اميركا تسعى قلب المعادلة على الأرض مع «داعش».. ووصول الإرهابيين الى «الغوطة» حلمحسان الحسن ـ المردة
لم يطرأ أي تطور مهم في الشأن السوري على الصعيديّن السياسي والميداني.
أولاً في السياسة: لا تزال الدبلوماسية الروسية تقوم بجملة محادثات بين ممثلين عن الحكومة والمعارضة السورية من أجل إطلاق حوار وطني، قد يؤدي إلى إتمام تسويةٍ سياسية لإنهاء الأزمة الراهنة، ولكن حتى الساعة لم تتبلور أي صيغة اتفاقٍ حول الحوار المنشود، بحسب مصدر معارض.
وفي السياق، لا تزال مبادرة الموفد الأممي الى دمشق ستيفان ديمستورا في شأن تجميد الأعمال العسكرية في مدينة “حلب” مجمدةً ولم تدخل حيّز التنفيذ، وهي قيد البحث والدراسة لدى المعنيين في الحكومة، في إنتظار عودة وزير الخارجية السورية وليد المعلم الى بلاده من موسكو، التي يجري فيها مشاورات مع المسؤولين الروس، في سياق المسعى الروسي الآيل الى بدء الحوار المذكور آنفاً، على ما ترجح مصادر سياسية سورية واسعة الاطلاع، كذلك تشير إلى أن القيادة السورية غير متحمّسة لهذه المبادرة، في ضوء الاقتتال وأعمال التصفيات بين المجموعات التكفيرية والفصائل المسلحة “المعتدلة” المحسوبة على الأميركيين، ما يؤكد فقدان القرار لدى “المعارضة”.
وعن إمكان عرقلة واشنطن للمسعى المذكور، سيما وأنه يعزز الدور الروسي على الساحة السورية وفي المنطقة، ترى المصادر أن الإدارة الأميركية قد لا تنسف هذا المسعى في الظروف الراهنة، خصوصاً بعد تراجع “الفصائل المعتدلة” أمام التكفيريين على الأرض، وإنتهاء “قصة ما يسمى بالجيش الحر” على حد قول المصادر. وتعتبر أن واشنطن في حالة ترقب لما ستؤول اليه حربها على “داعش” في منطقة شرق سورية، التي قد يليها إدخال المسلحين الى هذه المنطقة، الذين يتم تدريبهم في المملكة السعودية على أيدى الاميركيين، في محاولةٍ لقلب المعادلة على الأرض، وتعزيز أوراق واشنطن في أي عمليةٍ سياسيةٍ، تختم المصادر.
وتعقيباً على الاقتتال الدائر بين المجموعات المسلحة، تلفت مصادر ميدانية الى أن أعمال التصفيات على أشدها بين “جبهة ثوار سورية” التابعة لجمال معروف و”جبهة النصرة” من جهة وبين الأخيرة و “حركة حزم” من جهة أخرى في الشمال السوري.
وفي الغوطة الشرقية، كذلك تدور اشتباكات عنيفة بين مختلف المجموعات المسلحة، لا سيما بين “النصرة” و”داعش”، مستخدمين الاسلحة الثقيلة كافة، بحسب المصادر.
وثانياً على الصعيد الميداني: لا تزال أوضاع الجبهات على حالها، خصوصاً في الجنوب. ففي “القنيطرة” المتداخلة مع “الجولان” المحتل، تحاول “النصرة” مستفيدةً من الدعم “الاسرائيلي” التقدم من المدينة الجديدة في اتجاه “طريق السلام” الذي يربط القنيطرة بدمشق للاستيلاء عليه وقطعه، غير أن هذه المحاولات باءت بالفشل، وتلفت المصادر الى أن الجيش السوري يضطر الى قطع الطريق أحياناً، بسبب الأعمال العسكرية، حفاظاً على سلامة المواطنين، وتشهد المنطقة اشتباكات وفقاً لأسلوب “الكرّ والفر”، وتصل الى ذروتها في منطقة “جباتا الخشب”، على ما تنقل المصادر.
وفي “درعا” لا تغيير جديد في خطوط التماس، كذلك تحاول “النصرة” السيطرة على طريق “دمشق – الاردن”، وتشهد منطقة “الشيخ مسكين أعنف الاشتباكات”، بحسب المصادر الميدانية.
أما الكلام الذي يروجه الاعلام المعادي لمحور المقاومة عن تطويق العاصمة السورية، وإمكان فتح خط إمداد بين الجنوب و”الغوطة الشرقية”، التي يعاني فيها المسلحون حالةً صعبة، جراء الحصار الذي يفرضه الجيش السوري، باستثناء جزء من “عربين” التي تربط ما بين “جوبر وحرستا ودوما”، وفي ضوء رفض الاهالي لوجودهم، فهو مجرد أضغاث أحلام ليس إلا، تختم المصادر.