بالتفاصيل.. ماذا جرى بين بوغدانوف ونصرالله وماذا قالت المعارضة السورية عن سيد المقاومة؟كشفت مصادر عربية مطلعة أبعاد المساعي الدبلوماسية التي يقوم بها المبعوث الروسي ميخائيل بوغدانوف لعقد مؤتمر بين المعارضة الوطنية السورية والنظام السوري في دمشق لإيجاد تسوية للأزمة السورية دون تدخلات خارجية.
وجاء اجتماع بوغدانوف في دمشق مع الرئيس السوري بشار الأسد وبعض رموز المعارضة السورية بعد أن كان التقى معارضين من الائتلاف السوري المعارض في اسطنبول وموسكو قبل زيارته إلى دمشق، وكان بوغدانوف مهد لمساعيه تلك بمشاورات طويلة في بيروت في السادس من الشهر الجاري.
وكان اللقاء الأهم الذي عقده بوغدانوف في زيارته إلى بيروت مع السيد حسن نصر الله وأجرى بوغدانوف لقاءات بروتوكولية مع كل من تمام سلام ونبيه بري ووليد جنبلاط والسنيورة وفرنجية وميشيل عون باستثناء القوات اللبنانية، استمع خلالها أكثر مما تحدث وكانت النقطة الأساسية هي ضرورة التوافق على رئيس للجمهورية وخطر الإرهاب الذي يهدد لبنان.
وحسب المصادر فإن اللقاء مع نصرالله كان هو اللقاء الأخير في محطته اللبنانية، واستمر لمدة تجاوزت الثلاث ساعات وتم خلاله إجراء اتصالين مع سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي واتصال ثالث مع لافروف ببوغدانوف، ووصف اللقاء بأنه بيت القصيد ومفصلي وذلك على ضوء اللقاءات التي أجراها السيد حسن نصر الله مع رموز في المعارضة السورية مؤخرا.
وبحسب ما ينقل “الخبر برس” عن شبكة “إرم” فإن الروس أرادوا من لقائهم بالسيد حسن نصر الله طمأنة المعارضة السورية الوطنية والديمقراطية بأنهم يسعون إلى ضمان نجاح الحوار حيث أن معظم الوفود المعارضة السورية التي حضرت إلى موسكو طالبت الجانب الروسي بشكل رسمي وواضح ضمان نصر الله لهذا الحوار فقد اجمع الكل على ثقتهم به وينظرون إليه بأنه الأكثر تأثيرا على الرئيس السوري بشار الأسد ويجزمون أن كلمة حسن نصر الله واضحة وصريحة وصادقة ولا يمكن أن يخدع أحدا، فهو عندما يعلن عن استعداده للقيام بهذا الدور فإن المعارضة السورية تثق به بالمطلق وينظرون إليه على أنه يلتزم بما يتعهد به.
يذكر أنه في منتصف الشهر الماضي تم لقاء بين المعارض الحقوقي السوري هيثم المناع والسيد حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية في بيروت استغرق مدة 8 ساعات متواصلة خرج مناع من هذا اللقاء ليقول إن سوريا أمانة عند حسن نصر الله وهو أهل لهذه الأمانة.
وقد تم الاتفاق في ذلك اللقاء بين المناع والسيد حسن نصر الله على ضرورة فتح الحوار المباشر بين النظام والمعارضة الوطنية السورية وقد تم تعريف المعارضة الوطنية السورية بين الطرفين ووضعت المعايير والأسس لتعريف هذه المعارضة وأهمها:
أولاً: عدم المشاركة بالأعمال العسكرية والأمنية وسفك دماء السوريين.
ثانيا: الذين ينادون بوحدة الأراضي السورية والمحافظة على مؤسسات الدولة.
ثالثا: الذين وقفوا ضد التدخلات الخارجية في سوريا.
رابعا: الذين لم يكن لهم أي علاقة مباشرة أو غير مباشرة مع أطراف خارجية.
أراح هذا التعريف الطرفان، وقال مناع يومها للمقربين إنه يرى بداية ضوء من الممكن أن ينير سوريا إذا صدق الجميع.
وبعد لقائه بالسيد حسن نصر الله توجه هيثم المناع إلى القاهرة وعقد لقاء مطولا وموسعا شارك فيه ممثلون عن كافة القوى الوطنية السوريا سواء كانوا داخل سوريا أو خارجها، وفي هذا اللقاء ثمن الجميع لقاء المناع بنصر الله وبالذات موقف نصر الله الذي أبلغه لمناع بالتزامه الكامل بتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه بالحوار.
نقل المناع عن السيد نصر الله قوله بصريح العبارة “لا تفهمونا خطأ فنحن لسنا في جيب أحد بالكامل كما يردد البعض. إن لنا أيضا مآخذنا على النظام في سوريا وأهمها ما عانيناه نحن كلبنانيين في لبنان نفسه، فبالرغم من حلفنا القوي مع سوريا إلا أننا تحملنا من التواجد السوري الكثير ولكن الذي استفاد من هذا التواجد للأسف هم من انقلبوا على سوريا. يجب أن يصلح هذا النظام نفسه ونحن في حزب الله لا نقول إن النظام مثالي ونتغنى به، لا فهناك أخطاء وأخطاء جسيمة ويجب إصلاحها ولكن يجب ألا تدمر سوريا”.
وأضاف مناع على لسان نصر الله “أن المشروع الآن هو تدمير سوريا ونحن في حزب الله نقف صراحة ضد هذا المشروع التدميري لأن سوريا قوة ممانعة ومقاومة فلذلك المطلوب هو رأس سوريا، لكن أي نظام يجب أن يبني قاعدة شعبية عريضة فقد ثبت في الماضي ويثبت في الحاضر أن أهم حماية لأي نظام هي حاضنته الشعبية”.
وأضاف “أنا التزم أمامكم بأنني سأعمل بكل طاقتي وما استطيع من أجل تفاهم سوري سوري ومن خلال اتصالاتي ولقاءاتي سواء مع الرئيس الأسد أو معاونيه لمست هذا التوجه فلا أحد يمكن له أن يقفز عما حدث في سوريا ومن لا يريد أن يرى ذلك فهو لا يفقه بالسياسة شيئا إن سوريا منكوبة، لقد دمرت سوريا وهي بحاجة لكل أبنائها الآن”.
ثمن الروس موقف المعارضة الوطنية حيث أبدت شريحة واسعة من الائتلاف السوري تأييدها للحوار السوري السوري.
وكان وليد المعلم وزير خارجية سوريا زار موسكو نهاية الشهر الماضي ووضعه الرئيس الروسي بوتين في صورة الاتصالات مع المعارضة الوطنية السورية وقال بوتين إنه أبلغ المعارضة بشكل واضح أن بقاء الأسد من عدمه ليس مطروحا على جدول الأعمال وأن وحدة سوريا هي الأساس وأن الهدف تخندق السوريين ضد التدخلات الخارجية.
وقال بوتين نريد أن نصل إلى مرحلة نثبت فيها أن سوريا تتعرض لغزو خارجي وليس إلى ثورة داخلية وطمأن المعلم بأن أصدقاء روسيا كمصر وإيران يرحبون بالحوار وكذلك دول مجموعة دول “البركس” وسننطلق بزخم في حوار سوري – سوري وفي حالة الاستعصاء سننتدخل.
وكان أمين عام مجلس الأمن القومي الروسي زار طهران في تلك الفترة وأطلع الإيرانيين على المشاورات وطلب مساعدة إيران وأبدت إيران استعدادها لدعم الجهود الروسية.
وبعد عودته إلى دمشق أبلغ المعلم نظيره الروسي موافقة دمشق على الجهود الروسية وقام الرئيس الروسي فور ذلك بزيارة إلى أنقرة بهدف تحييد تركيا حتى لا تقوم بأية جهود لعرقلة المساعي الروسية، ويقال إن الرئيس رجب اردوغان تعهد بذلك في ظلال اتفاقات اقتصادية ضخمة بين البلدين.
ومن المرجح أن تستكمل روسيا مشاوراتها وتدعو إلى مؤتمر الحوار السوري مع مطلع العام المقبل وتوكل لمصر دورا بارزا فيه بحيث تكون القاهرة احدى محطات الحوار وقد اتفق مسبقا على نبذ أي طرف معارض له اتصالات أو زيارات لإسرائيل واستبعاد أي جهة معارضة لها بعد ديني أي شطب الإخوان المسلمين من الحوار.
إرم