فرضوا وجودهم بقوة السلاح والمال والدين ... "الجهاديون" في سورية يتحولون إلى مشكلة

ولا يكاد يخلو يوم واحد من أخبار عن مواجهة أو اشتباك بين هذه الجماعات، وبين الجماعات الأخرى التي تتهم "الجهاديين" السوريين بتعزيز قوتها القليلة، باستيراد "المجاهدين" من أنحاء العالم، عبر الحدود التركية واللبنانية والعراقية، وتقدر التقارير الاستخبارية الغربية عدد هؤلاء بأكثر من 5 الآف يتزايدون كل يوم، مع وصول دفعات جديدة من "المتحمسين" العرب والأجانب، ويكفي للتأكد من هذا الأمر الوقوف في صالة الاستقبال العائدة لمطار هاتاي في أنطاكية، أو أحد مطاري غازي عنتاب وأضنة، حيث تكاد لا تخلو طائرة من شخصين أو 3 يصلون فرادى ويجتمعون في الخارج مع سائق ومرافق ينتظران.

وتتركز قيادة هؤلاء حالياً في منطقة "باب السلامة"؛ المعبر الذي رفعت عليه أعلام "القاعدة"، الأمر الذي أحرج الأتراك، وجعلهم يقفلون بوابتهم الحديدية من الجهة التركية، للتضييق عليهم، قبل أن تعود أنقرة وترضخ لضغوط مارستها استخبارات عربية سمحت بإعادة فتحه. وتقول صحيفة "الايكونوميست" أن عدد المجموعات المؤلفة من الأجانب القادمين من ليبيا وأفغانستان والجزائر والعراق قد تضاعف في الأشهر الأخيرة بضع مرات، بالإضافة إلى وجود مقاتلين شيشان، ومن جمهوريات قوقازية أخرى. ويتمركز "المجاهدون" الأجانب في مناطق مختلفة منها دمشق وحمص وإدلب، كما ازداد عديدهم كثيراً في حلب في الآونة الأخيرة، وتنقل الصحيفة عن الجراح الفرنسي جاك بيريس؛ الذي سافر إلى سورية عدة مرات، وعمل في المستشفى العسكري بحلب، يقول إن "نصف مرضاه جهاديون"، وهؤلاء أصبحوا في هذه المدينة أكثر عدداً بكثير في الآونة الأخيرة.

وقد أدى وجودهم المكثف في المدينة إلى خلق نزاعات محلية بعد سعيهم إلى إقامة "الحدود" على طريقتهم، سواء بمحاكمات علنية صورية أو عبر تحطيم المشروبات الكحولية، أو محاكمة نساء اتهمن بالدعارة عبر الـ"يوتيوب"، وصولاً إلى ارتكاب مجزرة بشعة بحق مجندين أغرار لخدمة العلم في ثكنة هنانو في المدينة، لكن الحوادث الأهم كانت عمليات التصفية المتبادلة التي تمت بين الطرفين في مناطق عدة، خصوصاً حلب، التي باتت تعتبر المعقل الرئيس للمجموعات الإسلامية مثل "الفتح" و"التوحيد"، وإحدى تشكيلات "القاعدة" المعروفة بـ"جبهة النصرة"، وكذلك "أحرار الشام" ومجموعة "فجر الإسلام".

وكتبت صحيفة "غارديان" البريطانية أن النزاع بين المعارضة المسلحة والمتطرفين الوافدين من الخارج يتزايد، ونقلت عن معارضين أن المرتزقة الأجانب يخيفون السكان المحليين وينهبون من المواطنين المسالمين الأموال والأشياء الثمينة، وقالت الصحيفة إن المرتزقة الأجانب ينتمون إلى جنسيات أفغانية ويمنية وسعودية ومغربية وليبية وباكستانية ومصرية وغيرها من البلدان الإسلامية.