قطر ، افتحوا الزنازين …

قطر ، افتحوا الزنازين …

Wednesday , 19 November 2014 - بانوراما الشرق الأوسط

أحمد الحباسى

الذين يشاهدون محطة الجزيرة القطرية يتخيلون طبعا و دون شك أن قطر هي سويسرا الشرق ، الذين “يرون ” المال النفطي القطري يذبح الشعوب العربية يتحسسون الصدمة ، الذين من حظهم السوء يشاهدون الأمير القطري لا يدركون طبعا أنهم أمام ديكتاتور مكتمل المواصفات ، قطر محمية صهيونية تشبه في كثير من التفاصيل ألبانيا في عهد الرئيس أنور خوجة ، حكم شمولي فاشي ، قيادة فاسدة ، أموال منهوبة ، و زنازين سجن لكل صوت معارض ، هناك طبعا القواعد الصهيونية الأمريكية التي تحتل ثلاثة أرباع المساحة القطرية و هناك أيضا الشيخة موزة حاكمة قطر الفعلية و التي تنفرد بمفتاح خزائن قطر النفطية المنهوبة .
كنت أظن ، و بعض الظن ليس إثما ، أن موسوعة قينس الشهيرة قد تفردت بحصر كل الأحداث و النتائج و المسابقات و الانجازات القياسية في العالم ، راجعت الأمر ، بدون جدوى للأسف ، فالموسوعة الشهيرة للأرقام القياسية لم تتضمن شاعر قطر محمد بن الذيب العجيمى ، لا أثر فيها لقصيدة “الياسمين” ، و لا أثر للحكم الصادم بما لا يقل عن خمسة عشر سنة كاملة من أجل قصيدة ، صدمت في حقيقة الأمر ، ذهلت طبعا لهذا السهو المنكر ، و تيقنت طبعا أن هذه الموسوعة قد أتت حدثا جللا ، ذهلت لأنه و على حد علمي لم “يتحصل ” أي شاعر عربي على هذه “الجائزة” القيمة من حكام العرب المعروفين بنفوذهم و استبدادهم ، و لم يتم إيداع السجن لأي شاعر عربي من أجل … قصيدة ، من أجل ممارسة هواية شعرية لا راحت و لا جاءت على رأى الإخوان في الشرق ، من أجل نظم أبيات شعرية تغزلت بثورة شعبية و لم تمس بأية صورة كرامة أية حسناء قطرية .
لكن الاستبداد في قطر له وجوه قبيحة كثيرة ، من بينها أنه لا يحب الياسمين و لا يحب الأشعار ، هوايته الوحيدة هو تمويل ذبح الأبرياء في العالم العربي ، هوايته أيضا نهب الثروة القطرية ، هوايته أخيرا سجن كل شاعر حتى لو تغزل بالياسمين ، بثورة الياسمين ، ولان الأمير رغم حماية القواعد الأمريكية و رغم الحراسة الصهيونية المشددة لعرش ينعته الأحرار و العارفون بعرش الطاعون لا يحس بالأمان ، فقد لامست عبارة “الثورة” مكامن التوجس في عقله الباطني و لم يجد من حل سوى إغلاق سجن قطر الكبير على كل روائح الياسمين و على كل الأبيات التي تتحدث عن ثورة الياسمين ، سجن سفاح قطر الشاعر ، سجن قاتل قطر شاعرا … لمجرد أنه شاعر ، لمجرد أنه قال شعرا ، لمجرد أنه تغزل بثورة ، برائحة الياسمين.
محمود بوناب ، مواطن تونسي ، شهادات عليا في الإعلام ، خبرة طويلة ، يعيش اليوم “سجينا” في قطر بدون حكم محكمة ، لمجرد نزوة أميرية قبيحة ، لمجرد أن حاكمة قطر قد ظنت نفسها ملكة بريطانيا في عظمتها و سمو ثقافتها ، ظنت نفسها أنها كما تملك مفاتيح خزائن قطر المنهوبة فهي تملك مفاتيح مصير مواطن تونسي لا تملك هذه الطاغية عشر شهاداته العلمية ، هنا تكمن المفارقة بين الحكام العرب و نظرائهم في الغرب ، هنا تظهر الحالة الاستبدادية العربية في قبح مظهرها في مواجهة الحالة الديمقراطية الغربية في نبل توجهاتها ، هنا يكمن الفارق بين موزة قطر البائسة و بين سيدات المجتمعات المتقدمة الأخرى ، هنا تسقط ورقة التوت لتفضح الحاكم الجاهل الذي تشاء الأقدار أن يصل إلى السلطة في بلد نفطي عربي فيصبح طاغوتا كافرا لكل القيم الإنسانية .
ما معنى أن يكون لدولة راية و جيش و سلاح إذا كانت غالبية مساحتها محتلة بالعدة و العتاد الصهيوني الأمريكي ؟ … لماذا تستنجد محمية قطر بالقوات الغربية ؟ خوفا من مستعمرة السعودية ، من مستعمرة الكويت ، من مستعمرة البحرين مثلا …ثم لماذا يملأ حاكم قطر سجونه بكل صوت معارض حتى لو كان شاعرا يتغزل بثورة الياسمين في تونس ، لماذا ترفض قناة الجزيرة الحديث عن سجون قطر السرية التي تصول فيها المخابرات الصهيونية الأمريكية ، لماذا يرفض الإعلام القطري البائس الوقوف مع حق التعبير مع أن المطلوب لم يعد حرية التعبير في مفهومها الشامل بل الحرية في …تنظيم قصيدة ، مجرد تنظيم قصيدة للتفريج عن النفس لا أكثر و لا أقل ، لماذا تصمت الأقلام الخليجية المشبوهة على هذا السجن القطري أم أنها تصمت من باب صمت العاجز بعد أن تحولت كل محميات الخليج إلى سجون .
يقول محمد المرزوقي رئيس تشييع الجنازات في تونس عن نفسه أو يقولون عنه نفاقا أنه رجل حقوقي ، بالطبع هذا الرجل هو من دشن سيرته الحقوقية بتسليم اللاجئ الليبي البغدادي المحمودى إلى سلطات القتل و الإرهاب في ليبيا ، و هو أول من ترك المواطن التونسي محمود بوناب في يد الشيخة موزة لتفعل بمصيره الإنساني ما تشاء في موقف قذر لا يقدر عليه إلا رئيس الصدفة و مساندة الإرهاب في تونس ، لذلك لا نتوقع من هذا الفاقد الشرعية و التعقل أن يقيم الدنيا و لا يقعدها من اجل شاعر عربي تغنى بالثورة التونسية ، بالمقابل ، نرفع الصوت مجددا مع الرافعين عسى أن تتحرك بعض الألسنة المكممة و بعض الضمائر الحية التي لم يصلها مال الغاز القطري لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه في محمية الدمار الشامل حتى يتم الإفراج عن شاعر الياسمين و عن ” المعتقل ” محمود بوناب ، نقف اليوم في نفس خندق المضطهدين في قطر ننادى بكل الصوت ..افتحوا الزنازين يا عملاء قطر ، عملاء الصهيونية العالمية .

» أمير قطر الى طهران.. افتحوا لي أبواب دمشق
» لجنة نيابية فرنسية: افتحوا سفارتنا في دمشق