أكد رئيس شبكة توب نيوز الأخبارية في برنامج "ستون دقيقة مع ناصر قنديل" ان تقرير "بيكر هاملتون " قد خص روسيا في أحد فقراته ، بالرغم انه كان يتحدث عن حرب العراق، وأن المأزق الذي واجهته أمريكا في افغانستان والعراق في إحدى جوانبه هو نتاج ثمرة العنجهية والغطرسة الامريكيتين ، وان أمريكا تعاملت برعونة مع روسيا وتعاملت بسلط مع أوروبا ، فأثناء حرب العراق قال " رامسفيلد" وزير الدفاع الأمريكي أنذاك أن زمن أوروبا القديمة قد انتهى والآن زمن أوروبا الجديدة ،التي هي أوروبا الشرقية التي خرجت من الاتحاد السوفيتي والتحقت بالركب الأمريكي (بلغاريا ورومانيا وتشيكوسلوفاكيا ويوغوسلافيا) ....
مضيفا أن تقرير "بيكر هاملتون" يتحدث حتى عن الأمم المتحدة ، لجهة عدم إدارة الظهر لها، ورد الاعتبار للأمم المتحدة كصانع للسياسة ومعايير القانون الدولي الذي يشكل مصدر الاطمئنان والاستئناس بالرأي العام الأمريكي والغربي عموماً في صوابية القرارات التي تتخذها الإدارة الأمريكية ومطابقتها لأهداف أبعد من حدود خدمة أدارة أو سلطة راحلة توظف الدولة في حروب لانهاية لها انطلاقا من كل النقاش الذي أثارته ماسميت بالحرب العبثية في العراق ............
مشيراً ان الرئيس أوباما ينفذ التوصيات ، فإبان حكم "جورج بوش الابن " في ولايته الاولى كانت أوروبا حالة تافهة في حساباته السياسية، وكان الاشتباك في الحرب على العراق مع فرنسا ،التي دعت الحاجة الأمريكية بمفهوم تقرير "بيكر هاملتون" إلى التعامل مع أوروبا بسبب الحاجة لغطاء أوروبي وشراكة أوروبية ،
فقد تحدث تقرير "بيكر هاملتون" عن الرعونة مع روسيا ، وبأنها سبب لأن تكون روسيا عرقلة في وجه المخططات الأمريكية ، وان الرهان ليس بالضرورة باستعادة روسيا إلى حضن ترضاه أمريكا لأنه رهان خائب ، فالرهان يجب أن يكون على التشارك والتشاور مع روسيا ، وهذه هي سياسة "أوباما".......
لافتاً إلى أن ملفات إيران التصادمية مع أمريكا هي سابقة زمنياً للتأزم الأمريكي الروسي، فالملف الإيراني فيه سؤال يحتاج إلى جواب ،وان إيران روسيا سوريا التي تعتبر حلقات المواجهة مع أمريكا ، لاتشبه بعضها البعض في البعد الديني مثلاً ...
لنجد ان روسيا هي "ارثوذكسية" ،وإيران شيعية عقائدية والدين فيها مرجعية أساسية في صناعة القرار ، وسورية دولة مدنية وحزبها قومي وعلماني ، فما الذي يجمع هذا المثلث ؟
المشكلة مع إيران وروسيا وسورية هي أنهم دول استقلال وطني، والمواضيع الخلافية هي مجرد واجهة
مؤكداً أن الذي يجمع هذا المثلث هو أنها " دول الاستقلال الوطني " ، فإيران تدافع عن قرارها المستقل وحقها في أن تكون دولة مستقلة ومتساوية مع باقي الدول في الحقوق ،فالملف النووي الإيراني هو اشتباك تحت هذا العنوان ، فهي نريد امتلاك طاقة نووية ، وهو بعد علمي وتقني ومتطور اقتصادياً ويوفر /80/% من كلفة الوقود لإنتاج الطاقة الكهربائية ، فهذا الملف في تقانته هو ارتقاء عالي في استخدام التقنيات ،قابل للتعميم في مجالات عديدة إذا ما جرى إتقانه،...
لذلك إيران لاتريد لأمريكا أن شريكاُ في قراراتها ، وأن يكون قرارها نابعاً من ذاتها ، حتى في الملف الفلسطيني يكون الحديث عن إيران كدولة استقلال وطني ، التي تريد أن تأخذ الموقف الذي يناسب رؤيتها الإسلامية والشرق أوسطية التي توصلها إلى أن إسرائيل عدو أساسي ، وأن المواجهة معها هي محور الصراع الذي يدور في المنطقة ، لذلك هي مصطفة ومنحازة إلى خيار المقاومة الذي هو خيار الشعب
أما سورية الدولة القومية العلمانية ، فهي أيضاً دولة قرار وطني ، وترى ان الجولان حقها وأن فلسطين دولة عربية مغتصبة ، وأنها دولة ذات سيادة ولها الحق في ان تكون لديها مؤسسات قطاع عام فاعلة خلافاً لرأي منظمة التجارة العالمية ومفاهيم الخصخصة ، وأن سياسة الدعم للقطاعات الخدمية هي مسائل تتصل بالهوية الاجتماعية لنظام الحكم القائم على تخفيف وتوزيع عائد الثروة لإقامة توازن بين أعباء الحياة وتحمل الدولة لمسؤولية أساسية عن الطبقات الفقيرة المحدودة الدخل هو شأن سيادي ، وأن خيارها المقاوم هو شأن سيادي، وأن الذي يجمع روسيا بسورية وايران هو الأمر ذاته ...
وأن روسيا تنطلق من أنها دولة الاستقلال الوطني ، وانها كدولة مستقلة ذات تاريخ مجيد ومساحة جغرافية وسكانية كبيرة ، لها الحق في ان تكون دولة شريكة في القرار العالمي من موقع الند للند ، فهي دولة تملك ثروات باطنية هائلة ، وبالتالي فان روسيا ترى مع قوتها العسكرية والتسليحية أنها لايمكن أن ترتضي المهانة بإن تعامل كدولة درجة ثانية ، ومن موقع دولة الاستقلال الوطني تقاتل لإنتزاع مكانتها في العالم .......
مشيرا إلى أننا عندما نتحدث عن إيران وروسيا وسورية واشتباكهم مع مشروع الهيمنة الأمريكية ، يقع هذا الاشتباك ليس لأسباب خصوصية بل لأن إيران دولة استقلال وطني والعنوان هو الملف النووي ، ومع روسيا ليس لأن الخلاف أوكرانيا والغاز بل لأنها دولة استقلال وطني ، ومع سورية ليس خلاف إصلاحات واتفاقيات بل لأن سورية دولة استقلال وطني ........
فالاستهداف الأمريكي لهذه الدول هو لأنها دول استقلال وطني وتحالف هذه الدول الثلاث عنوانه أنها دول استقلال وطني ، وأن دول " البريكس" مايجمعها مع بعضها ومع روسيا وجنوب إفريقيا هي أنها دول استقلال وطني .......
إن إيران على لائحة الأستهداف لأنها دولة أستقلال وطني
مضيفا أن المسألة الأولى عندما نتحدث عن إيران وأمريكا ليست "إيديولوجية" ، فكما قال سيد المقاومة في أحد خطاباته أنه " غداُ يقول لنا الأمريكي كونوا شيعة ومع ولاية الفقيه وتابعين للسيد" الخامنئي "، وخذوا سلطة ورئاسة في دولكم مقابل التخلي عن المقاومة ، فمشكلتنا معنا هي في قرارنا "المستقل "، فالمسألة أولا وأخيراً أننا جماعة قرار مستقل وأننا لسنا أتباع ، فاختاروا ولكن لاتكونوا أعداء ، والفارق بين الإتباع والأعداء هو" الاستقلال الوطني" ، فمشكلة أمريكا وحلفها هو هل انت مشروع "استقلال وطني "؟؟....
مشدداً على عدم الانحراف في قراءة الاشتباك الأمريكي الإيراني على خلفية الطابع الاسلامي للجمهورية الايرانية ، فالخلفية الحقيقية أن إيران دولة استقلال وطني وأنها تدافع عن قرارها المستقل ، وتريد ثروتها تحت قرارها المستقل ، وأنها تريد أمتلاك كل التقنيات لتكون دولة عظمى ، فهي بقدراتها وأمكاناتها وتاريخها ترى بأنها لايمكن أن ترتضي المهانة والمذلة وأن تعامل كدولة في المرتبة العاشرة ....
لافتا أن هذا التصادم الأمريكي الإيراني عنوانه الملف النووي الذي يقتصر كثير من العناوين المرتبطة بكون إيران دولة استقلال وطني ، فهو بدأ بعد الثورة الإيرانية مباشرة ، وكلف العراق آنذاك بالدعم الخليجي ليخوض الحرب على إيران،
فالملف النووي بدأ في تسعينيات القرن الماضي كتقنية بخبرة وتقانة محلية ، .
مؤكداً أن للملف النووي الإيراني خصوصية ، فليس هو ذريعة فقط ....
فبدون الملف النووي إيران على لائحة الاستهداف لأنها دولة استقلال وطني ، لكن بوجود الملف النووي تصبح مستهدفة مرتين لأنها دولة استقلال وطني تملك طاقة نووية فهي تصبح مخيفة صناعياً وتسليحيا واقتصادياً ...
وإيران بدون قرارها المستقل لامشكلة في امتلاكها طاقة نووية ، وإيران بقرارها المستقل تصبح في مشكلتين أذا امتلكت ملف نووي ...
فمشكلة قرارها المستقل تصبح فيه إيران داعماً لسورية وفلسطين ومقاومتها والمقاومة في لبنان ، وتصبح عامل حامل لتوازن قوى استراتيجي جديد في المنطقة تخشى منه إسرائيل وتخشى فيه أمريكا على إسرائيل ....
لذلك الاشتباك الاصلي هو مع القرار المستقل ، والأشتباك المتفرع عنه والذي له خصوصية هو مع الملف النووي ....
أما بالملف النووي فقد أكد رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية أن الصراع والصدام بدأ تحت عنوان كبير كان يستخدمه الامريكيون ومضمونه أنه لايمكن أن تأمن دولة تقييم علاقات مع قوى "الإرهاب" بأن تمتلك طاقة نووية ، وحتى امتلاكها لطاقة نوووية سلمية وتدعم الإرهاب ومنظماته " بالمفهوم الأمريكي تعني المقاومة " ، فإن الطاقة النووية العسكرية تصبح سهلة المنال ....
مضيفا أن الضغط على إيران قد فشل في فك علاقتها بالمقاومة ، ورفض الغرب وامريكا تشريع ملفها النووي ، فمرت مرحلة في قلبها طورت إيران طاقتها الصاروخية ، فصار العنوان أنه لايمكن أن تأتمن دولة تملك هذه القدرة الصاروخية على ملف نووي سلمي لأنه أذا أرادت أن يصبح عسكريا ً يكون سهلاً عليها تحويله إلى صواريخ جاهزة لحمل رؤوس نووية ، ولذلك أذا أرادت تطبيع ملفها النووي فهي بحاجة لتفكيك قدرتها الصاروخية ، لكن إيران تحملت العقوبات والعزل السياسي والكثير من عناصر الأضعاف لقدرتها على الصمود والاستمرار واستمرت ، فبدأ البحث في قلب الملف النووي بإن " لا للتخصيب " فهي قادرة على شراء الوقود النووي من روسيا، لذلك اتهمت ايران بإنها تسعى لخيار عسكري وراء خيار النووي السلمي ، وأن عليها الالتزام والتعهد بوقف التخصيب ، واستمرت ايران بالتخصيب حتى درجة 3% ، ومر التفاوض على نسبة تخصيب 3،5% ، وإذا إيران تخصب على درجة 5% ، وبعدها تصل بالقدرة العلمية الذاتية إلى 20% ، وهي نسبة تعادل الوصول إلى 90% لأنها تخطت عتبة الـ5% التي تعتبر هي السقف للتخصيب ، وكان القبول بـ 20% من قبل الغرب وبالترسانة الصاروخية .....
مذكرا أن الامريكين في عام /2009 /م قاموا بمناورة في الخليج العربي ، حشدت إيران صواريخها في المقابل وأطلقت صواريخ تحذيرية ، ليخرج أوباما برسالة يقول فيها " نحن لانفتش عن مشكلة مع إيران ، وأن غايتنا الطرق السلمية والتفاوضية ....
التنازلات الأمريكية قابلها صعود إيراني تحقق بفعل ميزان القوى
منوهاً أن الشبكة الصاروخية التي يجب أن تفكك للبدء بالملف النووي أصبحت أمراً واقعاً ، وأن تمديد التفاوض هو مصلحة لإيران لأنها تزداد قوة واستمرارية في التطوير المطلوب مع تداعي الملفات التفاوضية تباعاُ ، ليتبين أن التفاوض هو مكسب للوقت تصبح فيه إيران أمرا واقعاً يتعين على الغرب التعامل معه والاعتراف به ....
فهذه المهلة التفاوضية مع إيران إن عنت شيء فهي تعني أمرين : أولهم أن تمديد التفاوض لم يكن يوماً بصالح الامريكين والغرب والعرب الواقفين معهم ، فهذا ينتهي دائماً بمنتج جديد في السلسلة النووية والتقنية تتقدم نحوه إيران وتحجز مقعداً لها .....
فالتنازلات الامريكية قابلها صعود إيراني تحقق بفعل ميزان القوى والذي يعني مدى تجرأ أمريكا على الذهاب للحرب مع إيران وتغير ميزان القوى ....إلا أن عجز الأمريكي بالذهاب إلى الحرب كشف أوراقها ، وكان القبول بكل الصعود الإيراني مع التدحرج الأمريكي من سقف متدني إلى أخر ، والرضا الأمريكي بامتلاك أيران للمستويات التقنية ، وهذا أن دل على شيء فهو يدل على أمرين :
أولهم ـ أن إيران كانت مدركة لإهمية حاجتها للوقت ، وأنها لم تكن جاهزة للوصول للتسويات ، فهي تعمل على اكتمال الحلقة النووية التي ينقصها التخصيب ، والتي بدونها إيران هي مجرد مستهلك للطاقة ، ولما تمكنت من ان تكون دولة كاملة القدرة النووية ......
والثاني ان امريكا كانت تعيش على خيار الذهاب إلى الحرب ، وهو سبب انخفاض السقوف الامريكية .....
فتلك هي المعادلة التي حكمت بين أمريكا وبين دولة الاستقلال الوطني التي تمثلها إيران خلال عقدين من الزمن ، في ظل الظروف الامريكية التي تمر بأحسن حالاتها .........
لكن المفاجأة كانت بظهور المقاومة والقدرة ليس على من يمتلك النار بل على من يمتلك القدرة بتحمل بذل الدماء ..
مضيفا ان الصورة الكاملة التي أحد ركائزها هو التسليم الأمريكي بالعجز عن الذهاب إلى الاشتباك ، والذي هو عامل ليس جديداً ، وان الجديد هو أن أمريكا في وقتها لم يكن لديها تصور للتسويات وما هي التسويات ، فهي كانت تحاول ترميم العجز بالذهاب إلى الحروب من أفغانستان إلى العراق لتطويق إيران ، وكان الرهان بالضغط على إيران وتطويقها يمر في الوقت الضائع ، لنأتي حرب لبنان ومحاولة اسقاط المقاومة في عام 2006/م لمحاصرة إيران وسورية و التي كان مصيرها الفشل ، لتبدأ نهاية الرهان على الحروب وارتفاع سقف إيران التفاوضي تدريجياً ، التي كانت تعمل بطريقة " حائك السجاد " وهي الطريقة الإيرانية المستمدة من القدرة على إدارة عدة ملفات بطريقة " السجادات المتتالية " التي لايحكمها الوقت لجهة الخسارة والربح ، فهي عمل جماعي ومتقن بنفس الوقت ، وهي ثقافة عمرها الاف السنين متمثلة بالطابع الاجتماعي لكل أفراد المجتمع الإيراني على مدى التاريخ، وهي إرادة تاريخية تتناقض مع الإرادة الموجودة عند الأمريكين الذين يعملون بطريقة " لاعب البورصة " المتسرع في حساباته ورهانه ، فهما منهجين مختلفين ........
إن مصادر قوة حلف المقاومة تتمثل بالقوة والقدرة على التعايش مع عامل الزمن
ملمحاً أن الأمريكي عندما يحتاج إلى تسوية في أوضاع المنطقة فهو بحاجة إلى الدور الأيراني في التفاوض ، فنحن ننتهي من الحروب الكبيرة لندخل في الحروب الصغيرة لكسب النقاط وتحسين الاوراق .....
وفي قلب هذا النوع من التفاوض باختلاف المنهجية والإرادة يكون المفاوض الإيراني ذو نفس طويل ، ولايعيقه عامل الزمن في تحسين قدرته ومكانته وأمكانيته بكافة انواعها ....
وهو الرهان الذي كان من إيران على عدم قدرة الأمريكي بتحمل الأوضاع التي سقطت فيها في أفغانستان .....
فالرهان على الزمن هو عامل حاسم في صناعة مكانة متفوقة لإيران تفاوضياً ، لأن ذهاب الأمريكي للتفاوض هو بسبب الفشل والعجز عن قيادة الحروب ، ولهذا الاعتبار فأن التفاوض قادم هو ماتنتظره إيران ولكن بهدوء " حائك السجاد" ...
وهي مصادر قوة حلف المقاومة التي تتمثل بالقوة والقدرة على التعايش مع عامل الزمن ، مقابل عدو لن يمتلك أسباب قوة أضافية ، فعوامل قوته قد أٌختبرت وهو في ذروة قوته ، وبقي رهانه على استعمال الارهاب ..........
مشيرا إلى أن هذا الأرهاب يقدم نفسه على أنه حامل لفئة معينة وهي غير موجودة بالبيئة الايرانية ، فكذبة الوهابية هي لأدعاء بحماية " أهل السنة " ، التي لم تجد لها بيئة حاضنة في إيران ولاحتى في سورية ، لأن "سنًة بلاد الشام" هي صاحبة النهج المعتدل في التعايش المشترك بين كل الطوائف ...
لافتاً إلى أن التعصب والإقصاء لايأتي ألا من المجتمع الغربي والسعودي ، فهو لايستطيع التعايش مع فكر أخر في محيطه لجهة المعاملة التي يعامل بها المسلم في الدول الغربية ، وأعتباره شخص غريب متطفل على هذا المجتمع ، ويٌنظر له بعنصرية وهذا مايخلق لديه التعصب ..
الشعب التونسي استعان بـ"السبسي " للتخلص من تركة "الإخوان المسلمين"
مبيناً أنه لايوجد عند داعش والنصرة انتحاريين سوريين ، بل جلهم من السعوديين وهذا ليس محض صدفة ، فهو مصدر رعب للغرب والامريكيين وخصوصا بعد الحوادث الاخيرة التي جرت في بعض الدول الغربية التي تم تسليم المساجد فيها إلى أصحاب الفكر الوهابي ، ويبقى الرعب والخوف الأكبر هو من دخول هذا الفكر وتناميه في السعودية ، لأن البيئة الفرية الغالبة عليها هي فكرة " الوهابية " التي لاتعتبر مسلمة وهي البيئة الداعشية بامتياز ، وهو ما ذكره الأمير "مقرن" في بعض مجالسه بأن الخلايا التي كانت خامدة من القاعدة ، اصبحت في طور الحياة بعد ظهور " داعش" ، وهو ما يمكن أن يجعل تغلغله في السعودية خسارة لـ /10/ ملايين برميل نفط يومياً ، وهنا يكمن خوف الغرب ….
مشيراً الى أنهم ذاهبون للإنخراط في التفاوض من موقع الضعيف مع حلفاء لا يستطيعون تقديم شيئاً ، وهذا يترتب عليه أثمان ….
لذلك يكون الايراني في التعامل مع هذا التفاوض من موقع القوي والمتعايش مع عامل الوقت ، وهذا تتصرف سورية والمقاومة..
مختتماً أنه بقلب الذهاب الى العنوان الكبير الذي إسمه أن امريكا أعلنت هزيمة مشروع الحرب والبدائل الممتدة طوال الفترة من عام/ 2006/ وصدور تقرير " بيكر ـ هاملتون" وصولاً الى ما سمي " الربيع العربي" الذي خسر آخر رؤسائه وهو " المنصف المرزوقي" بالسقوط المدوي في الإنتخابات التونسية مقابل " الباجي قايد السبسي" الذي يمثل بصورة أو أخرى جزء من نظام " بورقيبة" وإستطراداً نظام " بن علي" ، لكنه إحتياط إستعان به الشعب التونسي للتخلص من تركة " الإخوان المسلمين" …
لينتهي هذا الربيع العربي الذي كان آخر الإختبارات الأمريكية للتسليم بوثيقة " بيكر ـ هاملتون" الذي بدأ الإنخراط على أساسه بالملف النووي الإيراني ، ومبادرة " دي ميستورا" ، والتسليم بشرعية الرئيس " بشار الأسد" كشرط لأي تسوية سياسية في سورية….
فالإيراني لن يقدم أي تنازل ، وقدوم "لاريجاني" الى دمشق هو للقول للقيادة السورية ما هي ثوابتكم لتكون خطوطنا الحمراء ، ولقيادة حزب الله ما هي الرئاسة التي تريحكم لنجعلها عنواناً وشرطاً للتفاوض ، فإيران تحمل سلة حلفائها عنوان لتفاوض ليست مستعجلة فيه بالوصول الى نتيجة ، والمستعجل عليه دفع ثمن الوقت من حسابه ……
فإيران لن تساوم على حلفائها ومصالحهم ، لأنها تملك الزمن ومعه أسباب القوة ، ولأن الجميع في مركب واحد عنوانه " الإستقلال الوطني " .
تحرير: فاديا مطر
-