سقوط المشروع.. السعوديون يتمسكون بالجيش السوري

سقوط المشروع.. السعوديون يتمسكون بالجيش السوري

كمال خلف – راي اليوم

هل من المفارقة ان يكون المستبعدين عن مؤتمر جنيف للحوار بشأن الحل السياسي سوريا هم يمسكون مفتاتيح الحل المرتقب الان في موسكو، هل هي مفارقة حقا في لعبة الموت والامم على رقعة الجغرافية السورية، ام ان لا مفارقات ولا صدف في السياسية، خاصة ان كان الميدان هو صاحب الكلام اكثر تاثيرا في مواقع اللاعبين.
اذا هي ربما موازين القوى التي حملت معها متغيرات في المواقف ومسارات السياسيات، نقول بكل ثقة ان اجراء مقارنة بين البيئة السياسية عند انعقاد جنيف واحد وبين التحضيرات لموسكو واحد تعطي نتيجة ان المتغير كبير والامثلة كثيرة وماثلة الان في تطورات الازمة. بين التحضير لضرب النظام في سوريا على خليفة اتهامه باستخدام الكيماوي في الغوطة الشرقية وبين التعاون مع النظام لضرب الارهاب هناك وبين الدعوة لرحيل الاسد وان ايامه معدودة وبين جلب كافة اطياف المعارضة للحوار معه دون الحديث عن تنحي الرئيس.
بين مرحلة اغلاق السفارات وطرد الدبلوماسيين السوريين وبين مرحلة عودة السفارات، الكويت فعلتها والان تونس وبعدها ايطاليا ومصر، هذا المؤكد حتى الان، اما المنتظرون للاقدام على هذه الخطوة اختاروا اسفل الطاولة للتعاون مع النظام.
استطيع ان اقول الان بكل ثقة ان المشروع سقط، وان ما خطط لسوريا خلال ثلاثة اعوام ونيف انتهى، وهذا لا يعني ابدا حتى اكون دقيقا ان الازمة انتهت وان النظام انتصر ليس هذا ابدا، المقصود بقولنا ان المشروع سقط.
المشروع الذي اشير له هو الحملة التي تشاركت بها قوى عالمية واقليمية بالاستناد الى هياكل معارضة سورية في الخارج والداخل لاسقاط النظام على الطريقة الليبية. هذا المشروع فشل وبردت الان الروؤس الحامية، ولم يعد مكانا للصقور في الحلبة السورية، فبقاء النظام، وتحديدا الجيش السوري صار حاجة ليست دولية فقط، بل اقليمية ايضا، وليست ايران من لها مصلحة ببقاء تماسك الجيش السوري بل السعودية ايضا.. نعم السعودية هذا ما نقلته حرفيا اطراف عربية للقيادة السورية في دمشق.
المرحلة الجديدة تتطلب نزع انياب الائتلاف السوري المعارض ودفعه الى الحوار السياسي دون شرط المطالبة بتنحي الرئيس الاسد، والائتلاف الذي ذهب بدعم اقليمي ودولي منفردا لتمثيل الشعب السوري في جنيف واحد واثنين، وادار ظهره للقوى المعارضة الاخرى، وتحديدا هيئة التنسيق يذهب اليوم الى القاهرة للتفاهم معها من اجل اللحاق بركب الحوار في موسكو.
الغريب ان تركيا الان وهي في اخر قائمة الداعمين للحل تقول ان من مصلحة الائتلاف الذهاب الى روسيا وطرح رؤية سياسية، هذا الموقف التركي الجديد ذكرني بأهم جملة سمعتها من السيد علي لاريجاني في جولته الاخيرة الى المنطقة، والتي مرت سريعا في جملة مواقف اطلقها خلال حديثة للصحفيين، السيد لاريجاني قال (انقرة تبحث عن مخرج من الازمة السورية ونحن مهمتنا ان نساعدها في ذلك)، يقصد السيد لاريجاني ان ايران مستعدة لانزال اردوغان من فوق الشجرة.
نرى الحل السياسي لسوريا لازال بعيدا، وان لقاء موسكو لن يكون الا البداية لانتكاسات وانسحابات، والاعلان عن تقدم ثم نكوص، لكنه حالة سياسية توائم المرحلة المقبلة والاهم انها ستطلق يد الجيش السوري بشرعية سورية كاملة، بل ربما عربية لقتال داعش والنصرة.
كما اننا نرى ان مهمة الائتلاف وحصرية تمثيله للمعارضة، او للسوريين كما اعترفت به بعض الدول، قد انتهت وان حكومته في النزع الاخير تنتظر اعلان وفاتها.
ونعتقد ان الحوار السوري السوري سيكون غطاء لاعادة كثير من الدول علاقاتها الدبلوماسية مع النظام في دمشق.
وان الاتفاق النهائي بين ايران والغرب حول الملف النووي لم يعد ذا اهمية مصيرية لكلا الطرفين، خاصة واشنطن وايران، اذ ان فشل الوصول الى هذا الاتفاق وهو المرجح لن يوقف عجلة التفاهمات التي فتحت على مصاريعها… والله اعلم.

» بلدة "حارم" على الحدود التركية.. ضابط بالجيش السوري يفجّر نفسه بعناصر "السوري الحرّ"
» محلل سياسي: سقوط يبرود صفعة قوية للكيان الصهيوني وسقوط المشروع الصهيوني التكفيري
» العماد عون: سقوط النظام السوري سقوط للديمقراطية والمسيحيون أول الضحايا
» العلويّون السمر وعلاقتهم بالجيش السوري والسيدة زينب
» الجيش السوري وحزب الله يخوضان في نوى معركة وأد المشروع الإسرائيلي