية لاسيما في منطقة الدريب أكثر من 80 كيلومتراً في الساعة، وقد تسببت بإلحاق أضرار كبيرة ببساتين الحمضيات وبكل الاشجار المثمرة التي تكسرت أغصانها وتساقطت ثمار الحمضيات أرضاً، بحسب ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام.
كما تسببت سرعة الرياح في القرى والبلدات المحيطة بمدينة صور بخسائر في المزروعات وبساتين الحمضيات والموز وبخاصة البيوت البلاستيكية التي تطايرت بفعل الرياح، وعمل أصحابها قدر المستطاع على لمها لتفادي الضرر، إضافة الى ذلك أدّى تدني درجات الحرارة إلى ملازمة الاهالي منازلهم.
كما ان حركة الملاحة توقفت في ميناء صور بفعل ارتفاع الامواج التي وصلت في بعض الاحيان الى الشارع المحاذي للميناء، حيث لازم صيادو الاسماك باحة الميناء، وتعذر عليهم الابحار.
وكذلك توقفت حركتي الملاحة والصيد البحري في مرفأ صيدا، بسبب الانواء العاتية، وسط تدن في درجات الحرارة، وتساقطت الامطار مصحوبة برياح قوية، فيما استنفرت البلدية فرق الطوارىء، تحسباً لأيّة تداعيات للعاصفة.
وفي البترون، تسببت العاصفة “زينة” بأضرار في الشبكتين الكهربائية والهاتفية، حيث غرق عدد من القرى في الظلام بسبب انقطاع التيار الكهربائي.
كما شهد الشاطىء البتروني ومرفأ الصيادين ارتفاعاً في مستوى الأمواج ولم تسجل أي أضرار.
وطالت الامواج العالية المطاعم في ميناء جبيل.