واشنطن: الإسقاط بالحوار أم التسليم بالبقاء عبره؟

واشنطن: الإسقاط بالحوار أم التسليم بالبقاء عبره؟

تشرين الثاني 17, 2014
عامر نعيم الياس

أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما في كلمته خلال «قمّة العشرين» أنّ العمل مع نظام الأسد سيؤدّي إلى «تعزيز قوة داعش»، لذلك فاستراتيجية إدارته لا تغيير عليها في سورية. كلامٌ جاء بعد ثلاثة أيام على كلمة هاغل وزير دفاعه أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي، والتي وضّحت أشكال الاستراتيجية الأميركية في سورية بالتزامن مع سيطرة الجمهوريين على الكونغرس بمجلسيه، والتي تقوم على النقاط التالية:

أولوية الحرب على تنظيم «داعش» في سورية تحديداً، دون أيّ تنظيم آخر، ومن دون المساس بالحكومة القائمة في سورية ووضعيتها، إذ قال هاغل: «أهدافنا العسكرية في سورية في المدى القريب محصورة في عزل تنظيم داعش وتدمير ملاذاته الآمنة».

تراجع ملفّ إسقاط النظام في سورية عن الأجندة العسكرية الأميركية والاستعاضة عنه بالإسقاط عبر الحوار بحسب هاغل الذي قال: «الهدف الأميركي في سورية يتمثل في الوصول إلى إسقاط النظام السوري عن طريق التفاوض, لا عن طريق الحل العسكري».

عدم توسيع قائمة الأهداف العسكرية الأميركية في سورية، وبالتالي الحفاظ على نمط العمليات السائد حالياً بما يقطّع الطريق على أيّ محالات من الكونغرس الجمهوري أو بعض النخب السياسية الأميركية لتطوير الاستراتيجة الأميركية بما يتيح استهداف الدولة السورية وفق الأجندة التركية السعودية الفرنسية الصهيونية، وهنا يقول هاغل: «لا تغيير ولا توجّه مختلفاً»

ملفّ الرئاسة في سورية ملفّ قابل للتفاوض أولاً، وثانياً لا بديل عن الرئيس الأسد في الآونة الحالية، وهو أمر يصبّ في خانة تثبيت كلام الرئيس أوباما حول غياب البدائل لدى «المعارضة السورية المعتدلة» التي يحاول المعسكر المعادي لسورية ترسيخها كخيار ممكن لحكم سورية، إضافةً إلى النقطة الأكثر أهمية في كلام هاغل والتي تتعلّق بعقم أيّ بديل عن الجيش السوري في المواجهة التي تدور مع «داعش». وهنا يتساءل وزير الدفاع الأميركي: «بمن سنستبدل الرئيس الأسد؟ وأيّ جيش سيواجه داعش؟».

يمثّل ما طرحه وزير الدفاع الأميركي تكريساً للأولويات الأميركية الحالية في سورية. وعلى رغم أنّ بعض المحللين رأى في كلامه محاولةً لتأكيد موقف البيت الأبيض من مسألة «تنحّي» الرئيس السوري, إلّا أنّ المعطيات السابقة تؤكد أنّ الإدارة الأميركية الحالية تطمح إلى تعديل موازين القوى على الأرض للدخول في عملية تفاوضية مع المعسكر المقابل لها في الحرب على سورية، بهدف الوصول إلى تسوية تفرضها ظروف العملية التفاوضية. فالحل السياسي هنا يتبع موازين القوى على الأرض والقرار الذي ستستتبعه هذه الموازين، وبالتالي يبقى الرهان الأميركي الحالي على عامل الوقت، وانتظار ظروف سير العمليات العسكرية في سورية، بما يضمن استمرار حرب الاستنزاف في المدى المنظور.

وفي هذا الإطار يقول السفير الأميركي السابق في العراق جيمس جيفري: «من المنطقي التركيز على الأرض التي يمكننا أن نحقق الانتصار فيها العراق ، في سورية لا أحد يمكننا الاعتماد عليه. يجب أن نهاجم داعش والنظام في آن معاً، أو التعاون مع بشار الأسد، وهذان الخياران غير مطروحين على الطاولة».

كاتب سوري

» واشنطن ارتقت بقرارها التسليم ببقاء النظام السوري الى المساهمة في الحفاظ عليه
» من وهم الإسقاط إلى خطة الاستنزاف – غالب قنديل
» التسليم بالاسد - ناصر قنديل
» ماذا بعد القصير وحلب ؟ تدخل عسكري أم التسليم بانتصار الأسد ؟
» التسجيل الأول: صقر يتلقى طلبات السلاح وينظم عمليات التسليم