اجتماعات أمنية داخل تركيا سبقت الهجوم على مدينتي نبل والزهراءهي محاولة لتغيير قواعد الاشتباك في سوريا، وحلب هي الحاضرة دائماً لما تمثله من محور رئيس في ظل كل هذه التطورات. مصادر مطّلعة أكدت أن المجموعات المسلحة حصلت في الايام القليلة الماضية على كميات من الاسلحة والعتاد، فضلاً عن الاموال النقدية، ما يسمح لها بنقل المعركة الى محاور قتالية جديدة في حلب، ألا وهي منطقة نبل والزهراء. تلك “الهبات السخية” من الاتراك والامريكيين جاءت بعد اجتماعات مكثّفة عُقدت بين ضباط في المخابرات المركزية الأميركية، ونظراء لهم من بعض الدول العربية، بالاضافة الى الجانب التركي مع حضور عدد من الضباط المنشقين وقادة في المجموعات المسلحة، للتحضير والتنسيق لعمليات المسلحين في محور نبل والزهراء بريف حلب، وكان الغطاء الحقيقي لها ما أعلنه مسؤول في وزارة الخارجية التركية أن قوات تركية وأميركية ستدرب ألفين من “مقاتلي المجموعات المسلحة المعتدلين” في قاعدة في مدينة كيرشهر بوسط تركيا.
الوفد الامريكي بقيادة نائب الرئيس الأميركي جون بايدن الذي لم يكن سائحاً في تركيا، بل ترك خلفه عدداً من المستشارين الامنيين والعسكريين، لادارة المرحلة القادمة من الحرب، ودفع الجميع لرفض ما حمله المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي مستورا، حول ما يطرح بخصوص “المناطق العازلة” في سوريا، لتُفتح النار هذه المرة في نبل والزهراء، عبر الحلفاء التقليديين للامريكي والتركي فيما يسمى بـ “جبهة النصرة”، حيث شنت هجوماً كان الاعنف منذ بداية الحرب على سورية من عدّة محاور، ضمن عملية استباقية حاولت من خلالها المجموعات المسلحة تحقيق عنصر المفاجأة، والهدف الحقيقي هو عدم تمكين الجيش السوري من الوصول الى طريق حلب اعزاز وفك الحصار عن نبل والزهراء، بالاضافة الى محاولة المجموعات المسلحة التي تخسر مواقعها في جبهة حندرات، فتح طريق للمسلحين المحاصرين هناك والمنهكين، من حندرات عبر بيانون نحو ماير، ما يساهم في فك الطوق الذي يسعى الجيش لاكماله، واحداث خروقات حقيقية تساهم في تأخير العملية العسكرية في شرق وشمال حلب.
لذلك كان هجوم المسلحين مركزاً على محور الزهراء، وبالذات الجهة الجنوبية الشرقية منها والتي اعتبرتها المجموعات المسلحة الخاصرة الرخوة للبلدة، ليبدأ الهجوم عبر خطة كانت واضحة للمدافعين عن البلدتين، فكانت البداية من خلال عملية الهاء قامت بها مجموعات “النصرة” على محور ماير شرق مدينة نبل وعبر محور بلدة الزيارة شمال مدينة نبل، في الوقت الذي كان الهجوم الحقيقي يبدأ عبر محور المعامل جنوب شرق الزهراء.
إلاّ ان الجيش السوري واللجان المدافعة عن البلدتين، كانوا بالمرصاد. وهكذا، رصدت وحدات الرصد في الجيش السوري واللجان، عمليات تحرك مشبوهة للمجموعات المسلحة، ووصلتها معلومات مؤكدة عن استقدام اعداد من مقاتلي “النصرة” من ريف ادلب للتحضير لعملية واسعة باتجاه نبل والزهراء.
المعلومات المتدفقة كانت تؤكد امتلاك تلك المجموعات لدبابات بالاضافة الى عربات تحمل راجمات صواريخ ورشاشات ثقيلة، وفي الحال بدأت غرفة العمليات في الجيش السوري بالتعاون مع اللجان دراسة الموقف، وقررت نشر كمائن متقدمة في محاور بيانون الطامورة، بعدما أكدت المعلومات ان المسلحين سيتسللون منها، لتقع تلك المجموعات في تلك الكمائن بعد ان سمحت لهم الخطة بالتقدم نحو بعض المعامل التي كانت تنتظرهم فيها وحدات النخبة بالاضافة الى الاشراك المتفجرة، ما أدّى الى مقتل عدد كبير منهم وانسحاب من تبقّى على قيد الحياة.
صراخ المجموعات المسلحة كان مسموعاً، على أطراف جمعية جود ومنطقة المعامل في جنوب شرق الزهراء، لينسحبوا منها بعد الهجمات المعاكسة التي شنّتها اللجان الشعبية في البلدتين، ليشكل صمود هاتين البلدتين بداية التحول التكتيكي والاستراتيجي في العمليات العسكرية على محاور مختلفة منها محور حندرات ومحور الليرمون وبني زيد، التي لم تمنع تلك التطورات على جبهة نبل والزهراء الجيش السوري من احداث تحولات نوعية في مناطق السيطرة فيها واكمال الطوق الامني، وافشال الخطة التركية الجديدة والتي حاولت من خلالها ان تعيد خلط الاوراق في كل الواقع الميداني في حلب ومن بوابة بلدتي نبل والزهراء بعد الرسالة الشديدة اللهجة التي اوصلها الجانب الايراني للاتراك عندما حاول التركي ان يستغل الوضع القائم في مدينة عين العرب ويهدد بالتدخل البري عندها اتصل احد المسؤولين الايرانيين بالخارجية التركية واوصل رسالة فهمها التركي انها تهديد ايراني في حال تجاوزه للخطوط الحمر فأراد ان يغير القواعد من بوابة اخرى فكان للجيش السوري ولجان حماية البلدتين رأي وواقع آخر.
* العهد