كتب خضر عواركة - المصدر : موقع نيوز برس الاخباري
من طبيعة الامور في سورية الا ننتظر من اركان الدولة فيها او من اعلامها الرسمي شرحا وافيا لكواليس واسرار الاحداث الظاهرة والتي تحصل فعليا على الأرض.
الهاجس الامني الذي تعود ابناء البلد " كما المسؤولين" عليه لعقود يتفوق على التخطيط الاخباري المطلوب تنفيذه في لحظة المعركة.
التعاطي مع الاعلام بكثافة فيما يخص اسرار الدولة والحكم " عمل من رجس لا ضرورة له" في سابق عهد الدولة السورية التي بناها حزب البعث الذي كان مسيطرا على كل مرافق الدولة بشكل احادي ودستوري حتى اشهر قليلة مضت.
والحديث في سورية عن معركة مست برمز القوة العسكرية (مبنى رئاسة الأركان) كان ليشبه في زمن غابر حديث بابا روما عن تقبله لهرطقة " امكانية زواج المسيح من مريم المجدلية".
تحاول مؤسسات اعلامية في سورية تحديث اساليب تناول الموضوعات الحساسة في وقت تُشن عليها حروب اعلامية مكثفة ويومية من اكثر من مئة وثلاثون محطة فضائية تبث بتمويل سعودي قطري وتخصص معظم اوقات بثها لسورية.
في المقابل، يبدو الرهان على القنوات المؤيدة للمعارضة السورية المسلحة (والمدعومة من حلف الناتو ) للأطلاع على ما حصل في مبنى من مجمع قيادة اركان القوات المسلحة السورية ( صباح الاربعاء السادس والعشرون من ايلول سبتمبر 2012) بمثابة البحث عن قشة الحقيقة وسط اطنان من الشعير والزؤان.
فتلك القنوات اسقطت النظام حتى اليوم اكثر من مرة، ومع ان كذبها الصريح وتلفيقها وتزويرها للحقائق قد ثبت اكثر من مرة،الا انها تعيد بث اخبار كاذبة غير عابئة بسمتعنها ولا بموضوعيتها ولا بمصداقتيها.
في اعلام العرب المؤيد للمعارضين السوريين تتقدم البروباغندا الحربية على الحقيقة والموضوعية.
لذلك كان لا بد من استقاء المعلومات من مصادر ثلاث:
1-ضابط صديق شارك بقتال الكواليس ليس في ساحة المعركة في الامويين بل في ساحات اكثر اهمية منعت تحول هجوم الامويين الى جزء من صورة شاملة كانت ستحول بعض احياء قلب دمشق الى حلب ثانية.
2-معارض ثرثار يقيم في بيروت و له علاقة لوجستية بما يجري في دمشق
3-صحافي ذو علاقات واسعة في العاصمة السورية حضر المعركة وشهد عليها من موقعه المهني ومن موقعه المطلع على خفايا كثيرة قد لا تجد طريقها الى النشر عن طريقه ابدا لحساسية موقفه في قلب العاصمة السورية.
ما هي خلاصة رواية المصادر الثلاث ؟
اولا: الاختراقات المعادية في مواقع عسكرية وامنية خطيرة
يقول المعارض (الثرثار) المتواجد في بيروت في حديث خاص اجرته معه " زميلة " من خارج الوسط الصحافي المعروف:
" لا لست انا فقط من طلب من انصار المعارضة التحضير لانتقالهم القريب الى دمشق، فلماذا يلقون علي باللوم لفشل الهجوم في حين ان رياض الاسعد سبقني الى الاعلان عن معركة مختلفة في دمشق" ؟
المعارض المطلع على كثير من كواليس ما يجري في دمشق وريفها على جبهة المعارضة تابع:
" لماذا يريدون مني دفع ثمن الفشل في حين اعلن الرئيس الفرنسي " هولاند " عن استعداد بلاده للاعتراف بحكومة سورية فوق الاراضي المحررة " ؟
واضاف ردا على اتهامات نقلتها له الزميلة :
" انا عممت على الناشطين السوريين في بيروت ان يجهزوا انفسهم ولم اقل " غدا " سننتقل الى سورية، او ستسقط دمشق وبالتالي لم اسرب نبأ الهجوم الكبير قبل حصوله!
وتابع:
" نعم كنت اعرف بتفاصيل الهجوم في بعض جزئياته وكنت اعرف ان الافا من جنود الجيش السوري سينضمون الى الجيش الحر من قلب دمشق مما سيتيح الفرصة لنا للعودة الى دمشق بشكل مباشر للمشاركة في تأسيس النظام الجديد وملاحقة الفلول!
كلام المعارض السوري لم يوضح تفاصيل ولكن ما قاله كاف للاعتقاد بأن ما احتفل من اجله الجيش الحر في حلب لم يكن وهما ، وما قالت الجزيرة والعربية انه حصل (سقوط وزارة الاعلام وسقوط ساحة الامويين واحتلال مبنى رئاسة الوزراء ) مع الهجوم على مبنى الاركان لم يكن ايضا ضربا من الوهم. مشكلة بسيطة عانتها الوسائل الاعلامية المعادية للدولة السورية: " اعلنوا عن الخطة ولم يتأكدوا من التنفيذ "
يتبع: نفق القيادة الذي كشف من يقف خلف الاختراق الامني الخطير