عرّاب «الأمن السوري» يجمع الحريري بالصفديحسان الحسن – الثبات
برزت معطيات عدة على الساحة اللبنانية مؤخراً تؤشر إلى اتساع الهوة بين قيادة “تيار المستقبل” وقاعدته الشعبية، لاسيما في الشارع الطرابلسي، كذلك استشعار “التيار” لهذا الأمر، في ضوء اقتراب موعد انطلاق الحوار مع حزب الله، وأبرز هذه المعطيات:
أولاً: زيارة الأمين العام لـ”التيار الأزرق” أحمد الحريري المفاجئة لطرابلس وعكار، ومن دون علم أو تنسيق مسبق مع كوادر “المستقبل” في الفيحاء، في إشارة واضحة إلى أن حالة تململ تسود الحريريين من أداء هذه الكوادر؛ فقد حاول الحريري لململة الشارع الذي خذله “تياره” بعد تشكيل “الحكومة السلامية”، ثم اعتقال “قادة المحاور” الذين أمّن لهم الغطاء السياسي والدعم اللوجستي، ثم تخلى عنهم، فأضحوا “كبش فداء” للتسوية بين “الحزب” و”التيار”.
راهناً، ومع اقتراب بدء الحوار بين “الحزب” و”التيار”، يسعى الأخير إلى استمالة الجمهور الطرابلسي الذي حرضه ضد المقاومة الإسلامية، بعدما قرّر “المستقبل” الحوار معها، وكعادته؛ يستغل عوَز الناس وفقرهم عند تمرير كل استحقاق أو تحقيق غاية سياسية، فيستخدم المال لاسترضاء المواطنين، ويحاول “شراء الذمم”، لذلك أعطى أحمد الحريري لزيارته بُعداً اجتماعياً وتنموياً، قائلاً إنها مخصَّصة للإشراف على توزيع هبة الـ20 مليون دولار التي قدمها الرئيس الحريري لطرابلس، ولم يتمّ صرفها.
اللافت في الزيارة أنها اقتصرت على منطقتي القبة والحارة البرانية، بعدما لمس منظّموها أن الأمين العام لـ”المستقبل” غير مرحَّب به في “باب التبانة”، بحسب مصدر إسلامي طرابلسي كشف أن بعض الفاعليات في مناطق “التماس السابقة” رفضت المشاركة في الاستقبال.
ثانياً: اجتماع كوادر “الأزرق” عند الوزير أشرف ريفي؛ في سياق عملية رص الصفوف، وشد العصب، بعد الهجوم الذي شنّه الرئيس نجيب ميقاتي على هذا “التيار”، بعد سكوت طويل، ما يشير إلى أن رئيس الحكومة السابق قرر مواجهة “الحريريين”.
ثالثاً: عودة “هيئة علماء المسلمين” إلى الضوء مجدداً بعد غيابها، لاسيما بعد الخلاف الذي وقع بين أعضائها، ودخولها على خط أزمة العسكريين المختطفين في عرسال، التي تمثّل بُعداً تركياً في الوقت الراهن، وتسعى من خلالها أنقرة إلى تشكيل اختراق في الساحة اللبنانية.
لاريب أن نشاط “الهيئة” ودورها المعادي لمحور المقاومة سيجذب إليها المتطرفين والمعترضين على سياسة الحريري، لاسيما عزمه على الحوار مع حزب الله، وقد كشفت المعلومات أن لميقاتي إسهاماً في تنشيط هذه “الهيئة”، كأحد أوراق القوة لمواجهة الحريرية السياسية، على حد قول مرجع ديني.
رابعاً: الاجتماع الذي عُقد في منتجع “بالما” السياحي في البحصاص، بين أحمد الحريري وأحمد الصفدي؛ ابن شقيق النائب محمد الصفدي، بحضور مالك المنتجع طارق فخر الدين؛ أحد عرّابي العلاقة السابقة بين “الحريريين” والأجهزة الأمنية السورية، لتقريب وجهات النظر بين الصفدي و”المستقبل”، لاسيما بعد تراجع شعبية الأخير، برأي مصادر شمالية.
*موقع التيار