أكبر داعم تركي للمسلحين يحاور النظام السوريفجر رئيس جمعية «جهاز المساعدات الإنسانية» “IHH”، فهمي بولنت يلدرم، مفاجأة ثقيلة لم ترد في أسوأ كوابيس العديد من نشطاء التنظيمات المسلحة الموالية لتركيا، والعاملة في سورية ضد إدارة الرئيس بشار الأسد. فالرجل يدير أكبر جمعية إسلامية تدعم المسلحين من «أحرار الشام» وصولاً لجبهة جمال معروف، وليس انتهاء ببعض فصائل تنظيم «جبهة النصرة» وأية تصريحات له لها أهمية كبرى بالنسبة لهذه التنظيمات.
يلدرم صرح بأنه مع البدء الفوري بحوار مع النظام السوري، متجاهلاً تصريحاته السابقة لناحية قرب الإجهاز على نظام الأسد. وانتقد قيام تركيا بقطع العلاقات الدبلوماسية مع سورية. وقال: «نحن نقف مع المعارضة السورية، هذا صحيح. ولكننا كجمعية لم نرد إطلاقاً الحرب الأهلية، بل أردنا السلام، ولهذا حاولنا أن نكون وسطاء بين المعارضة وإيران وحتى مع النظام»
وقرأ بعض المراقبين تصريحاته عن الوساطة بأنها إقرار بأن للجمعية علاقات مع النظام السوري. وهو ما لم ينفه يلدرم.
ويعرف عن هذه الجمعية أنها مقربة جداً من حزب العدالة والتنمية، بل وتسري شائعات عن كونها واجهة لبعض القياديين فيه. وهي التي جردت سفينة “ماوي مرمره” التي أوقفتها إسرائيل أثناء توجهها لغزة وقتلت عدداً من ركابها.
وانتقد يلدرم قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع سورية، موضحاً انه ما كان يجب قطعها مهما كانت الموجبات، بل كان يجب دفع الجمعيات الأهلية والمثقفين الإسلاميين والزعماء والعلماء والسياسيين المسلمين للضغط باتجاه تحقيق مطالب الشعب. وأضاف أن نفس الأمر يسري على مصر وتونس وليبيا.
وجمعية “IHH” هي صاحبة الشاحنات الشهيرة، التي أوقفتها الشرطة وظهر أن فيها رؤوساً صاروخية متوجهة من قونيا إلى أنطاكية بانتظار إدخالها إلى سورية. وذلك بالتعاون مع جهاز الاستخبارات القومية التركي.
واعترف يلدرم بخطئه ملقياً باللائمة على حكومتي تركيا وإيران قائلاً: «في الحقيقة كلنا رسبنا. فعلى سبيل المثال عندما بدأت الحرب قلنا لإيران أنها مخطئة، لكنها ردت بالقول “نحن قادرون على إنهاء المعارضين في سبعة أشهر”. ومن في تركيا قال “سنصلي في الجامع الأموي خلال ثلاثة أشهر”. أما “اي أش أش” فقد قالت أننا مقبلون على حرب تستمر بين ثمانية وعشرة أعوام. ويجب الآن أن تحقق هاتان الدولتان في كيفية رؤية جمعية أهلية لما لم ترياه كلتاهما».