ماذا تعني هزيمة «داعش» في دير الزور؟حسان الحسن ـ المردة
لقد حسم الأمر، مدينة “حلب” ستعود إلى كنف الدولة حتماً، بعدما باتت مطوقةً نارياً من الجيش السوري، الذي تمكن مؤخراً من قطع طرق الإمداد عن المجموعات المسلحة في الشطر الشرقي من المدينة، الآيلة الى المصير عينه الذي لاقته “حمص” قبلها، أي عقد مصالحة تفضي إلى خروج المسلحين من “الشهباء” الى ريفها، وتسوية أوضاع بعضهم ممن لم يقدم على ارتكاب جرائم، بحسب مصادر متابعة. ولكن بمبادرةٍ روسيةٍ هذه المرة، يذكر أن “تسوية حمص” السابقة، إنجزت برعايةٍ إيرانية.
وتلفت المصادر إلى أن القوات المسلحة ماضية في إحكام الطوق على عاصمة سورية الاقتصادية، وتشديد الحصار على الأحياء الخارجة على سلطة الدولة فيها، لإجبار المسلحين على الاستسلام، تجنباً لهجومٍ عسكري، وذلك للتخفيف من حدة الخسائر البشرية والمادية، برأي المصادر.
وعن الموقف والدور التركي المرتقب من “المبادرة الروسية في شأن حلب”، يرى مصدر في المعارضة السورية أن هذه المبادرة ما كانت لتنطلق، لولا الموافقة التركية المسبقة عليها، معتبراً أن نجاحها يفقد الدول الراعية للمجموعات المسلحة أحد أقوى أوراق الضغط على الحكومة السورية، ومشيراً في الوقت عينه أن “أنقرة” تسطيع متابعة هذا الضغط من كل مناطق الشمال السوري المحاذي للأراضي التركية.
ويرجح أن تكون تركية قد تقاضت من روسية ثمناً سياسياً مقابل تمرير المبادرة المذكورة، وهو دعوة بعض ممثلي “المعارضة السورية” المقربين من أنقرة الى الحوار المرتقب مع ممثلين عن الحكومة السورية في موسكو، بعدما فقدت هذه “المعارضة” زمام المبادرة على الأرض، وباتت في مأزق سياسيٍ أيضاً، برأي المصدر
وفي شأن مطلب المسلحين بتجميد القتال في الريف الشمالي لحلب، وإمكان إعلان “امارة إسلامية” تابعة “لجبهة النصرة” فيه، يسخر المصدر المعارض من هذا الكلام، ويسأل هل تسمح تركيا بإقامة “إمارة” على حدودها؟
ويستبعد فرضية “تجميد القتال” في “الريف”، نظراً لتعدد الفصائل المسلحة، ولتشابك خطوط التماس بين الجيش وهذه الفصائل من جهة، والفصائل فيما بينها من جهةٍ أخرى، لاسيما نقاط التماس بين “ريف حلب” و “الرقة” الخاضعة “لداعش” .
ويرى المصدر أن أقصى ما بوسع المجموعات التكفيرة بلوغه، هو الحصول على مناطق نفوذ في الريف المذكور، لاسيما بعد خروج مسلحيها المرتقب من “حلب”.
وفي الجنوب، تشهد جبهات “القنيطرة” و “درعا”، لاسيما منطقة “الشيخ مسكين” و”أنخل” معارك طاحنة بين الجيش والتكفيريين، لمنعهم من الوصول الى “الغوطة الشرقية” وقطع طريق دمشق- الاردن، بحسب مصادرميدانية، وتؤكد تقدم القوات المسلحة في عمق “الشيخ مسكين” وقصف مواقع المسلحين بقوة في “بصرى الشام” و”انخل” وسواها.
وبالانتقال الى “دير الزور” التي تشكل الحدث الميداني الأبرز، لاتزال “داعش” تحاول اقتحام المطار والسيطرة على المدينة، غير أن محاولاتها باءت بالفشل، بعد تصدي الجيش السوري لها، وإفشاله هجومين متتاليين على المطار في الايام الفائتة، تؤكد المصادر.
ولا ريب أن هزيمة “تنظيم الدولة” في “عين العرب”، ثم “الدير” يعني هزيمته في كل سورية، على اعتبار أن سلسلة الهزائم المتكررة، ستسهم في تأليب عشائر “الجزيرة” ضده، برأي باحث استراتيجي، ويؤكد أن خسارة “داعش” في “دير الزور” ستمنعه من التقدم في اتجاه البادية- حمص والريف الشرقي للقلمون، وفي الوقت عينه سيطبق الجيش على “التنظيم” من جهتي “الحسكة” و”القامشلي”، بالتالي ينحسر وجوده شرق الفرات.