مؤسس «سانت إيجيديو»: لنتحدث مع دمشق.. ولبنان هش

مؤسس «سانت إيجيديو»: لنتحدث مع دمشق.. ولبنان هش

22 ديسمبر 2014

خليل حرب

ما يقوله أندريا ريكاردي، أقل بكثير مما يعرفه. المتمترس في العمل الديبلوماسي منذ أن قام بتأسيس جماعة «سانت إيجيديو» في روما في العام 1968، لديه في جعبته السياسية ما يجدر التوقف عنده، خصوصا عندما يتحدث عن لبنان وسوريا.
ريكاردي الذي رد على أسئلة «السفير» يعتبر أن الوقت بات ضروريا للتنبه في لبنان، والقيام بانعطافة في التعامل مع النار السورية.
وفي الآتي نص الحوار:
- ماذا يمثل لبنان بالنسبة إلى «سانت إيجيديو»، رمزيًّا وسياسيًّا؟
للبنان أهمية كبيرة بالنسبة إلى «سانت إيجيديو». إننا نتابع أحداث هذا البلد منذ العام 1982، في فترة أزمة كبيرة، مع شعور قوي وقناعة تامة بأنه حجز زاوية بالنسبة إلى المناخ السياسي للمنطقة المتوسطية، والتعايش بين المسيحيين والمسلمين، ولعلاقته مع الغرب، ولجذوره الراسخة في العالم العربي. دور لبنان، لا يتلاشى في ظل الأزمة الحالية في الشرق الأوسط، بل يتعزز. يبقى لبنان، مكانًا للتلاقي والتعايش معا لعوالم هي للأسف في أماكن أخرى، تلغي بعضها البعض. وبغض النظر عن صعوباته، فإن لبنان يمثل «ثقافة العيش سوية».
- كيف يمكن لجماعة «سانت إيجيديو» (وإيطاليا) المساعدة في إنهاء الجمود السياسي والمذهبي في لبنان؟
بالنسبة إلى إيطاليا، فإن لبنان مهم كشريك تجاري ولأسباب إستراتيجية أيضًا. ليست صدفةً أن الجنود الإيطاليين موجودون في لبنان. وكوزير للتعاون الدولي، سعيت من أجل تطوير الانخراط الإيطالي في أرض الأرز. وبالنسبة إلى «سانت إيجيديو»، التي لها عدد من الأصدقاء والشركاء في لبنان، فإن هذا البلد يشكل أرضًا نموذجية للحوار، وفي ثرائه في موارده البشرية والإنسانية.
- هل تتشاركون في مخاوف غالبية اللبنانيين بأن مرحلة أكثر خطورة إقليميا، ستحل، في ظل صعود الجماعات الإسلامية المتطرفة؟
نحن نواجه بالتأكيد تفاقمًا في التطرف والعنف. لبنان يبدو هشًّا أيضا في ظل ما يجري في سوريا. العديد من اللاجئين طلبوا المأوى في لبنان، واللبنانيون أظهروا قدرتهم على الترحيب بهم. نحتاج إلى الدفاع عن لبنان الذي نحب لأسلوب عيشه. إذا كان سيدخل في أزمة، فإن مساحة للحرية في الشرق الأوسط والمتوسط، ستتلاشى. أعتقد أن الوقائع السياسية اللبنانية، يجب أن تدرك الحالة الطارئة القائمة وتتخطى التكتيكات المقبولة القائمة، لكنها اليوم خطرة. لبنان يحتاج إلى رئيس بوقت قريب، وحكومة قادرة على قيادته عبر عاصفة الشرق الأوسط.
- من وجهة نظركم، هل حان الوقت لمقاربة جديدة إزاء سوريا، وكيف؟
بالطبع، هناك حقبة انتهت. الوضع أكثر تطرفًا من قبل. المواقف التأملية لم تعد ممكنة. من الضروري دفع الحوار بين الأطراف كافة، على الأقل بين هؤلاء الذين يقبلون الحوار، بالتعاون مع الدول العربية، وإيران وتركيا. على الولايات المتحدة وروسيا التوصل إلى اتفاق. أنا مدرك كم هو المنال صعب. يمكن القيام به تدريجيًّا. لهذا أطلقت نداء من أجل حلب (في 22 حزيران العام 2014) لتصبح منطقة سلام، من دون المساس بسيادة دمشق، أو تعديل التوازن العسكري. من الملح أن نظهر أن السلام ممكن.
- هل تؤيدون إعادة العلاقات الديبلوماسية مع دمشق للمساعدة في تسهيل تسوية للحرب؟
من الضروري التحدث مع دمشق. لا أريد أن أنظر إلى الوراء نحو الأخطاء ـــ حتى الأخطاء الشديدة السوء ـــ التي قامت بها كل الأطراف على الأرض. المشكلة اليوم، هي وضع نهاية لتصعيد العنف.
- ماذا بإمكان «سانت إيجيديو» القيام به في سوريا؟
أطلقت «سانت إيجيديو» «نداء من أجل حلب»، وهي مدينة من التراث العالمي، ومدينة تعايش بين المسلمين والمسيحيين. حلب يجب ألا تتحول إلى موصل ثانية. النداء حظي بتأييد المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا. حلب بإمكانها أن تصبح مختبرًا للسلام. أرى اهتمامًا واسعًا بهذا الاقتراح. لكن لسنا مضطرين إلى التسرع.

السفير

» عن الإمارات ، لنتحدث قليلا
» “برلمان ” السعودية ، لنتحدث قليلا
» هل عاد آل سعود إلى نهج مؤسس المملكة؟
» مصرع مؤسس تنظيم “أحرار الشام” أبو خالد السوري
» تعرف على “زلماي خليل زاده”، مؤسس الوضع الحالي في العراق !