هل تبحث «داعش» عن نصر يعيد المعنويات شرق سوريا ؟تغيرت المعطيات واختلف الواقع على الأرض معنويا وماديا والتغت المقولة التي عششت في أذهان الناس عن مقدرة داعش العسكرية لبسط سيطرتها على أي موقع عسكري تنوي عليه فزمان انتصاراته قد ولى وتعززت فكرت الهزيمة في ذهنية البعض ممن يعتبرون حاضنة لأصحاب ثقافة قطع الرؤوس في المنطقة الشرقية خاصة القاطنين في مناطق تحت سيطرة الجيش العربي السوري وضمن مناطق هيبة الدولة السورية .
فهزائم داعش أثرت بشكل معنوي على عناصره فالهزيمة الأخيرة والضربات الموجعه له على أسوار مطار دير الزور العسكري وانتشار مقاطع لجنود سوريين يحملون الجثث مقطعة الرؤوس ويتنقلون به في أحياء دير الزور آثار الرعب في نفوس العديد من المسلحين اللذين اجبروا على مبايعة داعش ما دفع العديد منهم للفرار تحت الضربات العسكرية القاسية لهم وعلى الفور تم إصدار فتوى بحق كل من يهرب من القتال واعدم مايقارب ٤٠ عنصر منهم حسب ما تداوله ناشطون على صفحات التواصل الاجتماعي.
وزاد في ترد حالتهم المعنوية سيطرة الجيش السوري على طرق استراتيجية وقضم مساحات جغرافيا واسعة جنوب المحافظة وجنوب غربها وعدد من القرى الواقعة في الجهة الجنوبية الشرقية، وفرض طوق امني محكم مدعوم بالعدة والعتاد ، اضافة لانضمام مقاتلين من العشائر العربية الى الجيش العربي السوري في دير الزور والحسكة بدافع وطني مملوء بحقد على داعش الذي قتل ومثل بالكثير من أبنائهم والمقابر الجماعية الأخيرة التي وجدت في الكشكية وابو حمام بدير الزور وتضم رفاه أكثر من ٢٤٠ شاب غالبيتهم من عشيرة الشعيطات عززت ردة الفعل اتجاه هؤلاء الغرباء .
فداعش لم يتقدم على مدى أكثر من ١٠٠ يوما شبر واحد في عين العرب وانهزم في معارك جزعة بريف اليعربية الحدودية مع العراق ودفع ثمن كبير في العناصر والآليات وسحب جثث المهاجرين وتم دفنهم بمناطق مختلفة جنوب الحسكة ، وكبدهم الكرد خسائر كبيرة والى الآن لم يتقدمون في المعارك الدائرة غربي مدينة رأس العي بريف الحسكة الغربي والكرد يرابطون حاليا على بعد ٣٠ كم غربي راس العين باتجاه مدينة الرقة في محاولة منهم لفتح طريق إمداد لعين العرب وطرد داعش من قرية مبروكة والاشتباكات لم تهدء إلى اليوم ، بالمقابل تقهقرت داعش في المناطق المحيطة بمدينة الحسكة الى جبل عبد العزيز جنوب غرب المدينة وفرو الى الشدادي خلال الأيام الماضية بعد نجاح التكتيك الأخير للجيش العربي السوري الذي اعتمد على قضم المساحات الجغرافيا والخروج إلى مناطق سيطرة داعش بدلا من انتظارهم .
مصدر عسكري في حديث (لآسيا ) قال إن داعش حاولت خلال الأيام القليلة الماضية الهجوم وخرق الطوق الأمني الذي رسمه الجيش العربي السوري على محيط مدينة الحسكة ونفذو هجوم من ثلاثة محاور ( الميلبية – ام الخير – سبعسكور ) في محاولة منهما لشغل الجيش العربي السوري عن عملية هجوم كان يخطط لها لاستهداف فوج المدفعية في جبل كوكب شرقي مدينة الحسكة ولكن الجيش السوري افشل الخطط والرد بعنف علىهم وقتل العشرات وتدمير الآليات التابعة لهم ما أجبرهم للفرار إلى عمق الريف الجنوبي وصولا إلى الشدادي معقلهم الرئيسي .
المصدر ذاته أكد على إن داعش بدأت تتخبط في المنطقة وتبحث عن نصر جديد لإعادة الروح المعنوية لعناصره اللذين بدؤوا يفرون من ساحات المعارك ويرمون السلاح ، وعملية جس نبض لمعرفة ردة فعل الجيش العربي السوري في حال الهجوم على الحسكة ، فتقارير امني داعش المتخفين بمدينة الحسكة قد تلفت نظر داعش إلى مدينة الحسكة من منطلق استراتيجية ضرب المناطق الأكثر ضعفا حسب ما يتوهمون.
مصادر محلية من المناطق التي تسيطر عليه داعش في ريف الحسكة أكدت على إن الارتباك بد واضح على مسلحي داعش في المناطق فتحركاتهم مرتبكة ومعنوياتهم في أدنى مستوياته حاليا فالأنباء القادمة من العراق وطرد داعش من شنكال ( سنجار ) ولجؤ غالبية اسر مسلحي داعش إلى بلدة الهول شرقي مدينة الحسكة وما يحملونه من أنباء اثر بشكل مباشر على المتواجدين شرقي المحافظة .
الى ذلك سرت اشاعات كبيرة في مدينة الحسكة حول نية داعش بالهجوم على مدينة الحسكة والسيطرة عليها قبل نهاية العامة الجاري بعد الخسائر التي منيت به خلال الايام القليلة الماضية في دير الزور وريف الحسكة ومناطق راس العين واليعربية وهذا ما يؤكد فرضية بحث داعش عن نصر جديد يسهم في رفع معنويات مسلحيه خلال الفترة القادمة .
مصادر مطلعة اكدت على ان الانظار تتجه الى الحسكة رغم ان الكثير لا يرجح هذه الفرضية كون داعش لا تعرف ما حضر له في المدينة التي حصنت بشكل جيد خلال الفترة الماضية اضافة الى انه لا تملك المعلومات الكافية ، وصدهم خلال عطلة نهاية الاسبوع الماضي كفيل بصرف نظرهم عن مدينة الحسكة بعد فشل محاولاتهم التسلل والتغلغل الى نقاط الطوق الامني المرسوم في محيط مدينة الحسكة .
الى ذلك يبقى الهدوء يعم كافة مناطق الحسكة والارتياح بد واضح على الاهالي الرافضين لداعش وبات الحقد والكره واضح ، اضافى الى ان الاجراءات التي اتخذته الجيش العربي السوري و تحصين الدفاعات الخاصة بالمدينة والضرب بقوة لاي تحرك جنوب وجنوب غرب المدينة اسهم برفع الحالة المعنوية للمواطنين ، ليتكفل الكرد بالتعامل معهم غربي المدينة خاصة في القرى المنتشرة بين طريق تل تمر الشمالي والجنوبي .
انباء اسيا