أكد رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية في حواره على القناة الفضائية السورية أن السؤال المطروح حاليا بالموضوع الروسي ذو ثلاثة مفاصل : أولها أن روسيا تمر بموقف حرج ؟ وأنها كدولة منتجة للنفط في المركز الأول عالمياً تعتمد عليه بنسبة 40 ـ50% من مدخولها بالعملة الصعبة،قد أصيبت بخسارة تقدر بـ125مليار دولار سنوياً من جراء خفض سعر النفط بحدود 40% ...
معتبراً أن حرب الأسعار ليست تطوراً موضوعياً ،فهي بالنهاية تعتبر حرب ، وتستهدف
بصورة أساسية موقفي "روسيا ـ إيران" لاستنزاف ماستحصل عليه إيران من أرصدتها المجمدة ، حتى لاتستطيع تعويضه ..
وإجبار روسيا على دفع الثمن أملا بالوصول إلى أين ،
بنزيف العملة الصعبة حتى يتم التأثير على (الروبل ) واختلال الميزان التجاري والقدرة الشرائية مما يؤدي إلى تأزم واحتقان داخلي ..
متسائلاً أن هذا المشهد هل هو بلا بدائل روسية لمواجهة هذه الحرب الاقتصادية ؟.
وإن هذه الخسارة بالإضافة للعقوبات سيؤدي إلى تغير الموقف الروسي في السياسة؟؟
مشيراً إلى أن الموقف الذي أعلنه الرئيس "بوتين " في اجتماع "دول الاتحاد الروسي " منذ أيام قال فيه كلاماً يعتبر كسر لقواعد اللعبة لجهة الجدية والحزم والأهمية في كلام "بوتين" وهو الكولونيل الروسي المهم ورجل الـ/ kgb /
والذي يقول : إن كثيراً من الناس تظن أن مواقفنا بسبب وقفتنا مع حلفائنا وهذا غير صحيح ، وإن روسيا بعظمتها وتاريخها ومساحتها وقدرتها العسكرية عندما ترتضي أن تكون أقل من أي دولة في العالم وخصوصاً أمريكا في صناعة السياسة فهي ترتضي الإهانة ،وهي
كانت تنتظر الفرصة المؤاتية لتثبت أنها شريك في لعبة العالم ،
فبعض شعوب ودول منها سورية وإيران وغيرهم ، وأعطوا لروسيا فرصة حرب بكلفة أقل، ولكن ليس بأقل من تكلفة حروبهم ........
مشيرا أن روسيا لن تتراجع وهذا قرار نهائي بالنسبة لروسيا وستكون شريك وند في السياسة العالمية حتى لو كانت الكلفة حرب اقتصادية وأننا سنصدر قريباً عفوا ماليا عن كل كتل رأس المال المهاجرة ، ونسقط كل العقوبات المالية لـ 3 ترليون دولار من المال الذي يدور في كل مصارف العالم الذي تم صيدنا به بسبب وقوعنا في فخ القوننة للنظام
المصرفي في تعاملاتنا المصرفية .........
مشيرا ألى أن المتوقع استرداده هو /1 / ترليون دولار وهو ماشكل رعب لدى الغرب لأنه يعتبر عند الغرب إسقاط للنظام المصرفي وفرض ضريبة قد تصل إلى 100% على السلع الأوروبية المستوردة من الغرب وهي قيمة مضافة تسمى ضريبة البيئة والبحوث العلمية وهو مايو فر/ 100/مليار دولار كانت تنفق على الاستيراد دون الإخلال بشروط منظمة للتجارة العالمية ...
معتبراً أن روسيا أقوى من أن تلوى ذراعها وهي قد دخلت الحرب وستنتصر ...
وأكد رئيس شبكة توب نيوز الإخبارية أن روسيا قررت المواجهة وأن الغرب بدأ يحسب الحساب لما سيترتب عليه من جراء هذا الموقف الروسي والذي أعلن عنه أوباما في قوله : " يجب على أوروبا أن تحسب حسابها بشأن الغاز هذا الموسم ...
مشيراً إلى أن القواعد حول اللعبة السياسية في العلاقات الروسية ألأمريكية ، هي القواعد التي فرضتها روسيا وليس أمريكا ، فمنذ أن بدأت عملية التسويات في ملفات أيران وسورية وأوكرانيا حتى خرج الرئيس بوتين ليعلن أن لا لقاء قمة مع الرئيس أوباما مالم ترفع العقوبات ، ورأينا هذا الموقف في اليابان وقمة العشرين ، وهذا لسببين : أولهم الرفض الروسي لربط العقوبات بموضوع أوكرانيا ،والثاني : لأن روسيا ترفض أن تأخذ أمريكا صفة أستاذ الصف وتعاملها كتلميذ ، فهذا موقف سيادي له علاقة بسيادة روسيا ولم يكن قائماً حتى في عهد الاتحاد السوفيتي
فمع إصرار الرئيس بوتين على خوض هذه المعركة يصرح بأنه لن نخرب التفاهمات التي وصلنا إليها....
مؤكدا أن الوزير كيري يحاول إقناع الوزير لافروف بأن القانون المطروح من قبل الكونغرس هو مجرد قانون لن يستخدم من قبل الرئيس الأمريكي ، وانه قانون يستخدم للحرب الانتخابية ، فهو مصيدة لإيقاع الرئيس الأمريكي في فخ إضعاف الكونغرس .............
فيجيب الروس أن الصمت عن هذا القانون هو تشجيع للغة العنجهية الأمريكية وهو لن يمر ، لأنه يمكن استخدامه من قبل رئيس آخر ، وأن هذا موقف مبدأي لن تتخلى عنه روسيا ....
مشيراً إلى أن أمريكا بدأت تسلم بأن العالم قد تغير ، وأن روسيا شريك لابد منه لصنع شبكة أمان للمصالح الأمريكية في الملفات الساخنة والمتفجرة ، لكن أمريكا لاتسلم بأن روسيا شريك كامل لها في كل ملفات العالم .....
منوهاً أن هناك صراع أحجام بين روسيا وأمريكا سيطول ، وهناك حرب باردة حتى في حال حلحلة كل الملفات الباقبة .........
وأضاف قنديل أن النظرة الروسية لموضوع أوكرانيا هي صراع " أوكراني ـ أوكراني " ، بينما النظرة الأمريكية هي أن الصراع " روسي ـ أوكراني " وهو سبب العقوبات المفروضة ....
منوها أن طرح موضوع جزيرة القرم كان الرد الروسي عليه قاطعاً وواضحاً لجهة اعتبارها قدس الأقداس فمن يقترب منها سيتم حرقه ، وهذا مايعتبر رفض روسي لمبدأ العقوبات ....
لافتأ إلة أن كيري صرح لسفرائه في تموز من العام /2013/م في العقبة أن العالم ذاهب إلى موضع " رابح ـ رابح" لأنه لايتحمل وجود " رابح ـ خاسر " ، فهل سنستطيع تسوية تفاهمات المنطقة بمنطق " رابح ـ رابح " بوجود واقع عدم القدرة على إسقاط الرئيس الأسد والذي جاء بعده كلام أوباما بأننا لانملك خطة طريق لهذا ، وأن التسوية مع سورية وإيران ستخلق وضعاً صعباً لكل من السعودية وتركيا وإسرائيل ، وأننا مهتمون بأن لا تكون إسرائيل على ضفة الخاسرين برغم عجزها عن منح صيغة سلام ، ولكن يصعب إخراج السعودية من هذه الضفة ..
منوهاً أن التسويات في المنطقة لم توضع لها حجارة أساس بسبب التفاهم الروسي الأمريكي ، بل بالعكس فأن رسو كل المعادلات الخاصة بهذه الملفات هو بسبب صمود سورية وتضحياتها وانتصاراتها التي فرضت على الأمريكي أن يلجأ إلى روسيا ، فقد قرر الأمريكي التسليم بثلاث ملفات فرضها العسكر وهي : ....
أولا : أنهم لايملكون بدائل وهم غير جاهزون لخيار الحرب ...
ثانياُ : قول الجنرال " ديمبسي " بأن الغارات الجوية لاتكفي وهناك حاجة إلى قوات برية ، بالإشارة إلى الجيش السوري القادر على هذه المهمة والذي من ورائه المقاومة والاحتياطي الممتد إلى إيران .....
ثالثاً : أن نهاية عام /2014/م هو بداية عام التسويات في حال عدم الوصول إلى نصر بدون حرب ، وأن الوصفة هي " ببكرهاملتون" التي تقول : الاعتراف بسورية دولة عظمى في الإقليم ، وإيران دولة عظمى في آسيا ، وأن إسرائيل أصبحت عبء استراتيجي ولم تعد ذات قيمة مضافة ......
مؤكداً أن التفاهم قد حصل في " فيينا " وأن شرطه الأخير هو عدم الإعلان عنه بسبب مايشكله من صعوبة للرئيس الأمريكي أمام الرأي العام الأمريكي والقيادة السياسية ، وعدم القدرة على التحمل الأمريكي لإعلان اتفاق مع إيران بينما العلاقات الإيرانية التركية والإيرانية السعودية شائكة ، وهذا مادعى" كيري لطرح الحل السياسي بعد اجتماعات " فيينا " خلال أربعة شهور من السبعة المعطاة كمهلة لتنفيذ التفاهم ،فالملفات الثلاثة الكبرى التي عصفت بالعالم تدخل الآن مراحل التسويات .....
أما في الشأن السوري لفت قنديل إلى أنه ليست المرة الأولى التي تسعى فيها الدولة السورية لتسهيل مبادرة دولية تخفف من نزيف الدماء ، ولكننا هذه المرة نحن أمام شيء مختلف ....
فمبادرة " ديميستورا " ليست مهمة بالشكل والتفصيل ، بل هي ذريعة بالمعنى السياسي لإطلاق مسار ، فمنذ عام / 2012/م ودخول " كوفي عنان" على خط الأزمة السورية ، كان العالم كله يفترض أن هناك بنية شعبية للمعارضة وعنوانها السساسي " مدني ـ علماني " تقاتل الدولة ، وكان المطلوب وقف القتال وخروج الجيش من المدن ، في وقت دفعت سورية ضرائب كبيرة لإثبات وجود الإرهاب على أرضها .....
فكل محور الحرب على سورية كان همه خروج الجيش من المدن لإسقاطها بيد المعارضة ، ليخرج بعدها " عنان " بالقول أنه كان ضحية خديعة ......
مشيراً إلى أن قدوم الإبراهيمي هو لتقديم غطاء يستطيع فيه تنمية وضع المجموعات الإرهابية بالتهويل على الدولة السورية ورئيسها ، لكنه فشل بسبب مواقف الرئيس الأسد الواثق من جيشه وشعبه ، مضيفاً أن "دي ميستورا" هو أشجع من عنان وأصدق من الإبراهيمي ، وأنه جاء في وضع عسكري مختلف لجهة وجود النصرة وداعش والجيش السوري على الأرض ميدانياً ، وأن العالم كله يدرك أن النصرة فرع القاعدة ، وداعش هي قاعدة القاعدة ، وأن ليس بيدهم خيار سوى الجيش العربي السوري........
لافتاُ أن خطة التجميد التي جاء بها ميستورا كان رد الرئيس الأسد عليها هو " لاحياة لمبادرة لاتضمن قرارات مجلس الأمن التي تنص على أقفال الحدود ومنع السلاح والمسلحين ، وأننا جاهزون لتعميم هذه المبادرة على كل المناطق السورية بشرط تضمنها قرارات مجلس الأمن " منوهاً أن الحكومة الفرنسية الحالية قد أضعفت مواقف فرنسا السياسية وأدت إلى سقوطها في القاع ، حيث أن فرنسا كانت أخبث الأعدء في الحلف المعادي لسورية .....
مؤكداُ أن التفاهم الأمريكي الروسي قد تم على ثلاث أشياء في سورية والباقي قيد النقاش....
أولها : أن سورية باقية بقيادة الرئيس بشار الأسد ، ,إن الجيش السوري هو العامود الفقري بالحرب على الإرهاب ، وان العملية السياسية في سورية محطتها الحاكمة هي الانتخابات البرلمانية عام /2016/م ......
لافتاً أن الروسي مقتنع بوجود " واجهة معارضة " للإقلاع بالعملية السياسية في سورية ، والتي هي ضرورية لإلغاء القرارات المعادية من الغرب اتجاه سورية ، ووضعها كمعادل سياسي لانتخابات عام /2016/م والتي سيعترف العالم بها ويتعامل بها ، ,إن الأحجام البرلمانية هي المحدد الرئيسي لقدرة تعديل القوانين والتشاريع بحسب الدستور السوري ، فالمعارضة لم تعد تملك شيء على الأرض ، وأن الدولة السورية تدفع من منجزاتها لتشكيل جواز مرور إلى المعادلة الدولية والإقليمية السياسية بشكل سلس ، فهناك كلفة صعبة ولكنها ضرورية ، لأن ترجمة النصر العسكري بنصر سياسي لايقل أهمية عن انتاج النصر العسكري ، وأن النصر السياسي هو إعادة العالم للتعامل مع سورية بأمر واقع لا مفر منه ، وهذا يحتاج إلى جواز مرور قد تعامل به الرئيس الأسد مع مبادرة " دي ميستورا " بشكل أذهل الأخريين ...
مضيفا أن التقسيم له شروط وقواعد قد تخطتها سورية ، فهو غير موجود لأن العالم لايستطيع التعامل مع جسمين هما " داعش والنصرة " ، فهم مشروعين ليس لهم هوية إقليمية مبنية على قومية وأن التقسيم له معيار هو معيار الهوية أو الطائفة أو المذهب ، وان خطوط الانقسام في الجغرافية السورية ليس لها سوى هوية سياسية ......
مبيناً أن النصرة وداعش هي ظواهر اشرطة تقاسم حدودي خدمة لمشغليها وهي تدار مخابراتياَ، لكن لايمكن أحتوائها لأنها تشبه الوباء السرطاني ......
مشيراً إلى أن الدولة السورية جاهزة للحرب أذا مادعت الحاجة لذلك دفاعاً عن الحدود والسيادة ، فهي الدولة التي تسترد عافيتها عسكريا وسياسيا وجغرافياً ، وأن الجيش العربي السوري قد بدل المشهد إقليميا ، وهذا ما ألمح إليه الأستاذ " محمد حسنين هيكل " الذي يعتبر أميناً لفكره ومنطقه
، فقابيلية توازن القدرة في الذهاب إلى الحروب تقول : أنه عندما تصل الأمور إلى الحدود ستعود هذه الحدود كما كانت في الأصل سيادة سورية خالصة .........
وأشار قنديل إلى النصر الذي حققته كوبا أمام العنجهية الأمريكية والذي هو أحد ثمرات صمود " بوتين " ...
مؤكداُ أنه باللغة العسكرية يعد انسحاب القطعات العسكرية من وادي الضيف هو انسحاب منسق ومرتب بغية أعادة تشكيلها وهو تقدير غرفة العمليات العسكرية السورية
فالجغرافية يمكن أستردادها ، وأن دخول النصرة إلى وادي الضيف غير ذو قيمة بالتأثير على باقي المناطق مثل حلب ، فحلب هي العنوان الأساسي ، وأنه ليس أمامهم حل سوى الذهاب إلى الحدود التركية ....
ملمحاُ إلى أن ذهاب " دي ميستورا " إلى الرياض قد سبقه حضور أمريكي لدعم مبادرته ، وان الأردن قريباً سيغير كلامه ، لأن المناخ العام في العالم والمنطقة يتجه نحو الانسحاب من الأزمة السورية .....
جازماُ بعودة السفارة الإيطالية في الربع الأول من العام القادم وأن اسبانيا تدرس جدياً موضوع سفارتها وأن ألمانيا تدرس إرسال قائم بالأعمال ، مضيفا إن الأمريكي الذي كان قد أشار تقرير مركز الشرق الأدنى في واشنطن إلى أن استقالة " هاغل " هي بسبب فكرة إرسال سفير إلى دمشق قريبا .....
فهذا هو سياق التطورات المرافق له المشهد اليمني والتسليم لإيران بكل ماتريد بالملف النووي والمشهد الأوكراني الذي أخرج القرم من دائرة النقاش ، وهذا مايدل على أن دخول العام القادم هو دخول في زمن التسويات ، وأن الصمود السوري الذي كان قد أسس بخندقين في العالم ، استطاعت فيه سورية الحفظ لمن وقف معها فرص أن يحقق نصراً بانتصارها ....
مؤكداً أن هناك عالم يولد وليس شرق أوسط جديد فقط ، وأن القضية الفلسطينية التي يريد لها البقاء خلف الستار ، تتقدم إلى المسرح لتقول أنه بدونها لاتعيش التسويات ، ولاتصمد التفاهمات ، فتجاهلها هو قنبلة موقوتة تهدد بانفجار كل مابني أن لم يتم مقاربتها بعيون مختلفة ...
أما في الشأن اللبناني أشار قنديل بأن هناك تسليم بالواقع لاتستطيع الحكومة تظهيره في السياسة ، وأن رئاسة لبنان سيعقد لوائها رئيس بضمن الوقوف مع المقاومة وحماية ظهرها مشيراً إلى أن قائد الجيش العماد " قهوجي " هو صاحب موقف شهم ومدافع عن جيشه ولهذا يتم التآمر على الجيش الذي هو صاحب عقيدة راسخة في محاربة العدو الإسرائيلي ، وأن هناك معادلة في لبنان ستعطي للمقاومة دور سلطة الظل في إعادة تشكيل الدولة السياسية وأن مرشحها العماد عون غير قابل للمقايضة ، إلا أذا رأى العماد عون في تقدير ما ولحظة ما أن هناك فرصة لمكسب سياسي أعلى في تسوية أخرى ، فهو صاحب القرار في ذلك .
تحرير: فاديا علي مطرf