خروقات أمنية ومليارات للمهربين

خروقات أمنية ومليارات للمهربين

10 ديسمبر 2014

المخاوف من الاختراقات الأمنية، والمكاسب الخيالية التي يجنيها المهربون، كانت أبرز المآخذ الأوروبية التي أدت إلى إيقاف عمليات البحث والإنقاذ الايطالية عبر البحر. القلق الأمني يتركز على إمكانية أن يتسلل «الجهاديون» المرتبطون بالمجموعات «الإرهابية» إلى أوروبا، عبر تدفقات اللاجئين عبر البحر. وفي هذا السياق، أعلنت السلطات الايطالية أنها اعتقلت أحد المرتبطين بتنظيم «القاعدة»، والمطلوب للسلطات الأميركية، بعدما تسلل مع لاجئين في العام 2011. لكن أيضاً وردت تقارير عديدة عن انتهاج تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ــ «داعش» إرسال مقاتلين ليشكلوا خلايا نائمة في أوروبا، عبر شبكات التهريب نفسها التي تسيّر رحلات قوارب اللاجئين. المنسق الأوروبي لمكافحة الإرهاب جيل دو كيرشوف قال، لـ«السفير»، معلقاً على القضية «ليس لدينا أدلة قوية، لكن لا يمكننا استبعاد الأمر»، قبل أن يستدرك «لذلك يجب أن نكون فعالين أكثر في فحص وثائق السفر، بحيث تقدم كل الوكالات المسؤولة عن طلبات اللجوء المعلومات عن اللاجئين حتى يمكن لأجهزة الاستخبارات التأكد من أن طالب اللجوء ليس إرهابياً». ولفت دو كيرشوف إلى أن هناك سوابق حول لاجئين طلبوا في الماضي اللجوء، في دول أوروبية، مع أنهم كانوا يعملون مع منظمات «إرهابية» بحسب التصنيف الأوروبي. وللوقاية من ذلك، شدد دو كيرشوف على أهمية التعاون مع دول العبور. وأشار إلى أن «بعض الأوروبيين يذهبون بداية إلى الإسكندرية، ثم إلى تركيا، ثم إلى سوريا، لذلك علينا جلب كل الدول المتوسطية إلى الطاولة، والانخراط معهم أكثر في تبادل المعلومات، لأنهم يمكن أن يساعدونا في تحديد الأسفار المشبوهة». وزير الداخلية الألمانية توماس دو مايزر أشار بالإجمال إلى القلق الأمني، خلال حضوره اجتماع وزراء الداخلية الأوروبيين في بروكسل. وقال إن عمليات البحرية الايطالية «أنقذت حياة الناس، لكنها خلقت خروقات أمنية باتجاه أوروبا». عرض دو مايزر معطيات لافتة حول حجم المكاسب من تجارة تهريب اللاجئين، مشيراً إلى انه خلال العام الماضي وحده حقق المهربون، حول دول المتوسط، مكاسب «بما بين 4 (حوالى 5 مليارات دولار) إلى 5 مليارات يورو». وأوضح أن الأجهزة الألمانية ألقت القبض، قبل أيام، على مهرب حاول طلب اللجوء في ألمانيا، لكن السلطات اكتشفت أنه مسؤول عن غرق 250 شخصاً، بعدما جنى من هذه العملية «حوالي 400 ألف يورو». ولمعالجة مجمل عناصر القلق هذه، يحاول الأوروبيون الآن العمل مع بلدان العبور، حول المتوسط، لإنشاء مراكز تجميع للاجئين، وجعلهم يقدمون طلبات اللجوء إلى أوروبا من هناك. هذه العملية لا تزال في مراحلها الأولى، لكن خطة الأوروبيين أن ينشئوا ما يسمونها «بوابات قانونية لطلب اللجوء». الهدف المعلن هو تجنيب اللاجئين المخاطرة بحياتهم، عبر إنشاء قنوات شرعية يمكنهم اتباعها. لكن عملياً، ستكون هذه السياسة أداة لتقليل عدد طالبي اللجوء، وعدم السماح لمن ترفض طلباتهم بالبقاء في أوروبا كما هي الحال الآن.

» في رسالة إلى مجلس الأمن.. سورية توثق خروقات الجماعات المسلحة للهدنة
» إضطربات أمنية وأعمال شغب في السعودية
» تعيينات أمنية جديدة في سورية
» معلومات أمنية تنشر للمرة الأولى
» كنز الدليمي: أسرار أمنية واتصالات عابرة للحدود