جهاد مغنية وسمير القنطار مسؤولا «حزب الله» في جبهة الجولانخلال سنوات الحرب الأهلية في سوريا بنى “حزب الله” بنية تحتية في منطقة الجولان بمساعدة إيرانية وسورية. ويتولى إدارة هذه الشبكة إسمان تعرفهما إسرائيل جيداً: المسؤول الأول هو جهاد مغنية، إبن عماد مغنية الذي استشهد في عملية اغتيال نُسبت إلى إسرائيل سنة 2008؛ والثاني هو سمير القنطار، الدرزي اللبناني الذي حُرر سنة 2008 ضمن صفقة تبادل للأسرى بين إسرائيل و”حزب الله: لاستعادة جثماني الجنديين أودي غولدفاسر وألداد ريغيف [اللذين قتلا خلال عملية لخطفهما في لبنان مما أدى إلى نشوب حرب تموز 2006].
وتسستمر نتائج المواجهة في سوريا في الانتقال إلى الدول المجاورة بصورة خاصة إلى لبنان والعراق حيث لا توجد حواجز مادية بين هذه الدول. وعلى الحدود اللبنانية نشر “حزب الله” إلى خط من المواقع يتواجد فيها باستمرار نحو ألف مقاتل من الحزب من أجل منع عبور المقاتلي الجهاديين السنة من سورية إلى الأراضي اللبنانية. وقد جرى انشاء هذه المواقع بحراسة مسلحين من “حزب الله” رداً على موجة التفجيرات التي شهدها لبنان ضد معاقل حزب الله في الضاحية الجنوبية في بيروت خلال السنة الماضية.
وللحزب نحو 5000 مقاتل بصورة دائمة في سوريا. كما جرى ارسال قوة صغيرة من بضعة مئات المقاتلين من لبنان إلى العراق للمساعدة في مواجهة الدولة الإسلامية. ويلاحظ الجيش الإسرائيلي تحسناً عسكرياً واضحاً في أداء “حزب الله” بعد التجربة القتالية التي حصل عليها أعضاؤه في سوريا.
في المقابل، يبرز تراجع كبير في طبيعة الخطر العسكري التقليدي الذي تتعرض له إسرائيل من جهة سوريا. فأكثر من 80% من ترسانة الصورايخ والقذائف للجيش السوري قد استخدم ضد أهداف تابعة “للثوار” بحسب مازعمت الصحيفة العبرية. وفي الجولان لم يعد هناك تقريباً قطعات مدفعية موجهة ضد إسرائيل. واحتمال مناورة سورية ضد أراضي إسرائيل لم يعد مطروحاً. أما التهديد الكيميائي فقد زال في أغلبيته بعد تفريغ مخازن السلاح الكيميائي. وبهذ الطريقة نشأ تغير جذري في التوزان بين إسرائيل والدولة التي شكلت أهم عدو لها طوال العقود الأربعة الأخيرة.
على صعيد المخاطر، ازداد بصورة كبيرة خطر الهجمات الكبيرة في هضبة الجولان من جانب المتشددين من جميع المعسكرات. فهناك تنظيمات سنية متشددة تتماهى مع القاعدة بالقرب من الحدود أكثر من الماضي، وهي قد تقلد هجمات تقع في أماكن أخرى.
وحتى “حزب الله” كما سبق وذكرنا يبني بنية تحتية في المنطقة، وهي التي أطلقت كاتيوشا من عيار 107 مليمترات على الجولان خلال الحرب على غزة في الصيف. وثمة تقديرات في إسرائيل بأن حزب الله بموافقة الأسد سيستغل المنطقة الصغيرة الواقعة تحت سيطرة النظام شمال الهضبة للقيام بهجمات ضد إسرائيل انتقاماً على الغارات الجوية المنسوبة إلى إسرائيل على أراضي لبنان وسوريا.
خلال العقدين الأخيرين كان التخوف الأساسي لقادة المنطقة الشمالية مثل عميرام ليفين وغابي أشكينازي هو هجوم محتمل من جانب “حزب الله” في لبنان، في حين كان السيناريو الأكثر اقلاقاً على المدى البعيد هو حرب محتملة مع سوريا، لكن اليوم تبدلت المعطيات. فما يقلق قائد المنطقة الشمالية أفيف كوخافي هو هجوم محتمل من الجولان، وهو يستعد لاحتمالات مواجهات مستقبلية مع عدو أكثر اشكالية من “حزب الله” في لبنان.
* هآرتس