كيف أسقطت دمشق الطائرة الصهيونية؟محمود عبداللطيف – عربي برس
الصور التي عرضها التلفزيون العربي السوري للطائرة الإسرائيلية التي أسقطت في قرية حضر الواقعة بمنطقة جبل الشيخ بريف القنيطرة ما هي إلا واحدة من خمس طائرات إسرائيلية بدون طيار أسقطت خلال العام 2014، في مناطق من «فلسطين و لبنان و العراق و إيران»، و لتعكس هذه الطائرات الخمس فشل الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في تحقيق النصر الاستخباراتي الذي تعاقبت حكومات الاحتلال الإسرائيلي على تمجيده وتمجيد التنقية العسكرية الإسرائيلية وخاصة تلك التي تصنعها بنفسها.
إن البحث في المهمة التي كانت الطائرة الإسرائيلية تنفذها في عمق الأراضي السورية سيشير بكل تأكيد إلى أن الحكوة الإسرائيلية تحاول جمع المعلومات الاستخبارية اللازمة لتنفيذ الميليشيات المرتبطة بتنظيم القاعدة و التي تدعمها الحكومة الإسرائيلية لوجستياً في منطقتي الجولان السورية المحرر و المحتل، و العين الإسرائيلية على الطريق الدولية الواصلة ما بين محافظة القنيطرة و العاصمة السورية دمشق، فبعد أن تلقت الميليشيات الموجودة في منطقة الغوطة ضربات موجعة قد تنتهي قريباً بتحرير الغوطة كاملة بما فيها دوما من وجود الميليشيات، إذ تستخدم الحكومة السورية كل أسلحتها الفعالة في الميدان القتالي و الذي من أهمها عمليات المصالحة الوطنية، كما إن الخطط العسكرية السورية التي تنفذ ضد المسلحين تربك حسابات الكيان الإسرائيلي، خاصة و إن الكيان واجه ما يواجهه الجيش العربي السوري من فعالية سلاح الأنفاق الذي تستخدمه الميلشيات المسلحة في الغوطة، لكن الجيش العربي السوري أثبت تفوقاً كبيراً على الجيش الإسرائيلي في تعطيل سلاح الأنفاق و جعله غير ذي جدوى، بعكس الجيش الإسرائيلي الذي سقط تحت أقدام المقاومة الفلسطينية التي حيدت الطيران الإسرائيلي و أفقدت جيش الاحتلال التفوق الجوي من خلال الاستخدام الفعال لسلاح الانفاق، وضمن هذا الوضع المتردي للميليشيات في الغوطة الشرقية كان قرار العدوان الإسرائيلي على منطقتين في ريف دمشق ” المطار الشراعي في الديماس” و “مستودعات في مطار دمشق الدولي”، ليخفف الضغط على الميليشيات و محاولة لجر سوريا نحو المواجهة المباشرة مع الكيان، أو على الأقل من خلال الكشف عما إذا كانت سوريا امتلكت منظومة الدفاع الجوي الروسية الصنع « S-300» أم بعد، لكن دمشق لا ترد على الحماقة بمثلها.
لتنحصر حكومة الاحتلال بخيار دعم الميليشيات المسلحة ومحاولة توفير ما يلزمها لاستهداف النقاط السورية في جبل الشيخ من معلومات استخبارية من قبيل «الموقع الجغرافي – الثغرات – تعداد المقاتلين…إلخ»، لكن إسقاط الطائرة سليمة فاجئ الكيان الإسرائيلي.
فالصور التي بثها التلفزيون السوري تظهر أن الطائرة التي تم إسقاطها سليمة، و لم تتعرض لأي أذى خارجي، لكن كلمة «إسقاط» في البيان الرسمي السوري تدلل على إن الطائرة تعرضت لنوع من الاختراق الإلكتروني من قبل الدفاعات الجوية السورية التي تسعى حكومة الإحتلال الإسرائيلي و الحكومات المعادية لسوريا للوصول إلى أسرارها، وهذا يعكس تفوقاً تقنياً لابد و أن يكون لإسرائيل مخاوفها منه لاحقاً، فخمس طائرات تجسس في سنة واحدة، مع إختراق اجوائها بطائرات تحركها المقاومتين اللبنانية و الفلسطينية يربك الموقف أكثر، فالقبة الحديدية الإسرائيلية أصبحت مثار سخرية بعد أن اخترقتها الطائرة «أيوب» التي أرسلها حزب الله إلى الشمال الفلسطيني في وقت سابق من العام الحالي، فيما وصلت الطائرة «أبابيل» التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية من غزة إلى نقاط عميقة من الأراضي المحتلة، وتدرك تل أبيب أن كلا المقاومتين مدعومة من قبل سوريا و إيران عسكرياً، لذا فالسؤال الذي هز إسرائيل بسقوط طائرتها هو «كيف أسقطها السوريون دون المساس بها..؟»، فالمخاوف من الوصول إلى أسرارها محسومة بأن السوريين وصلوا إلى ما هو أكثر من أسرار الطائرة «سكاي لارك 1»، وهذا يعني إن الدفاعات الجوية السورية ليست صاروخية وفقط، بمعنى أن دمشق تمتلك تقنية عالية رصدت الطائرة، و سيطرت عليها في الجو و حركتها إلى حيث أسقطت، لكن كيف سيبرر الجيش الإسرائيلي الحادثة…؟.
الجواب على هذا السؤال سيكون مخرجاً سمجاً من قبل الجيش الإسرائيلي الذي سيقول مباشرة أو عبر محللي الإعلام الإسرائيلي أن الطائرة كانت في مهمة تدريبية وفقدت السيطرة عليها نتيجة لخلل فني و من ثم دخلت الأراضي السورية و سقطت تلقائياً نتيجة العطل»، وهي حجة تحتاج لطفل ساذج ليصدقها.